الرئيسية اراء ومواقف طاحت عمارة صونبا وكثروا جناوا

طاحت عمارة صونبا وكثروا جناوا

كتبه كتب في 21 يونيو 2016 - 14:28

سقطت عمارة صونبا اللعينة وتدحرجت معها جلاميد صخرية لتكشف اللثام عن الواقع الهش للترسانة القانونية الرقابية للمشاريع التنموية والبنيات التحتية التي تعرفها مدينة الإنبعات في الآونة الأخيرة وتشيد على أرضها المباركة؛ التي فقدت بريقها ولمعنها إثر إجتباح رعاة ومافيات العقار لأراضيها الخصبة والعذراء وإغتصبتها وأفقدتها عذريتها بتحويل كل مساحاتها الخضراء إلى قنابل إسمنتية موقوتة؛ ستنفجر في أية لحظة؛ وهذا ما حدث في بحر الأسبوع المنصرم؛ حينما هوت تلك الكتلة الإسمنتية المنحوسة على رؤوس عمال لا حول ولا قوة لهم ولا ذنب سوى انهم إستيقضوا في ذاك الصباح؛مع إعلان الديك حلول يوم جديد؛ وإمتطوا صهوة تلك الشاحنة الشبيهة بحصان غير مروض وتكدسوا فيها كقطيع من الماعز يتجه به صاحبه صوب السوق الأسبوعي لبيعه بأبخس الأثمان؛ غير مدركين القدر الذي ينتظرهم ذاك اليوم بين تلك الجدران المغشوشة؛ هذا إن وصلوا وسلمت أرواحهم؛ فلو علموا ذاك اليوم لما خرجوا من أكواخهم وتركوا فلذات أكبادهم؛ لناموا بجانبها؛ لكن حر الزمان وتقلبات الأحوال المعيشية لم تترك لهم أي خيار آخر ؛ ولم تسمح لهم بغمض جفونهم ؛ فأزلوا الغطاء المتسخ عنهم ولبسوا ثياب مرقعة نصفها ممزق وركبوا أمواج تلك الشاحنة العاتية ومغامرين بأرواحهم أمام أعين الجميع من فعاليات مدنية وجمعوية وهيئات نقابية وحقوقية وسلطات محلية وأمنية؛ وتحت مباركتهم؛ فالكل يشاهد ذالك المشهد المحزن لتلك الأكوام البشرية صباح مساء والذي يجوب المدينة طولا وعرضا وشرقا وغربا ؛ ولا أحد يتكلم ويخرج عن صمته؛ فالكل مساهم في هذه الفاجعة التي راح ضحيتها أحد مزاليط هذا الوطن الجريح؛ أم أن ثمن السكوت وغض الطرف عن مثل هذه التجاوزات مدفوع الأجر مسبقاً؟ هذا من جهة ومن جهة ثانية رافقت هذه الفاجعة الأليمة فاجعة أخرى أشد ألم منها؛ وتمثلت في تعرض الزميلين الصحفيين فيصل الروضي؛ وإبراهيم فاضل لجريمة شنعاء ونكراء؛ بالإعتداء عليهم من طرف أحد أبناء هذا البارون وحاشيته؛ لكن ما أدمع العين أكثر في هذه القضية هو تلك الصورة الحزينة لمصورنا فاضل مغشيا عليه فوق رصيف متأكل الجنبات و غازت كل المنابر الإعلامية الوطنية؛ والتي إستغلها البعض من أشباه الصحفيين والطفيليات التي دخلت بأياديها القذرة في أغوار هذه القضية؛ وحاولت الركوب عليها؛ والإسترزاق منها كعادتها. فسقوطك أيتها العمارة اللعينة أزاح ستائر العديد وأسقط أقنعتهم المزيفة ليكشف للعلن عن عورتهم المتعفنةوالتي أزكمت الأنوف؛ وخنقت أنفاس المشهد الإعلامي بمدينة الإنبعات؛ فما عدنا نعلم هل ندرف الدموع على صديقينا فيصل وابراهيم لما لحقهم من تنكيل وإعتداء لفضي وجسدي أم نبكي على ضحية هذا الحادث المحزن؛ أم على هاته الحشرات والطفيليات التي تقتات وتنهش من لحوم وهموم إخوانها
. بقلم أحمد الهلالي

مشاركة