الرئيسية الصحة مأساة ” خلود” بأكادير: دخلت ” القرعة” ذكرا وخرجت منها أنثى

مأساة ” خلود” بأكادير: دخلت ” القرعة” ذكرا وخرجت منها أنثى

كتبه كتب في 22 يونيو 2012 - 12:34

مسلسل من المعاناة تدور حلقاته الواقعية بين المحكمة والمستشفى..ودعنا أمس ” خلود” بمستشفى الحسن الثاني بأكادير ضاحكة بعدما نالت حصتها من شربة الخضر واليوغورت، غير أن ماساتها قد تقلب حياتها رأسا على عقب عندما تصل سن الرشد. ” ازداد الرضيع ذكرا بالمركز الاستشفائي ببيوكرى، وأرسل إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني ليستكمل نموه وسط الحاضنة، وبعد تسعة أيام استدعيت الأسرة لتسلمه فأخرج من ” القرعة ” أنثى” أسمتها الممرضات ” خلود” تيمنا بالمسلسل الذي شغل بالهن” يؤكد الأب لحسن الصاقي مختزلا معاناته.

هو مسلسل درامي طويل الحلقات تجري أحداثه ووقائعه الإنسانية المأساوية مند شهور على أرض الواقع بين مستشفى الحسن الثاني بأكادير ، والمركز الاستشفائي لبيوكرى، والمحكمة الابتدائية بإنزكان وأكادير، بعدما رفض الأب تسلم الرضيع متسائلا كيف دخل ابنه البكر وأول العنقود إلى ” القرعة” ذكرا وخرج منها أنثى بمستشفى الحسن الثاني؟. بطل هذه الدراما” خلود ” مولود صغير يعيش الآن بالمستشفى بأكادير لحد الآن يرفض أبواه تسلمه، إلى غاية أن يحسم القضاء  والحمض النووي في أمره. خلود تلقى حنانا من ممرضات قسم إنعاش المواليد، يتداولون صورتها بهواتفهم، غير أنها تبقى بين المواليد مهددة بالمرض بدون لقاحات دورية في انتظار أن تسحم النيابة العامة في أمر نقلها على دار الحضانة، وتفصل في أمر نسبة المولود على اسرته.

مستشفى بيوكرى يؤكد في محاضر الاستماع  أن المولود الذي فحصه وأرسله إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير ليستكمل نموه مولود ذكر. غير أن مستشفى أكادير بعد إخراجه الرضيع من الحاضنة أكد أنها فتاة رغم أن الوثائق التي بين يديه تفيد بأنها ذكر،  وأن الأمر يعود لسوء تقدير من بيوكرى.

مستشفى أكادير أكد أن تلك الليلة التي حلت فيها خلود في الثانية والنصف صباحا توافدت عليه فقط المواليد الإناث كل واحدة تسلمتها أسرتها بدون مشاكل، كما يصر على أن ” خلود” من صلب أسرة بيوكرى مائة بالمائة، وأن الخطأ ارتكب من لمستشفى الصحي بيوكرى الذي سجل الولادة بصفتها ذكرا، وكذلك مستشفى الحسن الثاني  بقسم إنعاش المواليد الذي انشغل  بالحالة الاستعجالية التي كانت عليها الرضيعة، حيث لا يتعدى وزنها كيلوغارما واحدا. فلم يتفحص ما دون بوثائق التسليم. دخلت القضية للعدالة مند حوالي 10 شهور، طرفاها مركز بيوكرى الصحي ومستشفى الحسن الثاني، وأسرة الرضيع غير أنها مازالت تراوح مكانها.

 بداية قصة ” خلود”  تبدأ مع صرختها الأولى يوم 7 شتنبر 2011 ، كان الحال ليلا، عندما كتب لها أن يكون مسقط رأسها بسيارة صديق في طريق مظلم، تحولت إلى غرفة ولادة على مشارف المركز الصحي لبيوكرى. وقد استكمل هذا المركز الصحي  الفحوصات الضرورية، وتبين له وفق الوثائق المرفقة  أن المولود ذكر في شهره السابع، وأن عدم اكتمال نموه يتطلب وضعه بشكل استعجالي وسط الحاضنة فتم إرساله في الحال عبر سيارة الإسعاف إلى أكادير.

بدون تردد نقلت سيارة المستشفى المولود بعدما قبلته أمه، نقل برفقة أبيه، وبقيت الأم في المستشفى المحلي حتى تسترجع لياقتها. وبعد حوالي ساعة أدخل إلى الحاضنة بمستشفى الحسن الثاني على عجل. مرت تسعة أيام و استدعي الأب كما يروي لتسلم رضيعه الذكر، غير أن مفاجأة كبيرة شكلت وقع الصدمة كانت تنتظره عندما مضى يستكشف الصغير ليكتشف أنه أنثى، رغم أن وثائق الولادة التي يحمل بين يده تشير إلى أن جنس الصبي ذكر. ولعدم فهمه ما يجري رفض تسلم الصغير الذي يعيش بمستشفى الحسن الثاني مند السابع من شتنبر من السنة الماضية.

يوم 19 شتنبر وضع الأب شكاية لدى النيابة العامة بإنزكان، وفتحت الشرطة القضائية بأكادير تحقيقا مع مسؤولين بمركز بيوكرى المتشبت بكونه بعث مولودا ذكرا ليستكمل نموه، ومستشفى الحسن الثاني الذي يصر على أن المولود الخديج هو نفسه الذي رفض الأب تسلمه، وأن الشبه اليوم واضح بين الأم ورضيعها.

 10 شهور من ” الجري في كل اتجاه” أمرت خلالها المحكمة بإجراء خبرة طبية، تعرقلت إجراءاتها الإدارية فقررت المحكمة إحالة القضية يوم أمس الاثنين، على قاضي التحقيق هناك ستبدأ حلقة جديدة وطيلة من معاناة ” خلود ” قد تمتد لسنة من أجل إجراء تحاليل حمض نووي سيقطع الشك باليقين، ويخرج خلود من بين قاعات مستشفى الحسن الثاني حيث تعيش بدون لقاحات كما يروي الأب متحسرا. الأبوان لا ينفيان أن الرضيعة من صلبها بل يتملك الأم إحساس بأنها فلذة كبدها تلك التي تقبع بالمستشفى مند 10 شهور. غير أنها ترغب في قطع دابر الشك باليقين بالطرق العلمية والقانونية.

حياة بئيسة مليئة بالتوتر بين العامل المياوم لحسن وزوجته الشعيبية الذين يعيشان وحيدين، بينما تطوي خلود الشهور وحيدة ، بعدما كتب لخلود في طبعتها التركية أن تكون بطلة لمسلسل يحبس الأنفاس ويحرك المشاعر .

سوس بلوس

مشاركة