الرئيسية أخبار الجمعيات حبيبة بن بعزى .. جمعوية تشتغل في صمت بقلب “المغرب العميق”

حبيبة بن بعزى .. جمعوية تشتغل في صمت بقلب “المغرب العميق”

كتبه كتب في 17 يونيو 2016 - 20:55

للعَمل الجمعوي في المغرب وجْهان؛ ثمّة جمعيات مدنيّة تتلقّى أموالا طائلة دونَ أن يظهرَ أثر لعملها، وثمّة جمعيات أخرى تشتغل في صمْت، بإمكانيات بسيطة، لكنَّ عملها يُثمر نتائجَ ملموسة، خاصّة في ما يُسمّى بـ”المغرب العميق”.

في قرية “حْلّول” نواحي مدينة تنغير، وداخل بيْت طيني صغير، يوجد مقر “جمعية شباب حلول للمرأة والطفل”، تُسيّرها فاعلات جمعويات، يُقدّمنَ خدمات اجتماعية لنساء وأطفال البلدة، بالخصوص، ولا تتوفّر هذه الجمعية على مواردَ ماليةٍ عَدا دعمٍ سنويّ تحصل عليه من المجلس الجماعي لا يتعدّى 2000 درهم.

“هاد 2000 درهم واخّا ما كافْيا لْوالو، ولكن كانفرحو بها”، تقول حبيبة بن بعزى، رئيسة الجمعية. وهذه السيدة الخمسينية تشتغل كالنحلة، وتُمثّل الصوت المدافع عن نساء بلدة “حلول”، وقدْ انخرطت في العمل الجمعوي منذ سنة 1991، قبل أنْ يطلب منها العامل السابق أنْ “تشتغل في إطار القانون”.

“العامْل قالّي نْتِ باغا تطّوعي في سبيل الله، إيوا ديري القانون، باش حتى لا كان شي دعم تستافدي منو”، تقول السيدة حبيبة، التي تفتخر بأنها تقوم بعملها وتعمل على مساعدة من يحتاج إلى ذلك “في سبيل الله”، وحينَ تقرّر إنشاء الجمعية سنة 2011، تمّ اختيارها من طرف ساكنة البلدة رئيسة.

ولم يأتِ اختيارها رئيسة للجمعية لتجربتها الطويلة في العمل الجمعوي فحسب، بل لكونها، أيضا، صوْتا يُدافع عن حقوق نساء بلْدة “حلول”، فهي لا تتردّدُ في الانتقال إلى مستشفى تنغير، كلما واجهت امرأة مشاكلَ هناك، كما أنها لا تترك الفرصة لطرح مشاكل البلدة أمام المسؤولين والسياسيين الذين يزورون البلدة.

وتحكي أن “السّيد العامل اللي كان قْبل هادا وْصّا عليا قبل ما يمشي، دبا واخّا نتّاصل بالقايد في أي وقت كايقولّي مرحبا أللا حبيبة، وما غادي كاع يْكعا ولا يقولّي راكي برزطيتيني، واخا نتّاصل به فالليل”، وتضيف أنَّ الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، عرض عليها الانخراط في حزبه، لكنها أبَتْ.

“قلتْ له لا، أنا ما كانعرفش نْدير السياسة”، تقول السيدة حبيبة، رغم أنها تُدرك أنَّ الجمعيات التابعة للأحزاب السياسية تكونُ فرصها أوفر للحصول على الدعم المالي لتمويل مشاريعها، ورغم أنها ليست متعلّمة، إلا أنّها تبْدو مُلمّة بما ينص عليه القانون، بقولها: “ما غاديش ننخرط فالسياسة، حيتْ القانون الأساسي ديال الجمعية كايقول السياسة لّا”.

في غالب الأحيان تضطرّ السيدة حبيبة وزميلاتها في الجمعية إلى المساهمة بمالهنّ الخاص لتمويل أنشطة الجمعية، ولا تُخفي الفاعلة الجمعوية امتعاضها من عدم المساواة بيْن الجمعيات في ما يتعلق بالدعم، قائلة “كايْنين جمعيات ما خدّامين ما كايديرو والو، سادّين المقرّات ديالهم وكاياخدو الفلوس، حقاش كايمشيو مع السياسة، وحْنا ما عندناش مع هادشي، إلى عْيينا نمشيو نكْلسو”.

مشاركة