الرئيسية مجتمع وأخيرا تم هدم المسجد الذي ظل يهدد حياة الناس

وأخيرا تم هدم المسجد الذي ظل يهدد حياة الناس

كتبه كتب في 25 أبريل 2016 - 21:29

ذ. الكبير الداديسي

كنا قد نقلنا قبل سنتين عريضة  لسكان تعاونية البر وسكان من حي السلام يطالبون فيها الجهات الوصية على سلامة السكان التدخل العاجل لإنقاذهم من مشروع مسجد  ظل أزيد من 20 سنة يهدد حياتهم وحياة أبنائهم بعد أن تعثر بناؤه لسنوات وتحول المشروع  إلى محج للمنحرفين والمتشردين ، و إلى مزبلة عمومية ومطرح للنفايات ناهيك عن سقوط أجزاء من المشروع   الحديث البناء متهمين المشرفين على البناء بالغش في البناء ….

وكنا قد نقلنا بالصورة  والكلمة كيف كانت بداية المشروع في  تسعينيات القرن الماضي عندما  أوقف المدعو بوسوالف من ملكه الخاص حوالي 1000 متر مربع لفائدة وزارة الأوقاف بهدف بناء مسجد وخصص  لذلك ميزانية قدرها حوالي 130 مليون سنتيم ، وتم إعداد التصاميم  في مكتب المهندس خليل عدنان بآسفي ، وكلف موظفا جماعيا ( ز. ق ) بالإشراف على البناء  . وبعد استكمال وثائق الوقف و الحصول على رخصة البناء انطلقت الأشغال لكن المشروع توقف بعد بناء حوالي نصف المشروع لوجود عدة مشاكل منها حسب ما أكد لنا السيد ناظر الأوقاف بالمدينة : عدم تطابق التصاميم مع ما هو موجود على الأرض ، إذ تم تغيير الصومعة من الزاوية الشرقية الجنوبية إلى الزاوية الشمالية الغربية  وبناء مشروع المرافق الصحية بمحاذاة المحراب ، إضافة إلى تسجيل واضح للغش في البناء وهو ما أكده لنا كل السكان المجاورين للمسجد إذ وقفنا على أعمدة تحتوي على قضيبين من الحديد بدل أربعة ،وأكد السيد ناظر الأوقاف أن من الجدران ما  يزيد على أربعة أمتار لا تتوفر على دعامات وأعمدة ولا ما يثبتها مما يجعلها آيلة للسقوط بمجرد ما يتكئ عليها بعض الأفراد  وفعلا وقفنا على بعض الجدران المتمايلة والآيلة للسقوط دون أن يتكأ عليها أحد

mosque1

وتسلل الغش إلى كل تفاصيل بناء هذا المسجد بعد أن تم  استغلال مرافق المشروع  من طرف غرباء ففي المسجد  عشرة دكاكين كلها مملوءة بالسلع ومواد البناء ( الجبص ، الحديد  ، الآجور ، حصى البناء ، الإسمنت …) يستغلونها منذ أزيد من 20 كـأنها ملك الخاص دون أن يتساءل أحد عمن خول لهم استغلال مرافق مسجد ، وإن كان السيد ناظر الأوقاف بآسفي قد أكد لنا وقتها أن المشكل ليس في مستغلي الدكاكين لأنهم على استعداد  لإخلائها عندما يطلب منهم ذلك ، إذ هناك مشكل أعمق وأعقد يتجلى في وجود مشكل قانوني مطروح على العدالة لتقول فيه كلمتها يتمثل في بناء السيد (ز . ق.) لمسكن من طابقين بمحاذاة المسجد ، بعد استغلاله لسذاجة مالك الأرض وتقديمه بقعة هذا المسكن هبة ، وتسجيلها في مطلب التحفيظ مما جعل الرسم العقاري 3388/23 يطرح مشكلة قانونية تتمثل في كونه وقفا لبناء مسجد مع وجود بقعة منه هبة لشخص وهو ما يتنافى مع كل قوانين التعمير والتجزيء لتطرح عدة أسئلة ، من رخص بتجزيء بقعة أرضية وحيدة  من رسم عقاري يضم مساحة كبيرة ؟؟ وكيف تمت عملية التحفيظ والتسجيل ؟؟ ومن سمح لهذا المسكن  بالتزود بالماء  والكهرباء ؟؟

كان تطاول نفس الشخص (ز . ق .) واستغلاله لما تم بناؤه في المسجد فرهن مشروع مسكن الإمام ومشروع الكتاب القرآني لثلاث عائلات بعد أن بنى عشوائيا طابقا جديدا .. إضافة لطابقين على البقعة السابقة  .. يضيف السيد ناظر الأوقاف بآسفي  بأن قرار هدم المسجد موقع وموجود لكن يصعب تطبيقه لوجود قاطنين يستحيل هدم المسجد فوق رؤوسهم .

اليوم تنفس سكان تعاونية البر الصعداء  ومعهم سكان حي السلام و كل مستعملي  القسم الشمالي لشارع الفقيه الهسكوري وهم يرون الجرافات  تحيل المسجد حطاما  حالمين بولادة مشروع يشرف المنطقة ويعطي صورة إيجابية لكل زائر للمدينة من مدخلها الشمالي  بل وآملين في القضاء على كل بؤر الفساد بمدينتهم …

مشاركة