الرئيسية سوس بلوس TV بعد الفروج والحمار، المغرب يهتدي إلى الدب القطبي

بعد الفروج والحمار، المغرب يهتدي إلى الدب القطبي

كتبه كتب في 8 أبريل 2016 - 19:12

قال سفير روسيا بالمغرب فاليري فوروبيوف يوم أمس بأكادير إن المغرب غاب عن روسيا مند 14 سنة تاريخ أول زيارة لجلالة الملك خلال شهر أكتوبر من سنة 2002، عتاب خفيف يضمر في طياته كثيرا من الكلام المخفي المبطن، بما يعني أن المغرب اهتم بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ليترك الروس جانبا مع أنهم قوة اقتصادية قادرة على تحريك دوالب الاقتصاد المغربي.

فاليري أضاف في مقطع آخر التقطته سوس بلوس بأن” العلاقات المغربية الروسية كانت وظلت على ما يرام حتى في فترة الاتحاد السوفياتي  مع الراحل الحسن الثاني”،  بما يعني أن الروس حتى في فترة الثنائية القطبية كانوا على وئام مع المغرب، ولم تسجل عنهم اي خرجة متهورة، كما تحدث عن العلاقات الراسخة بين البلدين، لينتقل إلى الامكانايت والمؤهلات التي يضعها الروس امام المغرب من أجل تدشين علاقات ثنائية مثمرة.

السفير كان يتحدث أمام 350 من الفاعلين في مجال السياحة والاعلام ببلده  ليكشف لهم ما يعرفه عن المغرب من خبايا وفرص الاستثمار بصفته عاشقا للمغرب البلد الذي احتضن أبناءه فنشؤوا فيه، ولا يمكن إلا “أن يضمر له كل الحب وأن يكشف عنه بالعبارة الصريحة”.

مضمون رسالة السفير الروسي أن المغرب عليه أن يعرف الأصدقاء الدائمين وأن تكون انطلاقة علاقاته جادة بعد 14 سنة من الكمون.

ambasadeur-russe_2014

والحق أن المغرب راهن طويلا على الاتحاد الاوروبي، خصوصا فرنسا، كما ظل وفيا كليا للولايات المتحدة الأمريكية في ظل القطبية الثنائية للمعسكريين التقليديين التي تجر ذيول الحرب الباردة وقد أدرك أنه رهان خاسر، فوضع يده في يد روسيا المغضوب عليها  أمريكيا واوروبيا  في اطار التنافس المحموم الذي يكشف في الواجهة عن خلافات سياسية ويضمر كثيرا من مطامح الهيمنة الاقتصادية.

المغرب كما نتابع حاليا، في ظرف قياسي، جنى كثيرا من المكتسبات عندما غض بجزء من طرفه عن الفروج الفرنسي، والحمار الأمريكي، ليصوب وجهته نحو الدب الروسي فتحسنت العلاقت الاقتصادية بسرعة من خلال صادرات الحوامض على سبيل المثال حيث أصبح يوجه 60 بالمائة من صادراته الفلاحية خصوصا الحوامض  نحو هذا البلد كما يستعد لتدشين مجموعة من الأوراش من خلال مصانع السيارات ومشاريع أخرى مهيكلة.

فهل اقتنع المغرب الآن بأن علاقته الاقتصادية لا يجب أن تخضع للإملاءات، أو أن تخضع للحب الأعمى المبني على التاريخ المشترك مع فرنسا، أو مع من كان اول من اعترف بنيله حريته السيادية على ترابه؟ وهل تيقن أن الدب الروسي القطبي قادر على بعث الدفء في الاقتصاد المغربي أكثر من ” الفروج ” الفرنسي، والحمار الأمريكي؟

بقلم: سوس بلوس

مشاركة