الرئيسية ثقافة وفن تِزْويت .. النحلة التي حملت رحيق الفلكلور الأمازيغي إلى العالمية

تِزْويت .. النحلة التي حملت رحيق الفلكلور الأمازيغي إلى العالمية

كتبه كتب في 10 يونيو 2016 - 13:34

خلال السنة الماضية، حازت فرقة “تِزْويت” لفن “أحيدوس” الرتبة الثالثة في مهرجانٍ للفلكلور بالعاصمة البريطانية لندن، من بين عشرات الفرق الفلكلورية المشاركة
في المهرجان. وبذلك استطاعت فرقة “تِزويت”، ومعناها بالعربية “النحلة”، المساهمة في التعريف بالفلكلور المغربي الأمازيغي على الصعيد العالمي.

غيْرَ أنَّ أعضاء الفرقة التي تأسست بقلعة مكونة منذ سنة 1964، يتُوقون إلى نيْل رتبة أفضل من التي احتلوها بمهرجان لندن خلال السنة الماضية، “خلال الدورة السابقة لم يشارك جميع أفراد الفرقة، بسبب عدم الحصول على تأشيرة دخول بريطانيا، وهذه السنة إن شاء الله سنحتلّ الرتبة الأولى”، يقول إبراهيم أودرا، مايسترو فرقة “تِزْويت”.

ويُضيف المتحدث بإصرار: “هاد العام إن شاء الله غادي نْربحو”؛ أمّا الهدف الأسمى من التتويج فهو إضفاء مزيد من الإشعاع على التراث الفنّي المغربي الأصيل، والذي يقول بودرا “إنه لا مثيل له في مكان آخر من العالم، وهناك من يتمنى فقط التوفر على قليل مما نتوفر عليه، ونحن لا نعرف قيمة هذا التراث الفنّي العظيم”.

“تِزويت” لا يكفّ جناحاها عن التحليق في سماء المهرجانات الفنية، سواء الوطنية أو الدولية؛ حيثُ شاركَ أعضاؤها المشكّلون من الرجال والنساء في مهرجانات في بلدان عربية كتونس والجزائر، ودول أوربية منها فرنسا وإسبانيا والنمسا.

اختيار اسم “تِزْويت” نابع من كون الرقصة التي تؤدّيها الفرقة تشبه “رقصة” النحلة حينَ تحطّ على الوردة، ومعروف عنْ قلعة مكونة أنّها من الأماكن القليلة في العالم التي تُنتجُ الورد، ويُقام فيها مهرجان سنوي للورود يُعتبر ثاني أقدم مهرجان في المغرب بعد مهرجان “حبّ المْلوك” بمدينة صفرو.

يقول إبراهيم أودرا إنَّ حُبّ أعضاء فرقة “تِزويت” للتراث الفني المغربي الأصيل، “كايْخلّينا نزيدو من جيوبنا، إيلا ما كانش الدعم كافي، لنبيّن أنّ الفرقة لا زالت حيّة”، ويضيف: “التراث الفني المغربي عظيم، وعلينا أن نحافظ عليه، ولا نتركه يضيع بين أيدينا، وإذا تعاونّا سيظلّ هذا التراث حيّا إلى الأبد”.

ولأنّ الاستمرارية تقتضي التجديد، فإنَّ فرقة “تِزويت” لا مكان في صفوفها لمن لا يتمتّع بلياقة بدنية تُسعفه في أداء دوره في الرقص على أكمل وجه، ضمانا للتنسيق، وتفاديا لأي اختلال في حركات الأيدي والأرجل، خاصة وأنّ “رقصة تِزويت” تعتمد على السرعة، وحينَ تبدأ علامات التعب على عضو ما، “نقوم بتنحيته بأدب”، يقول إبراهيم بودرا.

ويضيف المتحدث أنَّ شباب قلعة مكونة متشبثون بتراثهم، وهو ما حذا إلى إنشاء “جمعية تْزويت للتنمية وإحياء التراث”، والتي عملت، منذ نشأتها، على تنظيم مسابقة في فنّ “أحيدوس” بقلعة مكونة، لكنّ وتيرة تنظيم المسابقة تعثّرت خلال السنة الماضية، بسبب غياب الدعم المالي، وهو العائق الذي يتمنى مسؤولو الجمعية أنْ يُذلّل لتعود وتيرة تنظيم المسابقة إلى مجراها الطبيعي.

محمد الراجي

مشاركة