الرئيسية سياسة كواليس قرار طبخته أمركيا وعدلته فرنسا والتزمت فيه روسيا بالحياد

كواليس قرار طبخته أمركيا وعدلته فرنسا والتزمت فيه روسيا بالحياد

كتبه كتب في 30 أبريل 2016 - 12:04

مفاوضات شاقة قادتها فرنسا من أجل تغيير مشروع القرار الذي صودق عليه حول الصحراء المرغبية قبل عرضه للتصويت، وعلم انه لاول مرة يضطر الفاعلون الكبار داخل مجلس الامن الى عرض النسخة النهائية من التقرير على الجلسة العامة للتصويت عليه، بعد ان كانوا في السنوات الماضية يمررون القرار عبر الاجماع التوافقي.

وكانت امريكا حاولت  جاهدة ان تمرر صيغة العودة الفورية لبعثة المينورسو، مع التلويح بفرض عقوبات في حالة تلكؤ المغرب عن الاستجابة الفورية لهذا القرار، لكن تدخلات فرنسا وتلويحها بالفيتو جعل امريكا تستسلم في الاخير، وتترك فرنسا تعدل في الصيغة النهائية للتقرير، والذي حدد مهلة 90 يوما لعودة المينورسو، وحذف كافة العبارات التي كانت تلمح بفرض عقوبات.

وكان مشروع اللائحة الذي تقدمت به امريكا والذي شكل قاعدة النقاشات الخاصة بتجديد عهدة المينورسو يمنح للأمين العام للأمم المتحدة آجال شهرين تم تغييرها تحت ضغط فرنسا لتصبح أربعة أشهر قبل أن تقلص إلى ثلاثة أشهر بعد وساطات مختلفة.

وامام تجاذب فرنسا وامريكا داخل المجلس، اختارت روسيا كعادتها ان تلزم الحياد، ليتقرر الحسم في الاخير لاعضاء المجلس الخمسة عشر، حيث صوت عشرة اعضاء لصالح القرار الذي عدلته فرنسا وصاغته امريكا، وتحفظت روسيا وامتنعت الدول المناصرة للاطروحة الانفصالية.

واعتبر محمد طالب المختص في شؤون الصحراء القرار الي تم التوصل اليه في الاخير، بمثابة نصف انتصار ونصف هزيمة للمغرب، وهزيمة كاملة للبوليساريو التي عملت جاهدة تحت تاطير الدبلوماسية الجزائرية لاصدار قرار يدين المغرب.

المغرب يوضح طالب في تصريح خص به الجريدة24، عليه الا يفرط في التفاؤل،  فالقرار جاء بعد سجالات ونقاشات طويلة، وهو بذلك  يقطع مع مرحلة ويؤسس لمرحلة جديدة.

ويضيف طالب انه لاول مرة يحصل انقسام كبير داخل مجلس الامن بخصوص ملف الصحراء بعد ان كانت الامور تتم في السابق عبر صياغة قرار من لدن مجموعة دول الصداقة للصحراء بعد التوافق بينهم، وان الحسم تم هذه المرة عن طريق التصويت وليس الاجماع القبلي.

ويشير طالب الى ان ملف الصحراء داخل حاليا انعطافة كبيرة، تحتم على المغرب تنويع حلفائه داخل المنتظم الدولي، وان يسد كافة الثغرات التي يلج منها خصوم وحدته الترابية.

مشاركة