في تطورات مثيرة نتقلت عناصر الشرطة القضائية بإنزكان طبيبين إلى سجن أيت ملول قصد إجرء مواجهة بينهما وبين مجموعة من المعتقلين في ملف ما بات يعرف بحوادث السير الوهمية بمجموعة من مدن سوس، الطبيبان نفيا أن تكون لهما أية علاقة بهذه الشبكة وأنهما فحصا مصابات حوادث السير من باب الواجب، وأن مدد العجز التي صرحا بها دونت ضمن التقديرات التي كشفا عنها وهما يفحصان حالة الضحايا.
الطبيبان واحد من أكادير والثاني من أيت ملول لم يستطيعا مع ذلك تبرير منحهما لمصابات أيام عجز تجاوزت الشهر، رغم أنهن مجرد متظاهرات بالإصابة، سيما أن الاصطدام المفتعل مع سيارة الأجرة التي تقلهما كان خفيفا وكان تظاهر المصابات بالإغماء أثار اندهاش سائق الطاكسي الذي يقلهما دون أن يعرفا أنهما مجرد ممثلات.
المعتقلون من ذوي السوابق اعترفوا أنهم مكنوا المتظاهرات بالاصابة ومن معهم من شواهد طبية تحت الطلب، وبمدد عجز تحت الطلب حتى يتمكنوا من الحصول على تعويض كبير من من قبل شركات تأمين. كما اعترفت نساء معتقلات أنهن تظاهرن بالإصابة وان الأطباء المتهمين أوصوهن بالتظاهر بعاهات من بينها مضاعفات وآلام وصداع دائم على مستوى الرأس حتى تكنن منسجمات مع ما تم تدبيجه في الوصفة الطبية. غير أن الطبيبين اللذين مثلا أمام الشرطة ظلا لحد الآن متشبثين بالإنكار رافضين الاعتراف بتلقي عمولات مادية، ناكرين أن تكون شواهد العجز تمت تحت الطلب رغم أن المستفيدات يعترفن بذلك عند المواجهة.
ومعلوم أن إحدى المتطوعات لفضح الشبكة انخرطت مع الشبكة ، وتظاهرت بدورها بالإصابة في حادث سير مفبرك، فتلقت مبلغ 500 درهما مقابل هذا الدور، كما مكنها الطبيب الذي فحصها من شهادة عجز وصلت 28 يوما، ولقنها ما ستقوله بخصوص حالتها الصحية عندما تكون أمام الشرطة .
وكانت الشرطة القضائية اعتقلت بإنزكان مند حوالي شهر 13 عنصرا ضمن شبكة حوادث السير الوهمية وقامت حسب اعترافها بتسعة حوادث سير وهمية جنت من خلالها الملايين، ويتهم بالتورط فيها أطباء ومسؤولين بشركات تأمين، إلى جانب مجموعة من ذوي السوابق، ونساء يتظاهرن بالإصابة بعدما يقوم عنصر من الشبكة بدهس السيارة التي تركبنها.
وذكرت مصادر أن الشرطة ستستمع إلى مسؤولين بالتأمين بشركات مختلفة فور الانتهاء من الاستماع إلى الأطباء واعتقال الوسيط الذي كان يلعب دور المفاوض بين المتعتلقين والأطباء ومسؤولي التأمين، ومن المنتظر أن يتم الاستماع كذلك إلى موظفين بمدن متفرقة لهم علاقهم بهذه الشبكة.
إدريس النجار
