الرئيسية اراء ومواقف واقيلا..غير نتوكل على الله

واقيلا..غير نتوكل على الله

كتبه كتب في 9 يونيو 2016 - 01:07

لعل أنشف دماغ لعازفة عن زواج الذل و”كمل” من عندك,لا يسعها إلا الخضوع, خاصة أمام من تحكي عن قصة ارتباطها ولقاءها مع فارسها,وهي تبتسم في هيام, تحكي لك وقلوب الحب تتقافز من عينيها,كيف تعيش مع بعلها قصة حب متجددة,وبان الزواج سترة,والفتاة كلما زادت سنة نقص رصيد احتمالات إيجاد كيال يقبل بها فولة له,وظل راجل ولا ظل حيطة..الخ,فعلا آنذاك تحس الواحدة منا برغبة في “تعكيل” أول رجل يصادفها,خاصة وان كل أمارات السعادة تبدو على محيا مخاطبتها,كلف وشحوب وذبول,وقلة اهتمام بالملبس والمأكل,إضافة إلى نكران هائل للذات,وانعدام للشخصية,والحرية الفردية (ماشي ديال الرياضي)..

وطبعا لا انسي ذكر “الأخوات” ونصائحهن القيمة,المنبثقة عن تجارب شخصية حقيقية,حيث تكلمك الواحدة بكل خشوع عن ضرورة اللجوء إلى الله وترك المعاصي,باعتبار أن التأخر عن موعد القطار هو ابتلاء,ناجم عن أكوام من المعاصي “معرمة” بدون استغفار.قد تكون كل نصائح هذه الفئة تتكرر بسيناريوهات مختلفة,لكن النهاية واحدة,دعاء ثم مجيء عريس الغفلة على فرس ابيض,وحب وسعادة,ولا تنسى الواحدة منهن أن تنصحك بالانقضاض على أول من يطرق الباب كهدية من السماء,لا يجب تقليبها أو تفتيشها,حتى لا تطير بركتها,أما تعييبك لنعمة الله أو الرفض لا سمح الله,فهذا قد يتسبب  بفساد عظيم في الأرض..

كل ذلك يقنع الواحدة غصبا,بان “واقيلا” غير تتوكل على الله,وتقبل بأول عاهة مستدامة تتقدم لها,في ظل أزمة “الرجولة” التي يشهدها العالم العربي خاصة,وانتشار التقليد في صفوف الجنس الخشن,وانخفاض فترة الكمون قبل إظهار الوجه الحقيقي, والرجل لا يعيبه شيء ولا حتى جيبه,المهم قميص وبنطلون يدخل ويخرج من البيت,كفزاعة ترد الخفافيش والغربان البشرية..

وآنذاك,حينما تقتلع الواحدة منا, فكرة القوامة,والعيش في ظل رجل,والتفاهم والحب وكل تلك الموشحات التي عفا عنها الزمن,ستجد أمامها اختيارات عديدة,ما بين من  انتابته حالة من التدين المفاجئ,ويرى أن  أفضل فتاة هي من كان مهرها قليلا,والعرس إسراف وتبذير,وآخر وقر في عقله من جملة ما سمع عن الدين : ” التعدد”,و حداثي تقدمي متحضر يرى الزواج مؤسسة,هو مستعد للدخول  فيها شريكا مع الفتاة,هي بالمال وهو بالمجهود,ونوع ثالث شعاره في الحياة “فيفتي فيفتي”,كل شيء مناصفة,وأول ما تصرف المرتبات,يعقد اجتماعا مع حبيبته,لتقاسم المصاريف,وضرب حساب كل درهم من مرتبه ومرتبها,وإذا حصل وضبطت وقد اختلست أي فرنك, تعلن الحرب باعتبار ما قامت به “عربون الغدر”..

“غير نتوكل على الله”,وارتبط أنا وبعلي,واحرص على تطبيق الطقوس الخاصة بالوضع الجديد, من قبيل انه كلما تفوهت بجملة وجب تدبر كيفية حشر كلمة “راجلي” سواء أتناسب ذلك مع السياق أم لا,ضرورة شاعرية ههه,وكلما ذكرته أرفقت الذكر ب”يسلم لي”,ردا للعين,وتفجيرا لمرارة كل من كانت ما تزال عازبة,وطبعا لا انسي أن أغير اسمي في كل المواقع والمنتديات “زوجي حبيبي” أو “أحب زوجي واعشقه” أو “زوجة فلان”,تزنيدا للنار على العلم, إشهار معلوماتي للزواج..

أن اخرج بعد ضرب ال”كحل” في الأبيض مع زوجي,واحرص على لبس الأبيض وأنا “اتعنكش” في ذراعه,وارمق كل من تحاول الاقتراب بنظرات لو كانت تقتل لتعرضت مدينة العيون لإبادة عرقية مخيفة,وأتفقد كل الصديقات السابقات بزيارة ملكية,صحبة “الشهبندر” خاصتي,قبل أن اضرب على “نمرتهن” إلى الأبد,لأتفرغ للاعتكاف في محراب بعلي,والدوران في فلكه دون منغصات..

سأغسل دماغي مما يسمى هوايات واهتمامات,لأحشوه لاحقا بكل ما يحبه ويهواه نصفي الثاني,واعقد الركب لأتعلم قواعد الدبلوماسية ما بين سكان المريخ وساكنة الزهرة,وأنسى ما يسمى شخصية وميولات,تطبيقا للتبعل على أصوله,واقتلع الجذور الأسرية واغسل “شاقوري” من رائحة الشحم العائلية,تفرغا لتحسين العلاقات مع عائلة شريك حياتي..

قد يفسدني دلعه “يسلم لي”,حيث لا ينسى في كل جولة من جولات التبضع في أزقة “الرحيبة”, أن يشتري لي احمر شفاه من “ديال” 260 ريال,و”فير أند لوفلي”,ولانجري من “ديال” 20 درهم,لزوم الشغل المسائي,وهو يفتل “شاربيه” غامزا بعينه قائلا :”هاد الليلة بغيتها متورخة”,يخجلني بعباراته القبانية حفظه الله,ولا املك إلا أن ابتسم في حياء وأنا أغطي وجهي بطرف ملحفتي,والكزه في غنج “ههه بسلامتو”..

الإنسان إذا أراد شخصا كاملا سيظل طوال حياته وحيدا,ولكل شخص مساوئ,هكذا اعزي نفسي وأنا أتطلع في المرآة, إلى علامات الحب المخضرة,المتفتقة على عيني,و أتذكر تقلب مزاج بعلي,وأحاول جاهدة البحث عن سبب الانقلاب العاطفي الذي اجتاحه,فلا أتذكر إلا أني قد بادرته أول ما رمته عتبة البيت إلى الداخل,بما ينقص عش الزوجية السعيد,حتما ذلك لن يكون السبب,ولا يعدو ما حصل “ضربة” عين,انحيها برشة حرمل وقطعة شب,بعد عجز كتب التحليل النفسي عن إيجاد سبب واضح..

وأبادر الجارات وهن يحملقن في عيني المتورمة “بسلامتو” تقلق وراه يضربني وما يخلي من يضربني”,وانسجم في جلسات العلاج النفسي معهن,واحمد الله في قرارة نفسي وأنا اسمع معاناة زميلات الحالة المدنية..

ونظرا لخبرتهن,وذهابهن ومجيئهن في الحياة,ينصحنني بان أغير تسريحتي ولون شعري,و”أتحزم” لتغيير شخصية زوجي التي تعرضت للتعرية بسبب عامل الزمن,بتنظيم ليلة رومانسية,استعرض على طاولتها خريطة الطريق إلى قلب الرجل,وأشمر على ساعد وساق وصدر الجد,مشعلة شموع الحب الحمراء,وعبق عطر “ريفدور” يزعزع الحجر..

قد تتكرر الحادثة,وتسوء الأوضاع,فاصبر حتى لا احمل لقب مطلقة,وخلال الصبر أنجب الطفل الأول,فيصبح صبري من اجل ألا يتربى طفلي محروما من حنان الأب,ولا يستمتع بصراخه وهو يترنم بأجود ما يروج في “الزناقي” المغربية من سب وشتم,ولا يحرم من بعض الضربات الطائشة التي لا تنسى أن تعطيه جانبه من الحب,وخلال صبري من اجل الطفل الأول يأتي الثاني,ومن اجلهما هما الاثنان اصبر,فيأتي الثالث,وهكذا إلى أن اغرق بالأولاد,ويمسك زوجي الحبيب ذيله في أسنانه و”يعيط” جبد..

واخرج للعمل,وأصادف هناك بعض من لا تزال بكامل كرامتها,فازن على أذنيها,وأشجعها على الزواج,وأنا اعدد مزاياه,وضرورته,وشدة احتياجنا للرجل,وترديد الاسطوانة التي كانت سببا في سقوطي على “زنافري”,حتى تعم,وإذا عمت هانت,وعلي وعلى أعدائي..

مشاركة