الرئيسية مجتمع أكادير: الغزالي ومجاهد يحاضران حول  “الإذاعات الخاصة بالمغرب”.

أكادير: الغزالي ومجاهد يحاضران حول  “الإذاعات الخاصة بالمغرب”.

كتبه كتب في 13 مايو 2016 - 23:43

إبراهيم أحتشاو –أكادير  ، (صور: خالد أيت ناصر)

نظم الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ندوة علمية حول “الإذاعات الخاصة بالمغرب” – واقع الممارسة وتحديات بناء إعلام هادف، وذلك مساء اليوم الجمعة، برحاب المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير.

وقد شرف اللقاء حضور شخصيات وازنة في الشأن الإعلامي؛ أحمد الغزالي (رئيس الهيئة العليا للقطاع السمعي البصري – سابقا) و يونس مجاهد (الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية)، وعدد من الفاعلين الإعلاميين بمنطقة سوس ماسة، والمهتمين بالمجال القانوني، ثم طلبة الإجازة المهنية للتحرير الصحفي وطلبة ماستر التنوع الإعلامي بجامعة ابن زهر.

nadwa

افتتح الندوة أحمد الغزالي بمداخلته المتحورة حول موضوع “حرية التعبير في الممارسة الصحفية”؛ وتطرق فيها لموضوع حرية التعبير في المغرب والبلدان العربية المجاورة، حيث عدها الغزالي من الركائز الأساسية للديموقراطية.

وأضاف أحمد الغزالي أن هذه الحرية في البلدان المتقدمة” لا تتقبل استثناءات كثيرة، وأنها تحاط بحماية متقدمة ودقيقة؛ فهي تـُـكرّس وتُـحمى من طرف المجتمع نفسه، لأنه مجتمع متشبع بها”، واستطرد الغزالي بقوله “… في مرحلة استقلال الدول العربية كان هناك تكريس صوري لحرية التعبير؛ هذا التكريس يبدأ بالاعتراف بالصحفي المهني، وتمكينه من ضمانات تحميه وهو يزاول مهنته”. فحسب تعبيره ” كلما فتحنا المجال لتدخل الصحفي المهني في مهامه بكل حرية كلما ساهمنا في تكريس مبدأ النضج الديموقراطي في مجتمعاتنا”.

في المحور الثاني لمداخلته، قارن رئيس الهيئة العليا للقطاع السمعي البصري – سابقا بين كل من المغرب وتونس في الاعتراف بالصحفي المهني، ففي تونس يركز على ثورة الربيع العربي وما تولد في رحمها من تغييرات جذرية في قانون الصحافة بتونس، حيث جرد بعض المستجدات التي جاء بها القانون 115 – 2 نونبر 2011، الذي كرّس مبدأ الحرية والديموقراطية، والاعتراف بالعمل المهني للصحفي التونسي.

في المقابل؛ قارن الغزالي بين القانون التونسي والقانون القديم المعمول به في المغرب (ظهير 9-95-1 سنة 1995)، وأكد أن القانون الجديد المنتظر بزوغه في الأيام المقبلة يتسم بضمانات الحرية للصحفيين المغاربة، وأنه يمتاز بتغييرات إيجابية من شأنها أن تحدث تحسنا بالساحة الإعلامية المغربية.

واختتم الأستاذ أحمد الغازي كلمته بحديثه عن الحماية الخاصة بالصحفي، وبين أنها تختلف من بلد لآخر (الحماية الشخصية، الحماية الاجتماعية، حماية الآخرين …)، وشدّد الغازي بقوله أنه بقدر توفر الحماية المطلوبة بقدر ما يمكن اعتبار الدولة أكثر ديموقراطية.

أما مداخلة الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية السيد يونس مجاهد فانصبّـت حول فكرة الإذاعات الخاصة بالمغرب، وقال مجاهد أن هذه الفكرة تمخضت من منظور تحرير القطاع السمعي البصري.

وأشار الأستاذ مجاهد أن المغرب كان سباقا بين الدول التي شرعت في هذا التحرير، وسمى هذه البادرة بـ”المغامرة الصعبة” وأنها ليست بالبادرة السهلة، نظرا لاعتمادها الكلي على الإشهار !

في نقطة أخرى، سرد الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بعض التحديات التي واجهت الإذاعات الخاصة؛ فضرب المثال بإشكال الجودة وما يتضمنه من أسلوب الخطاب، واللغة المستعملة، والسلاسة في الإلقاء … وبيـّـن أن هذه الإذاعات في الغالب هي إذاعات جهوية ومحدودة البث.

nadwaAA

في مقابل هذه التحديات صرّح يونس مجاهد أن هذه الإذاعات تفتح باب التفاعل بين مكونات المجتمع المغربي، وأنها سهلت لهم مجال التواصل وتبادل الآراء وحل مشاكل المجتمع، ثم مناقشة بعض المواضيع المنتمية للطابوهات التي لا يجرؤ الفرد مناقشتها في الواقع المباشر.

وقد ذيَّل يونس مجاهد مداخلته بمعاناة الإذاعات الخاصة بالمغرب، وأنها تعاني من انتقال المعلنين من الإذاعات الخاصة إلى المواقع الإلكترونية، مبينا – على حد تعبيره – أن ما أصاب الصحافة الورقية سيثصب الإذاعات الخاصة، ومن تم يرى أنه لا بد من التدخل العمومي لحماية هذه المقاولات الصحفية، وبالتالي حماية الصحفي المهني.

مؤكدا في الأخير أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية مستعدة لفتح الحوار مع الإذاعات الخاصة بالمغرب، فحسب قوله “… فهذه ملكية للمجتمع، وطريق نحو الديموقراطية”.

وقد شهدت نهاية الندوة العلمية تدخلات وتعقيبات مختلف الحاضرين؛ من إعلاميين مهنيين من مختلف المنابر الإعلامية، المكتوبة منها والمسموعة، شددوا من خلالها على ضرورة إعادة الاعتبار للمقاولات الصحفية، والشد بأيديها نحو نشدان الحرية والديموقراطية المنشودة.

وجدير بالذكر، أن الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية نظم هذه الندوة تزامنا مع جائزة أكادير للصحافة الجهوية 2016، وأنه يعتزم تنظيم حفل الإعلان عن الفائزين في المسابقة التي فتحت أبوابها منذ أواخر شهر أبريل أمام الصحفيين الشباب بجهة سوس ماسة، وجهة كلميم واد نون، وذلك مساء يوم غد السبت بفندق “صوفيتيل” بأكادير.

مشاركة