الرئيسية سياسة لحظات عصيبة قضاها المغرب قبيل إحباط المخطط الأمريكي بمجلس الأمن

لحظات عصيبة قضاها المغرب قبيل إحباط المخطط الأمريكي بمجلس الأمن

كتبه كتب في 1 مايو 2016 - 12:45

عاشت المملكة امس الجمعة 29 ابريل لحظة فارقة في تاريخ تدبيرها لملف الصحراء، كما أن تطورات الأحداث التي شهدتها بناية الامم المتحدة المتعددة الطوابق بنيوورك بمناسبة التصويت على التقرير الاخير حول الحالة في الصحراء، لم تكن لتمر بالشكل العادي الذي الفه المتتبعون خلال دورات المجلس السابقة، لكن مالذي استجد في الامر حتى بدت الامور تنفلت من عقالها ويخرج الانقسام بين مجموعة الدول الصداقة الى العلن؟

واهم من يعتقد ان الازمة الاخيرة بين المغرب والامين العام للامم المتحدة بان كي مون على خلفية وصفه للمغرب ببلد المحتل هي السبب في توتير الامور الى هذا الحد. فما حدث طيلة الاسابيع الماضية لم يكن سوى تحصيل حاصل لما كان يعرفه ملف تدبير نزاع الصحراء من تعقيدات..

كيف ذلك؟

لغز توتر العلاقة بين المغرب والامم المتحدة، يكمن في التقرير الذي تم التصويت عليه سنة 2014 الذي كان يحمل بين طياته عبارة ملغومة تومئ الى امكانية ان يقدم مجلس الامن على فرض حل على الطرفين، وهو ما يعني تحول ملف الصحراء من البند السادس الى البند السابع حسب مواثيق الامم المتحدة وبالتالي لن يكون امام المغرب من خيار سوى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.

الخيار الذي كان يخطط له مهندسو المنظمة الاممية، لم يكن سوى نسخة معدلة من مخطط  بيكر ٢ الذي رفضه المغرب سنة 2003 واستقال على اثر ذلك الاميركي جيمس بيكر الذي كان حينها مبعوثا شخصيا مكلفا بقضية الصحراء.

مخطط بيكر يقوم على تطبيق الحكم الذاتي لمدة معينة قد تمتد الى سبع سنوات وبعدها اجراء استفتاء يشارك فيه جميع ساكنة الصحراء، مع حل المخميات وجمع اسلحة البوليساريو، ودمجهم ضمن القوات المسلحة الملكية.

المغرب سيكتشف بعد ان تم تعيين الامريكي كريستوفر روس خلفا للهولندي فان والسوم، ان جيمس بيكر الذي استقال سنة 2003 هو الذي يدبر حقيقة ملف الصحراء ويوجهه بالكيفية التي يخطط لها سلفا.

ما علاقة روس بجيمس بيكر؟

منذ تعيين روس خلفا لوالسوم سنة 2009، كان مثيرا للانتباه حرصه على توسيع المشاورات بين الاطراف وادخال عناصر اخرى لا علاقة بملف التفاوض، والاكثار من الزيارات واللقاءات التشاورية، بدون ان ينعكس ذلك على معالجة القضية الاساسية والحسم بالملف بشكل جذري.

في عهد روس ستتقدم مواطنته الامريكية رايس التي تعمل حاليا مستشارة للامن القومي الامريكي بمقترح توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان، هناك سيتأكد المغرب بما لا يدع مجالا للشك مدى علاقة روس بجيمس بيكر وانه جاء ليواصل ما كان يخطط له سنة ٢٠٠٣.

تتبع مسارات الثلاثي بيكر، رايس، روس، يوجد هناك رابط بينهم يتمثل في الشركة الدولية للاستشارات التي يملكها جيمس بيكر والتي تربطها عقود طويلة الامد بشركة صونطارك الجزائرية، حيث ملايين الدولارات تدخل لحساب تلك الشركة التي انشأها بيكر منذ مغادرته لدواليب الدبلوماسية الامريكية.

خيط اخر ناظم بين الثلاثي المشار اليه هي منظمة كيندي الحقوقية التي تعتبر الذراع الحقوقي للخارجية الأمريكية، ومصدر تقاريريها في مهاجمة الدول، هذه المنظمة لم تنخرط في هجومها على المغرب الا بعد ان تولى روس مهمة الوساطة في قضية الصحراء، وذلك بايعاز من شركات الاستشارات التي يديرها جيمس بيكر، والتي تغدق على منظمة كيندي عشرات الالاف من الدولارات سنويا مقابل تدبيج تقارير تخدم اجندته الخاصة.

هذه المعطيات مجتمعة حدت بالمغرب، الى ضرورة تغيير استراتيجيته في تدبير ملف الصحراء، ليختار هذه السنة اسلوب الهجوم عوض موقع الدفاع، عبر خطوة طرد المينورسو، حيث صار النقاس هذه السنة هو وجود هذه البعثة من عدمها بعد ان كانت الاجندة في السنوات الماضية هي توسيع صلاحيتها.

وقبل ان تصل الامور الى التوتر الحالي، حاول المغرب ايصال رسالة الى من يهمه الامر داخل الامم المتحدة، في عدد من المناسبات، من خلال رفض استقبال روس، او التخفيف من حرارة الحفاوة التي كانت تخصص للوسطاء الاممين، لكن بعد تجاهل رسائل المغرب وعدم التجاوب معها كان لابد من الانتقال الى المرحلة الثانية في المواجهة، وشن الهجوم في اقرب فرصة ممكنة، وكان التوقيت هي الزيارة التي قام بها بان كي مون للمنطقة، وما اعقب ذلك من تفاصيل لازال الجميع يتذكرها.

كسب المغرب نصف المعركة اثناء مناقشة التقرير الاخير، لكن بالمقابل عاد ملف الصحراء الى نقطة متدحرجة تحتم عليه العمل الدؤوب لتجاوز النقائص، الحرب مستمرة، والعدو لم يستسلم، فهو يعد لهجوم مباغث، وعلى الدبلوماسية المغربية ان تكون على اهبة الاستعداد للمواجهة.

خصوم المغرب يستعملون سلاح المعلومة وسيلة فعالة في المواجهة بينما نقطة ضعف المغرب هي سياسة التكتم التي نهجها لسنوات تكلفه الكثير من الخسائر بعضها لا يمكن تداركه لان الوقت يكون قد فات

مشاركة