يعرض المصور والناشط البيئي الألماني “هانس سيلفستر” مجموعة من لوحاته التشكيلية على امتداد 6 أشهر، بحديقة التماسيح ” كروكوبارك” الواقعة في الطريق بين أكادير ومراكش، حيث فضل المصور الشهير عرضها بجوار التماسيح باعتبار المكان يمنح الفرصة للتبادل الثقافي والفني والعلمي، لكون الحديقة تعرف زيارة أصناف مختلفة من الزوار من مختلف الجنسيات…وهي فرصة تمكن من التعرف على عادات وطقوس ساكنة ” وادي الأومو” الذي سماهم باسم ” رجال الزهور”.
وسط الحديقة، وضعت لوحات الفنان سيلفستر غير بعيد عن التماسيح لتمنح إحساس بالتواجد بين أدغال إفريقيا أو إثيوبيا وكينيا. الصور هي نتاج أسفار عديدة للمصور بين الحدود المشتركة إثيوبيا والسودان وكينيا، وبالضبط بمنطقة وادي الأومو بإثيوبيا ،التي ترزح تحت وطأة نزاعات قبلية، إلا أن ساكنتها لا تتوقف عن ممارسة طقوس عجيبة. ويصر سكان المنطقة على وضع أصباغ على وجوههم وأجسادهم مع التزين بنباتات وبعض الثمار …
وحسب جولات المصور فيشترك شعبان بالمنطقة وهما السوري والمورسي في ميزة خاصة بالمنطقة وهي فن طلاء الجسد بالأصباغ الطبيعية ومتعة التزين بأبهى الإكسوسوارات المستوحاة من الطبيعة.
سيلفستر قام بأزيد من 30 رحلة زار خلالها المنطقة وتعرف على رجالها نسائها وأطفالها، الذين اعتادوا تسخير أجسادهم لتشكيل لوحات تعبيرية بعفوية.
هانس سيلفستر المولع بالتصوير منذ صغره، أصبح في شبابه عضوا بوكالة الصور المرموقة ” رافو”، وعرفت أعماله منذ الثمانينات بهاجس الدفاع عن البيئة، فقام بتصوير المنتزهات الأوربية واستنكر تدمير غابة الأمازون، كما أصدر روبورتاجا عن نهر كافالون تحت عنوان ” النهر المغتال”.
وعرضت أعمال هانس سيلفستر في كبريات صالات العرض والأروقة الفنية بطوكيو، ونيويورك…كما عرض أعماله في القمة العالمية للمناخ بفرنسا COP21 السنة الماضية.
أمينة المستاري
ج24
