الرئيسية اراء ومواقف الحكومة الشبابية ودوزيم.. ظهرت عورة المراهق

الحكومة الشبابية ودوزيم.. ظهرت عورة المراهق

كتبه كتب في 7 يونيو 2012 - 01:24

سبق أن تحدثنا في مقال سابق نشر على موقع هسبريس عن مبادرة غريبة وتعتبر الأولى من نوعها مفادها إعلان لائحة حكومة شبابية موازية للحكومة الرسمية، واستخلصنا في المقال المعنون بـ: “حكومة الشباب الموازية بين المراهقة السياسية والمشاريع الاستبدادية” إلى كيف استطاع مجموعة من الشباب اختراع لعبة جديدة بديلة عن لعبة “المعلم والتلميذ” المنتشرة في صفوف أطفال جيلنا إلى لعبة الحكومة والشعب، وكما وعدت الحكومة الشابة عقدت ندوتها الصحفية للإعلان الرسمي عن تشكيلتها الهجينة معرية بذلك عن بقية عوراتها في غياب تام لأدنى معايير احترام الجمهور المتتبع لأخبارها.

دوزيم على الخط:

قبل الدخول في الموضوع أظن أن القارئ الكريم المطلع على هذا المقال يعلم مسبقا بعض تاريخ القناة “المغربية” الثانية الملقبة في مجتمعنا بـ “دوزيم” وما قدمته من انجازات في محاربة الهوية المغربية الأصيلة ومحاربة مرجعيتها الإسلامية ولو بطريقة غير مباشرة، وجميعنا تابعنا كيف كان مديرها وأصحاب القرار بها أكبر محاربي دفتر التحملات الخاص بالإعلام العمومي، وكيف رفضت القناة ما جاء به من إصلاحات، وكل المغاربة بتابع الأخبار الرديئة للقناة ويعلم كيف يتم عمدا تغييب وحجب ما يريده الشعب وما يضر بمصالح رؤوس الفساد الاستبداد بهذا البلد…

القناة الثانية بادرت بسرعة إلى تخصيص أزيد من دقيقة ونصف بالنشرة المسائية (الرئيسية) لخبر تأسيس حكومة شبابية موازية وكيف لخبر كهذا أن يأخذ دقيقة ونصف من أخبار لا يتعدى وقتها الإجمالي بضع دقائق !!! وتبث القناة ثلاث تصريحات كلها ممن نصبوا أنفسهم وزراء بغير عناء ولا سابق إخبار، بل يقتبس المعلق على الخبر كل كلامه بالحرف من بيان الإعلان الذي نشرته الحكومة الجديدة قبل ندوة الصحفية.

ومن هنا يطرح أول سؤال: أية علاقة بين محاربي الإصلاح ورموز الاستبداد بالقناة الثانية والحكومة الشبابية؟؟

إلى أي شباب ينتمي الوزراء الشباب وأي هوية يمثلون؟

كما سبق الذكر، الحكومة الشبابية عبارة عن كوكتيل وخليط غير متجانس مكون من خريجي المعاهد الملكية والمدارس العليا للمهندسين وكذا الجامعات الأجنية، وزراء في ملفات بملفات بعيدة عن تخصصاتهم الدراسية والمهنية.. مما يجعلهم أشد بعدا من شباب المغرب خاصة الفقراء وأبناء الطبقة الكادحة خريجي الجامعات الهزيلة غير المعتنى بها والمعاهد المعاقة لغاية في نفس يعقوب أو المحرومين من متابعة الدراسة بسبب ظروف العيش القاسية.

وحتى إن قبلت الحكومة الشابة رغم عبثيته فأول ما تسأل عنه: عن أي مرجعية تدافع، وأي ثقافة تمثل؟؟ الجواب يظهر جليا من التصريحات الثلاث التي بثت على القناة الثانية، حيث لم تتوانى الناطقة الرسمية باسم الحكومة الشابة عن تهميش اللغتين الرسميتين للبلد من أول خروج إعلامي لها متحدثة باللغة الفرنسية ضاربة بعرض الحائط نضالات الشباب المغربي لسنوات خلت من أجل محاربة المد الفرنكوفوني وتثبيت اللغتين العربية والأمازيغية لغتين رسميتين للبلد، ولم يستطع زميلها في الحكومة المكلف بملف المغاربة المقيمين في الخارج في تصريحه الذي لم يتجاوز ستة عشر ثانية عجزه عن افراد العربية في تصريحه دون خلطها بالفرنسية.

إذن يتضح جليا أن المد الفرنكوفوني المتلاشي يصنع ويخطط لعودة جديدة من زاوية جديدة، وضرب الحضارة والثقافة المغربية من حيث لا تدري، خاصة بعد التراجع الذي حصل له بسبب الدستور الجديد وبالأخص الرقي باللغة الأصلية للمغاربة وترسيمها، وصعود الإسلاميين لسدة الحكم وعودة المكانة للشعب في المغرب في المنطقة بأسرها خاصة المستعمرات السابقة لفرنسا.

شباب المغرب يا معشر الوزراء الجدد، لا يجتاج من يمثله لأنه ليس بالعاجز وخاصة إذا كان المدعي التمثيل لا ينتمي له ولا إلى ثقافته، فكيف لوزير لا يسطع الحديث بالأمازيغية أو العربية دقيقة واحدة أن يمثل شباب المغرب؟ ! فليبحث له عن مكان بين شباب فرنسا إن قبلوا به.

من يحرك الكراكيز؟

من يتابع تحركات منتدى الشباب المغربي وأنشطته، يلاحظ جليا كيف يرتبط ذلك ترابطا عجيبا بالتطورات السياسية بالبلد في خدمة جلية لجهة واحدة ضد الكل، بل ومن يتابع الندوة الصحفية الأخيرة كأبسط مثال يتساءل كيف لهؤلاء الشباب بهاته الأموال الباهضة؟ ومن أين لهم تلك القاعة الفخمة؟ ومن دعمهم للحصول عليها؟ ومن يدعم أنشطتهم؟ في الوقت التي يعي فيه الشباب الجمعوي بالمغرب صعوبة ومرارة الحصول على بعض الدراهم المعدودات لتمويل نشاط يستفيد منه عشرات إن لم نقل مئات المواطنين.

ولا بد لم من يصرف هاته الأموال الباهضة لابد له من أهداف معينة ومن غايات إما معلنة بسابق وشروط وإما خفية لا يعلمها إلا من علمها. فما موقع هاته الفرضية في حالتنا هاته؟

وبالعودة لتغطية القناة الثانية للخبر وتركيز المذيع المعلق في نفس نص البيان الذي نشره المنتدى صاحب مبادرة الحكومة الشبابية دون أي تعديل ولا تغيير لا في النص ولا الترتيب، فتزداد الأسئلة المطروحة والعورة انكشافا، هل هي مجرد غياب المهنية بالقناة الثانية (هذا مؤكد ولا شك فيه) أم أن الذي صاغ وأمر بالتغطية و..و.. !! فرد واحد أوجهة واحدة؟؟

إذن سبقى السؤال عالقا ومطروحا بشدة من يحرك الكراكيز في مسرحية الحكومة الموازية؟؟

عنصرية وإقصاء.. وجمعيات تستنكر

بمجرد أن تم الإعلان رسميا عن تأسيس الحكومة الشبابية الموازية بادرت جمعيات بمنطقة الشمال بتوقيع بيان احتجاجي متهمة المبادرة بتبنيها للإقصاء والعنصرية حيث ركزت على تمثيل جهة واحدة من المملكة المغربية دون باقي الجهات خاصة شباب الشمال الذي لعب دورا مهما ومارسا ضغطا قوية في معركة الإصلاح بل وساهم بقوة في صياغة الملف المطلبي للحكومة الشبابية قبل أن تعلن حكومة الحمراوي عن نفسها.

فيظهر جليا كيف رفضت هاته الحكومة البيروقراطية من أول دقائق عمرها، إذ من الأولى أن نجد الجمعيات الشبابية أولى الداعمين للفكرة والمدافعين عنها وهذا عكس ما حصل والفاهم يفهم.

من جهة أخرى، عرى بيان جمعيات الشمال عن عورة جديدة للحكومة الشابة التي سرقت الفكرة أو بالأحرى قامت بما نسميه في الساحة الجامعية بـ “الركوب على الحدث من أجل مصالح سياسوية ضيقة”، وسابقت الحدث من أجل تنصيب من تشاء تنصبهم في تغييب تام ومبيت لشباب البلد وللفاعلين الجمعوين المنبثقين من رحم الشعب.

الزمن طويل.. والله يهدي ما خلق

هذا بعض ما كشف من عورات هاته الحكومة الهجينة والزمن كفيل بفضح بقية العورات والنوايا التي قامت عليها، وستظهر الترابطات والتناقضات التي ستحول الشكوك إلى يقين وسينتصر الحق أينما كان “والله يهدينا ويهديهم” ويرشدهم إلى طريق الصواب، وفي انتظار ذلك الزمن يظل السؤال معلقا: متى سيضع أبناء الشعب والشباب خاصة بصمتهم الحقيقية والقوية في الحياة السياسية والساحة الوطنية؟؟

مشاركة