الرئيسية اراء ومواقف زلزلت الأرض، فتحدثت سعاد، ويا ليتها لم تفعل

زلزلت الأرض، فتحدثت سعاد، ويا ليتها لم تفعل

كتبه كتب في 29 يناير 2016 - 14:46

من يقف وراء تأجيج الأوضاع بمدينة امزورن؟ وما الغرض من وراء ذلك؟

هل يعقل أن يتم استغلال الزلزال الذي ضرب المنطقة بهذه الطريقة!!

هل فعلا الغرض هو الحصول على الخيام أم أن هناك امر آخر..

بهذه الكلمات أطلت علينا البرلمانية عن إقليم “الحسيمة” والمنتمية لحزب العدالة والتنمية سعاد شيخي، وهذا كل ما استطاعت أن تفعله في ظل الحالة غير الطبيعية التي تعيشها المنطقة بفعل استمرار الهزات الأرضية، تساؤلات في غير محلها للبرلمانية المحترمة في وقت غير سليم يتوجب عليها فيه أن تعمل من اجل مساعدة أبناء جلدتها والدفاع عنهم لدى أصحاب القرار من اجل التخفيف من الهلع الذي يعيشون فيه.

تساؤلات أرادت من خلالها البرلمانية أن تقول لعموم المواطنين أن هناك جهة ما حرضت الناس على التظاهر، لكنها لم تمتلك الشجاعة الكافية لتفصح عن هذه الجهات بالواضح رغم أن المتابعين يعرفون ماذا ومن تقصد بالضبط. تساؤلات تستخف بعقل وبديهة المواطن الريفي وتظهره بصورة البيدق الذي يسهل تحريكه فوق رقعة السياسة العفنة، وبدورنا نساءل البرلمانية سعاد ونقول لها، هل أنت أذكى أبناء وبنات الريف؟ هل هذا ما علمتك السياسة أن تشككي في كل شيء حتى حينما يتعلق الأمر بأبسط المطالب.

طيب أيتها البرلمانية الفذة، هناك طريقة سهلة لتجدي الجواب على أسئلتك “الحامضة”، هل فعلا الغرض هو الحصول على الخيام أم أن هناك أمرا آخر؟ الأمر بسيط، اعملي وادفعي في سبيل تفريق الخيام على المواطنين الذين يبيتون في العراء خوفا من الزلزال؛ طالبي من موقعك بتفعيل هذا الأمر وحين يحصل المواطنون على الخيام ستعرفين إن كان هذا ما أخرجهم أم لا؟ فان سكتوا فلا مجال لطرح مزيد من الأسئلة وان عادوا للاحتجاج فإذ ذاك سيصبح لأسئلتك معنى.

هل يعقل أن يتم استغلال الزلزال الذي ضرب المنطقة بهذه الطريقة!!  وهل يعقل أيتها الذكية أن يتم تصفية حسابات سياسية مع جهات ربما توجد في مخيلتكم ولا تريدون التخلص من هواجسها بهذه الطريقة وفي مثل هذه الظروف؟ أليس طرح مثل هذه الأسئلة في مثل هذا الظرف هو استغلال للزلزال بطريقة أخرى؟ وبالنظر إلى مرجعية حزبكم الإسلامية، ألا يفترض فيكم أن تحسنوا الظن؟ ألا تعرفون أن هناك آيات وأحاديث نبوية تحث على اجتناب الظن؟ أليس الإسلام دين يدعو إلى حسن الظن بالناس والابتعاد كل البعد عن سوء الظن بهم ؛ لأن سرائر الناس ودواخلهم لا يعلمها إلا الله تعالى وحده؟ كما قال تعالى في سورة الحجرات ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”. وكما جاء أيضا في الحديث “عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا”. إذن سيدتي البرلمانية، ألا يجدر بك أن تتحلي بصفة إحسان الظن بالناس؟

ولكي لا يقول احد أننا نتحامل علي البرلمانية فإننا نذكر إنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بإلصاق فشلها بجهات معلومة وغير معلومة، فكلنا يتذكر النقاش الذي رافق التقسيم الجهوي بعد إلحاق الحسيمة بجهة وجدة وبعدها جهة طنجة تطوان وكيف تلونت مواقف البرلمانية وحزبها بالإقليم كما تغير الحرباء لونها؛ وكلنا يتذكر كيف اتهمت المطالبين بإلحاق الحسيمة بطنجة تطوان بخدمتهم لأجندة حزب الأصالة والمعاصرة وكأنه لا يجب أن تتقاطع أفكار ومصالح المواطنين مع مواقف هذا الحزب رغم كل ما يقال عنه؟ ومرة أخرى أساءل البرلمانية ومن يحذو حذوها، ألا تطرحون الأسئلة على أنفسكم وتراجعون ما تتفوهون به؟ لماذا تصمتون وتصفقون حين تلتقي مصالحكم ورؤيتكم مع جهات أخرى؟ لماذا لا يتهمهم احد بخدمة أجندتكم؟ وانتم تتذكرون جيدا كيف وقفت جمعية امازيغ صنهاجة الريف ضد مقترح تقنين الكيف وقد راقكم الأمر لكن حين خالفتكم في مسألة التقسيم الجهوي سارعتم نحو أسلوبكم وهوايتكم المفضلة وهي التشكيك.

هي إذن ليست المرة الأولى التي تخرجون فيها بمثل هذه التصريحات ولن تكون الأخيرة، كما أنكم لستم الوحيدين في حزبكم الذين تتبنون نظرية المؤامرة، فزعيمكم هو قدوتكم في هذا المجال، ووزراء حزبكم وبرلمانييكم في جميع ربوع المملكة ينهلون منه، وكتائبكم الالكترونية تنزع الوطنية عمن تشاء وتعطيها لمن تشاء في تعاليقها الفايسبوكية وفي المواقع الالكترونية. أخاف أن تكون هناك جهات خفية هي من زعزعت الأرض تحت أقدام أهالينا فرجاء ارحمونا من سخافاتكم واعملوا، اجتهدوا أو اصمتوا فكما قال المجدوب ” الصمت حكمة ومنو تتفرق الحكايم كن ماهضر ولد الحمام مايجيه ولد الحنش هايم”، وأنا أقول كن ماضرب الزلزال ماتشوف الراجل من دارو هارب.

وفي الأخير لا أجد خيرا من هذه الأبيات الشعرية اهديها للالة البرلمانية مولات الدرة والجلابية على الله تولي أدير النية:

إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونُه

وصدَّق ما يعتادُه من توهُّمِ

وعادى محبِّيه بقولِ عُـداتِه

فأصبح في دَاجٍ من الشَّكِّ مظلمِ.

بقلم: إلياس اعراب

مشاركة