نجحت جميعية تايري وكال في احتفالها بالذكرى الخامسة لدسترة الأمازيغية، من خلال تمكنها من جمع كوادر أهم الأحزاب السياسية على طاولة واحدة رغم تباعد وتنافر بعضهم، وقد توج اليوم الثاني من أشغال الجمعية في احتفالات الذكرى الخامسة لترسيم الأمازيغة بتنظيم ندوة دولية قارب خلالها المجتمعون تجارب متنوعة خاصة ببلدانهم تهم وضع الأمازيغية.
هكذا تابع الحضور تجربة دولة النيجر من خلال محمد إبراهيم الذي أسهب في تفصيل وضعية الأمازيغ الطوارق والمجهودات المبذولة حاليا من أجل إحياء هذه الأمازيغية، ثم عاد بالحضور إلى سنوات تشكل الوعي بالهوية، وما شهدته النيجر من حروب كان ضحيتها الطوارق، وقد شارك محمد إبراهيم في هذه الحركة بين سنة 1981 و 1985 قبل ان يغادر نحو فرنسا حيث تابع دراسته ليعود من جديد للنيجر ويشتغل بصفته متخصصا في التنمية المحلية المستدامة، كما تقدم للانتخابات وأصبح نائبا بالمجلس الوطني وعضوا بالمجلس الأعلى للعدالة ورئيس الشبكة البرلمانية للتغيرات المناخية والتنيمة المستدامة بعدما اقتنعت الطوارق بأهمية تكوين الدولة الديمقراطية.
فتحي خليفة من ليبيا رسم للحضور صورة درامية عن وضع ليبيا في عهد القذافي وما لاقاه الأمازيغ في تلك الحقبة بزوارة وجبل نفوسة، فشاركوا في ثورة 17 يونيو، لكن بعد القضاء على النظام البائد عاد التهميش ليطال أمازيغ ليبيا في عهد الثورة من خلال انتخابات اللجنة الدستورية التي منحتهم مقعدان فقط ففضلوا العزوف عنهما، مقاطعين كل الللقاءات المنعقدة، بعدما تبين أن الأمازيغ يتحدثون عن مفهوم الدولة التي يريدها الليبيون والآخرون يتحدثون عن الحكم.
سناء المنصوري الصحفية الليبية تناولت بالتفصيل التضييق الشامل الذي يلقاه الإعلام الأمازغي بليبيا بعد الثورة، حيث تم تحويل المذيعين الأمازيغ من لغتهم، لينتجوا بالعربية، وتم حضر الإعلام الأمازغي، وممارسة التضييق على كل ما هو أمازيغي.
سناء تمنت أن تحقق ليبيا ما وصل إليه المغرب، وأن يسود النقاش حول الأمازيغية بالمستوى الذي تابعته بالمغرب، وأن تصل ليبيا ما وصل إليه المغرب، معتبرة ما دار في ندوة قادة الأحزاب السياسية بتيزينيت جد متقدم، ويشكل نموذجا في الحوار الجاد الهادف.
ومن ليبيا استمع الحضور لمداخلة مصطفى السعدي نموذج أمازيغ االجزائر ازداد في فاتح أكتوبر من سنة 1954 وأعطى من خلال شخصه نموذجا للأمازيغي المهاجر بفرنسا الذي عانى العزلة طويلا، ازداد بمدينة ينعدم بها ناطقون بهذه اللغة، قبل أن ينتقل في بداية العشرييات من عمره إلى باريز حيث درس المحامات، وساهم في العمل الجمعوي الخاص بالقضية الأمازيغية، كما ساهم في تأسيس التلفزة الأمازيغية سنة 2000 بفرنسا والتي سعت للم شمل أمازيغ فرنسا، فضلا عن كونه عضوا مؤسسا لتنسيقية الأمازيغ بفرنسا، وعضو مؤسس للمركز الثقافي الأمازيغي بفرنسا الذي افتتح بمدينة درانسي سنة 2011 .
ومن الجزائر حضر كذلك حسين حيريش جامعي ومناضل حقوقي مند دراسته بتيزي وزو وبالجامعة وبالحي الجامعي بالحراش وبن اكنو، قبل أن ينتقل إلى فرنسا لينخرط في مجموعة درياسبورا القبايل. وأصبح مدرسا للغة الأمازيغية بفرنسا.