الرئيسية سياسة ذهول وصدمة جزائرية بعد صدور قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء

ذهول وصدمة جزائرية بعد صدور قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء

كتبه كتب في 30 أبريل 2016 - 17:16

بمجرد ما أصدر مجلس الأمن قراره حول الصحراء الذي اعتبره كثير من الخبراء الدوليين انتصارا مرحليا للمغرب، حتى أصيبت القوى المهيمنة على القرار الجزائري بالصدمة والذهول، وهي ترى كيف بدد الذكاء المغربي، والرأسمال الرمزي والمادي للملك محمد السادس والنخبة المحيطة به، كل جهودها، وتحديدا إستراتيجيتها المعتمدة على الهجوم على المغرب من قلاع خارجية كانت ترى بأنها حصينة ووفية لموقفها المعادي لمغربية الصحراء..

ويرى خبراء على اضطلاع واسع بشؤون العلاقات الدولية، أن الذكاء المغربي وثروته المعتمدة على قوته الإقليمية وريادته للمنطقة انتصرت على سياسة البيترو دولار، التي تمكنت من خلالها الجزائر خلال السنوات السابقة من شراء الذمم بعدد من الدول وحتى داخل أروقة الأمم المتحدة، وبعض المنظمات الموازية.. لذلك، كان هذا الانتصار المرحلي للمغرب على مستوى مجلس الأمن صادما للجزائر، ولسياسيتها الخارجية أيضا.

وتجلت هذه الصدمة من خلال مسؤولين جزائريين، تم ترويج آرائهم على لسان كثير من الإعلاميين بالصحف الجزائرية الموالية للمؤسسة العسكرية التي لم تتخلص بعد من عقيدة العداء للمغرب، حيث حاولت تبخيس الانتصار المغربي، حتى تلمع صورة السياسة الخارجية للجزائر، بما يضمن مكانتها لدى الرأي العام الجزائري.. والأكثر من ذلك، أحست الجزائر، وفق هذا الإعلام الموجه، بثقل الحلفاء الاستراتيجيين للمغرب، خاصة فرنسا وإسبانيا اللتان تدعمان موقف الرباط في قضية الصحراء المغربية، لتسارع إلى روسيا التي ضمها المغرب إلى خانة حلفائه الكبار، في محاولة إلى مزاحمة المغرب في معقل الدب الروسي، ما يعني وفق بعض القراءات أن الفشل الجزائري في ملف الصحراء المغربية، يدفعها حاليا إلى تعميق علاقاتها مع روسيا على حساب فرنسا. وإن كانت روسيا حاليا، قد تفتخر بتعميق شراكتها الاستراتيجية مع المملكة..
هذا السعار الجزائري الذي يطغى حاليا على أغلب الصحف الجزائرية، يرجع إلى معطيين رئيسيين:

أولا: الصورة البارزة التي ظهر بها الملك محمد السادس في الرياض، خلال انعقاد القمة المغربية الخليجية، وكيف ظهر بصورة الزعيم الإقليمي الذي ينتفض بجرأة نادرة ضد بعض المخططات الرامية إلى تفتيت الدول العربية، ونشر الفوضى في المنطقة.. وأيضا كيف انتفضت دول مجلس التعاون الخليجي، ضد المخططات التي تستهدف المغرب، قبل أن تؤيد الطرح المغربي وتنادي بمغربية الصحراء..

ثانيا: الانتصار الدبلوماسي الساحق للملك محمد السادس والنخبة المحيطة به، حيث عززت تحركاته الأخيرة إلى عدد من البلدان العربية والأوربية من جدية المقترح المغربي، المتمثل في الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وتمتعته بالجدية والمصداقية والواقعية، ما جعله يصيب الدبلوماسية الجزائرية المعتمدة على المال وإرشاء النخب في الخارج بفشل ذريع، أدى بها الآن إلى مراجعة أوراقها وسياسيتها الخارجية مع عدد من الدول أبرزها فرنسا. هذا بالإضافة إلى محاولة تشكيل رأي عام داخلي جزائري، من خلال بعض المقالات لجبر الضرر الحاصل جراء النكسة الدبلوماسية للآلة الجزائرية.. لكن بالرغم من هذه المحاولات، إلا أن الذهول والصدمة يكشفان خلخلة السياسة الجزائرية في ملف الصحراء المغربية، خاصة وأن الموقف المغربي من الأمم المتحدة، بعد زيارة بان كي مون، أظهره في مقام الدول الكبرى التي تحظى باستقلالية القرار.. وهو ما برهن عليه الملك محمد السادس في القمة المغربية الخليجية بالقول: ” فالمغرب حر في قراراته واختياراته وليس محمية تابعة لأي بلد. وسيظل وفيا بالتزاماته تجاه شركائه، الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مس بمصالحهم”.

عن شوف تيفي

مشاركة