الرئيسية مجتمع سيدي إيفني: مريضة نفسية تحتجز ابنها لأربع سنوات بلاخصاص

سيدي إيفني: مريضة نفسية تحتجز ابنها لأربع سنوات بلاخصاص

كتبه كتب في 25 مارس 2016 - 13:47

تم الإفراج عشية الثلاثاء عن شاب من مواليد 1985، يعاني من مرض عقلي، مقيدا بالسلاسل واحتجز لمدة أربع سنوات من طرف والدته التي تعاني بدورها من مرض نفسي ” الأعصاب”، بمنزلها في لاخصاص بإقليم سيدي إفني.

“فتى الأدغال” بهذا الوصف بدأت السعدية أنجار سردها لوقائع عملية الإفراج عن الشاب، الذي أصيب منذ حوالي 8 سنوات بمرض نفسي جراء الحالة الاجتماعية التي كان يعيشها ووضعية أمه، حيث تخلى عنهما والده وطلق أمه ليتركهما يقاسيان بمفردهما، في ظل وضعية اجتماعية مزرية.

الابن كانت تنتابه نوبة عصبية من حين لآخر، مما جعل والدته تربطه بالسلاسل، وعرضته في مرتين على قسم الأمراض العقلية بالمستشفى الإقليمي بإنزكان، لكنها عادت لتطالب بابنها لرعايته بالمنزل، وأحدثت ضجة كبيرة قبل أن ترضخ الإدارة لتسليمه لها، لكن حالته النفسية وإيذائه لبعض الساكنة من حين لآخر جعلها تلجأ لتقييد بالسلاسل.

وضعية الشاب كشف عنها طالب جامعي بجامعة ابن زهر، الذي يقطن بتفرضين زنقة المقاومة بلاخصاص، فهو جارهم، ولاحظ غياب الشاب المريض مما دفعه حب الاستطلاع إلى معرفة مصيره.

كانت المفاجأة قوية بعد أن علم أن الشاب يعيش وضعية مزرية ولا إنسانية، بعد أن انقطع عن الدراسة أصيب بمرض عقلي، فقام بكتابة تدوينة على صفحته الفيسبوكية يطلب مساعدة للشاب.

حورية أومشيش، رئيسة الجمعية جمعية تغمات للتنمية القروية بلاخصاص، والسعدية أنجار رئيسة جمعية نحمي شرف ولدي قامتا بتلقي الطلب وتوجهتا في الساعة 11 صباح يوم أمس إلى الوكيل العام للملك باستينافية أكادير، وقدمتا شكاية في الموضوع، أعطى على إثرها الوكيل العام أمره للإفراج عن الشاب المعتقل في منزله من طرف والدته.

مباشرة هرعت حورية إلى مركز الدرك الملكي بالمنطقة ورافقتا السلطات الأمنية والمحلية وسيارة المطافئ والإسعاف إلى منزل الأسرة، حيث داهمته وتم العثور على الشاب في وضعية لا إنسانية: ملابس ومكان متسخ وصفته حورية ب” أدغال إفريقيا”، فرغم أن الأم كانت تطعم الشاب إلا أنه كان في حالة جد متسخة تفوح رائحة نتنة من الغرفة حيث يوجد، ومقيد بالسلاسل.

تم نقل الشاب في الساعة التاسعة ليلا أمس الثلاثاء إلى قسم الأمراض العقلية بمستشفى إنزكان، ورافقته والدته، حيث ما تزال ترابض أمام باب القسم في هذه اللحظات، وتطالب باستعادة ابنها لرعايته، مؤكدة أنها قامت بربطه حتى لا يؤذي المواطنين في الشارع.

عاشت حورية موقفا صعبا بسبب حالة الأم وابنها، فالأم في حاجة إلى رعاية بدورها تعيش وضعية صعبة وتفتقر لأهم الضروريات” ملابس، أكل، فراش…”، بعد أن تكالبت عليها الظروف الاجتماعية والصحية، وتطالب الفاعلتان بمساعدة كل من الإبن والأم في علاجهما، حيث أفادت حورية أومشيش أن اتصالات تجري ببعض الجمعيات الخيرية لمساعدة المريضين.

أمينة المستاري

ج24

مشاركة