الرئيسية سوس بلوس TV أطنان الزعيترة «تزوكنيت» تقتلع من الجذور في صمت بنواحي الصويرة

أطنان الزعيترة «تزوكنيت» تقتلع من الجذور في صمت بنواحي الصويرة

كتبه كتب في 31 مايو 2016 - 11:16

صرخة أخرى يطلقها مواطنون من قلب قرى وجبال مدينة الصويرة على مستوى جماعة بوزمور في وجه «مافيا الزعيترة». عندما يرخي الظلام بسدوله، يخرج مجهولون ومعهم بعض من ساكنة المنطقة نحو الأراضي التابعة للمياه والغابات بهذا الإقليم من أجل اقتلاع هذه النبتة من الجذور ثم تحمل في الأكياس وتجمع بالبيدر لدرسها وجمع أوراقها، فتوجه إلى السوق بمراكش لبيعها إلى مهربين بـ13 درهما للكيلوغرام الواحد، يحملونها خارج المغرب قصد تقطيرها وصنع الأدوبة منها. والصور تكشف عينة من مقتلعي العشبة نهارا يبيعونها إلى المتعاملين مع المهربين.

سكان جماعات «بوزمور، وأبغاس، وأسايس، وأيت عيسى، وتاركانت، وبلدية أيت دواود»، عانت منذ سنتين في صمت من هذا النزيف قبل أن تصدر هذه الصرخة من أجل وقف ما يعتبرونها حربا على عشبة «تزوكنيت» أو الزعيترة بالمعنى المتداول بالعامية.

ساكنة هذه الجماعات بإقليم الصويرة، تؤكد أنها تضررت كثيرا من هذا الاجثتات العشوائي للنبتة على طول جبال وسهول هذا الإقليم، ولا يترددون في الاعتراف بأن بعض الأفراد من الساكنة معدودين على رأس أصابع اليد الواحدة يشتغلون على شكل «مافيا»، ويساهمون فيما يجري بينما يحصل التعساء على بعض الفتات من خلال القضاء على هذا الإرث الإيكولوجي، يقضون على أحلام منطقة يعيش فوقها الجميع، ويقتلون نحلها الذي يعيش على رحيق هذه النبتة ويساهمون في الاختلال الإيكولوجي.

«مساحات شاسعة بهذه الجماعة انقرضت بها تزوكنيت بسبب هذا الاتلاف المتواصل الذي خلف وراءه أكواما من البقايا المترامية في كل مكان»، يقول الحسن أيت بن النعيم رئيس فدرالية جمعيات المجتمع المدني بـ«بوزمور» وكان يتحدث من منطقة «إيكي أوزر» الجبلية، حيث تمت معاينة جبال من بقايا وشوائب عشبة الزعيترة. كما عاينت “أحداث أنفو” إزالة منتوج ستة هكتارات بالمنطقة لاستخلاص 400 كلغ من هذه العشبة.

وللحد من النزيف قامت فدرالية جمعيات المجتمع المدني بمنطقة تزمورت خلال شهر يونيو من السنة الماضية بمراسلة عامل إقليم الصويرة، لإحاطته بما يحاك ضد المنطقة من تدمير يطال الزعيترة التي تهجر ليلا في أكياس نحو بعض المهربين الأجانب القاطنين بمدينة مراكش، دونما أي اعتبار سيما وأن الزعيترة تشكل الغذاء الأساسي بهذه الجبال للنحل والمواشي.

هذه المراسلة لم تلقى الاهتمام الضروري، كما أن اليوم الدراسي المنعقد خلال شهر يوليوز من السنة الماضية، لم تفعل التوصيات الصادرة عنه بحضور مصالح المياه والغابات، القطاع الوصي على هذا المجال.

رئيس فدرالية الجمعيات، رغم أنه يقر بأن مجهودات تبذل الآن من قبل الدرك الملكي ومصالح المياه والغابات لا يتردد في رسم صورة قاتمة لحال هذه المناطق التي تعيش أغنامها وماعزها ونحلها من هذه النبتة بعدما استفادت من مبادرة التنمية البشرية بإقامة هذه المشاريع المذرة للدخل لتجد نفسها أمام «مافيا لا تجد من يردعها» يؤكد أيت بن النعيم.

الفعاليات الجمعوية أضطرت في ظل استمرار النزيف  لمراسلة المدير الجهوي للمياه والغابات بمدينة مراكش قصد إيجاد حل ومازالوا ينتظرون لحد اليوم حلولا ناجعة لوقف الاجتثاث، المحتجون أثاروا في مراسلتهم التراخيص التي ينجزها بعض الحراس للشاحنات التي تعمل على نقل الزعيترة نحو مدينة مراكش، لتجد الطرق نحو الأسواق الوطنية والدولية، دون أي اعتبار لساكنة المنطقة والنحل الذي يتغذى على رحيقها، وينتج عسلا تعيش المنطقة من عائداته.

المدني سيسو من تعاونية سيدي بوسعيد، يؤكد أن مربي النحل، ليسوا ضد حصد هذه العشبة بل مع تنيظمها وأن لا تبقى تحت رحمة ثلاثة أو أربعة أشخاص يفعلون بها ما يشاؤون، يقتلعون جذورها، ويستنزفون هذه الخيرات، كما أن الساكنة ليست ضد ما تسميه المياه والغابات تنقية المجال الغابوي، بل يسعون لجنيها بشكل يسمح بتخليفها، وألح على أن يكون من يحصدها على علم بطريقة الحفاظ عليها وأن تجري العلمية تحت مراقبة الجهات المسؤولة، كما أعطى المدني سيسو مثالا بإحدى الجماعات التي ساهمنت ساكنتها في تنمية «تزوكنيت» بحرصها على بقائها بخلاف ما يجري بالجماعات المجاورة للمتضررين مع العلم أن عسل هذه المناطق معروف بجودته على المستوى الوطني.

إدريس النجار / تصوير: إبراهيم فاضل

أحداث أنفو

مشاركة