الرئيسية الرياضة الحروب الإلكترونية الممهدة لشغب الملاعب

الحروب الإلكترونية الممهدة لشغب الملاعب

كتبه كتب في 24 ديسمبر 2015 - 14:10

كيف تحول الفيسبوك إلى أداة تحريضية قبيل المواجهات الرياضية
إشاعة مقتل مشجع ودادي وقضية “الباش” قنابل موقوتة خرجت من الفيسبوك
لللأمن وجمعيات المحبين  كلمة في الحروب التي تجري على النت

ما وقع بين أنصار الحسنية والوداد البيضاوي ما كان ليقع لولا التهييج الذي قام به الفايسبوك، والخبر الكاذب الذي تناقلته إحدى صفحاته من خلالها أعلن صاحب 1371068715الصفة الرياضية عن  “وفاة مشجع ودادي بإنزكان”. الخبر كما يؤكد عبد الله صادق رئيس جمعية أكدود الحسنية نقلته صفحة فايسبوكية محسوبة على كرة القدم في الليلة التي تسبق اللقاء، وفي الصباح قام المشرف عليها بإزالته تاركا النقاش على أشده بين المحبين المطالبين بالاقتصاص من القتلة، الطامة الكبرى أن ما يسمى خبرا انتقل من صفغحة فايسبوكية إلى واجهة مواقع إلكترونية محسوبة على الصحافة. فبمعاينة لهذه الجرائد الإلكترونية تبين أن الخير بقي مكتوبا حتى بعد انقضا أعمال الشغب بصيغة ” حديث عن مقتل مشجع ودادي بإنزكان”.

خبر فيسبوكي يصبح معركة مدمرة

تعليقات الفايسبوكيين المحسوبين على الوداد البيضاوي تلقت الخبر وكأنه الحقيقة بعينها، فبدأ التنابز بين فيسبوكيي الحسنية ونظرائهم الوداديين، وكانت أول مواجهة تخرج من العالم الافتراضي إلى الميدان بمدخل مدينة أكادير على مشارف جماعة الدراركة بين وداديين وصلوا للتو، وبين محسوبين على الحسنية من تلاميذ الثانوية التأهليلة التي نالت نصيبها من 3eaf6a637865ac077bc23ffcbee82bfbالتخريب، بدأت المعركة  بينما كان قاصرون من أتباع الوداد يلتقطون صورا قرب منتجع كروكو بارك، فتم رميهم بحاجرة ليقتفوا اثر التلاميذ نحو الثانوية، التي تحولت إلى موقعة كسر خلالها المشاغبون كل شيء بما في ذلك سيارات الاساتذة، وكأنهم كانوا طرفا في تلك المنابزات التي أعقبت الإشاعة وما تلاها من اصطدام ورشق بالحجارة.
تحول الفايسبوك إلى ما يشبه ساحة وغى بين أنصار الفرق الوطنية، منه تبدأ التسخينات من خلال المعركة الكلامية بين من يعتبرون أنفسهم محبين ، أسبوع kمن الحروب الكلامية  قبيل المواجهة وعندما يصل موعد اللقاء  تكون التلاسنات بين أنصار الفريق المحلي والفريق المضيف وصلت مداها، فتبدئ تصفية الحسابات فوق الأرض بالحجارة، وينتقل القصاص من الاشخصا  ليطال الممتلكات العمومية.
فكثير من الوقائع التي اتسعت رقعة الاعتقالات بها يكون منطلقها  التهييج والتحريض عبر الفايسبوك بالخصوص يرتب له الكبار، ويكون وقوده الصغار واليافعون.

الإلترات توسع رقعة الزيت

“من بين المحرضين بعض صفحات الإلترات المساندة للفرق الرياضية بالمغرب”. يقول عبد الواحد رشيد مراسل صحفي  وواصف رياضي”. rachidويضيف بأن هذه الصفحات لا تعترف بالخطأ، ولا تقول كلمة حق بشأن المشاغبين بأن تتبرئ من أفعالهم مثل الكسر الوتخريب الذي يطال الممتلكات إلى جانب بعض أعمال السرقةن التي تستغل الهزمية أو الفوز للسطو على ممتلكات الغير فتلقي دائما المسولية إما على الأمن أو على الصحافة أو إدارة الحافلات أو ما شابه ذلك”.

يستنج من هذا الكلام أن  ثقافة قول الحثقيقة والنقد الذاتي غائبة لديها لدى هذه الفئات التي تتسغل الفاسبوك كوسيلة تواصلية فعالة للتحريض عوض ان يكون أداة لنشر الفتن.fd
فقد ساهم الفايسبوك في تأجيج الغضب الذي وقع بين الحسنية والكوكب المراكشي وأدى إلى أعمال شغب بأكادير اعتقل على إثرها أنصار من الفريقين، يقول عبد الواحد رشيد بأن المانبزات” بدأت بين الطرفين مبكرا، قبيل أسبوعين استعرت حرب الكلام الفارغ الذي يمتح معينه من العنصرية من قبيل ” الحلايقية/ مالين المحلبات…. وعندما التقى الجمعان بدأت المساجلات بالملعب فأصبح الوضع قابلا للانفجار” ويخصل بأن المسؤولين كان عليهم أن يعلموا بمدى تلك العداوة التي راكمها الفايسبوك بين الجارين فيعملوا إما على تأطيرها جيدا أو أن يمنعوا الجمهور الناشئ للفريق الضيف من الحضور.

وكلت الله على الكوب

مصالح الأمن عملت متأخرة بأن العلاقة متوثرة مسبقا بين الجمهورين ولا تحتاج إلى الاحتكاك البدني، فرأت أن تتفادى المواجهة بإخراج الجماهير السوسية أولا من باب تارودانت حيث ركن مشجعو الكوكب المراكشي سياراتهم، وهنا كان الخطأ الثاني عندما وجد القاصرون الغاضبون أمامهم ممتلكات الخصم بجوارهم، حرموا من المواجهة بين الاشخاص وسلمت لهم ممتلكات الخصم على طبق من ذلهب، وجدوا أمامهم  كل ما يشتهونه من أثناف الحجارة بتلك المنطقة العشوائية فعاتو فسادا في ممتلكات أناس مسالمين بعدما قدموا بسياراتهم  ليشجعوا فريقهم ويغادروا.indexn
الذين عانوا هم الاسر  خصوصا تلك التي قدمت من مراكش لتخليص أبنائها المعتقلين بأكادير ، لم تترد أم وهي تلج باب المحكمة في القول بصوت مرتفع وبانهيار باد ” وكلت الله على الكوكب، سرق مني ولدي ” فهاذ القاصر ذو الثلاثة عشر سنة وجد نفسه وسط دوامة من الأنصار قاصرون وراشدون التقوا  في البداية افتراضيا على وسائل التواصل الاجتماعي الفايسبوك الوسيلة الأكثر شعبية بعدها اصبحوا يلتقون  في الميدان، واتفقوا في أعقاب مبارة الحسنية والكوكب أن يأتوا لأكادير ” وتماك لي دوا يرعف ” وبالفعل خربوا الممتلكات، واعقتل منهم النزر القليل من أجل أخذ العبرة، فكانت الاسر أكبر متضرر.

الفايسوك وقصة الباش

الخطأ الذي يقع في كل مباراة أن الفايسبوك أداة للتحريض لكن  لا تعير إليه السلطات الأمنية والسلطات المحلية والمسؤولون عن الأندية وكل من له 121256_1393784521علاقة بالأمن اية أهمية، تجري الاستعدادت فوق الأرض لكن العالم الافتراضي يبقى غفلا من ذلك، إما لأن هذه الجهات  لا تستوعب حجم ما  يتسبب فيه من تحريض، أو انها تعتبره مجالا خارج تدخلها والأكيد أنه يخرج بقرارت  جماعية مرتبطة بالشغب لم تكن في حسبانها، فتجد نفسها في آخر لحظة مرتبكة ترسم الخطط للحد من تداعيات اية خرجة من المشجعين.
من ذلك “قصة” الباش” التي حدثت بين نصار الحسنية والجيش الملكي في الرباط، عندما وقع شجار  بين محبي الفريقين داخل المدرجات فقام أنصار أهل الدار بتمزيق جزء من ” باش ” الحسنية، وحملوه معهم ” مع العلم ان الباش الذي يخطط عليه رمز واسم الفريق يعتبر من مقدسات المشجعين وتمزيقه يعتبر إهانة ما بعدها إهانة.
أنصار الحسنية كباقي الفرق  لديهم باشان واحد متبث بالمركب الرياضي أدرار والثاني يتم نقله إلى المقابلات التي تجرى خارج الملعب، وحدث في تلك المقابلة أن قام العسكريون بتمزيق جزء من باش الحسنية، فسطوا عليه نقلوه معهم، وبقيت قضية الباش مصدر إهانة فايسبوكية بين أتباع الجيش والحسنية يختلط فيها السباب والتهديد والوعيد بالفرجة، محبو الجيش نشروا صورة لجزء من الباش على الفايسبوك على اعتبار أن تلك القطعة هي التي سلبت من محبي الحسنية، وأهينوا بسببها، بينما هؤلاء اتباع غزالة سوس  يردون بما يعتبرونه أكاذيب ويكشفون بأن الباش لم يطله أي أذى.
المهم في رواية الباش الممزق بملعب الأمير مولاي عبد الله أنها ظلت وسيلة لإهانة ” مالين هذا الرمز” إلى ان التقى الجمعان في مبارة الإياب بملعب أدرار بأكادير، يومها كان الجمهوران قصان بعهما بالمباشر، وكانت قطعة الباش مصدر سجال ساحن بين من يؤكد الواقعة ومن ينفيهان وانتقل الحال من العالم الافتراضي، إلى الملعب، لكن الأمن الذي يضبط المباراة كان يومها “مثل الاطرش في الزفة” لم يفهم أسباب السجال وفي لحظة من تلك المبارة عزمت جماهير الجيش على إخراج ما تعتبره النصف الممزق من “باش” الحسنية عقب مبارة الذهاب، في تلك اللحظة هجم المعنيون من جماهير الحسنية على أنصار الفريق العسكري فوقعت المواجهة، وهرع الأمن للتفريق بينهما بين المدرجات دون أن يفهم ما يقع.

اليوتوب شقيق الفيس في التحريض

على اليوتوب كذلك نصادف فيديوهات تتوعد الأمن أو أنصار الفريق الخصم بالويل والتبور وعظائم الأمور، مثل فيديةو لأنصار محسوبين على الكوب المراكشي، يتهمونindex الأمن بالتسبب في الشغب ويتوعدون بالمواجهة، لكن مثل هذه الفيديوهات تمر هكذا ولسان الحال المسؤوبين يقول ” مجرد كلام فايسبوك ” دون أن تلتفت إلى خطورتها بنفس الجدية التي تقابل بها أي تصريح أو كتابة تسعى لزعزعة الأمن الداخلي. هناك فيديوهات تتوعد الجمهور الخصم والأمن بالثأر وأخرى تتضمن مغالطات مثل تلك التي تحدثت عن مقتل مشجع ودادي بإنزكان فأصبح خبرا بجرائد إلكترونية، ولا أحد تحرك، كذلك أحداث ثلاث لولاد وأعمال الشغب والتخريب التي وقعت عقب مبارة أولمبيك خريبكة والودادا البيضاوي بوما تلاها من سجال مغلوط … كل هذا يجعل من الفايسبوك أداة ابث العداء والتوعد بالاقتصاص من خلال ” النقرة السايبة” التي لا حسيب عليها ولا رقيب.

الأمن يتحرك

نال الأمن نصيب الأسد  من الانتقادات المرتبطة بالشغب، بين قائل بأنه هو من يتسبب فيما يقع، وبين قائل بأنه لم يقم خلال الأحداث بخطوات استباقية قبل وقوعimagesr هذه المشاكل لأنه لم يكن على دراية بما ينشر من مساجلات وتهديد ووعيد يسبق المبارة، غير أن مصادر من أهل الدار القائمين على أمن المدينة ترى العكس، لأن الإدارة العامة للأمن شكلت خلايا أمنية من مهامها تتبع ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنها بفضل ذلك تحبط كثيرا من تداعيات الحروب الإلكترونية، وتتخذ إجراءات قبلية.

ومن الإجراءات المسبقة التي اتخذت بتنسيق بين مختلف المصالح المعنية يضيف نفس المصدر “منع جمهور imagesالمغرب التطواني من مصاحبة فريقه نحو طنجة لمواجهة الاتحاد المحلي، اتخذ القرار بعد عمليات تتبع للحروب الافتراضية التي اشتعلت خلال العشرة الايام التي تسبق المباراة، فشكلت وقودا لا ينتظر إلا من يوقده ليتحول إلى نار مدمرة ، وقد كان القرارا حكيما يضيف المصدر وجنب المدينة كثيرا من الويلات، والاعتقالت وما يتبعها من مآسي للأسر.

للأسر نصيب

للاسر في كل ما يجري نصيب، انفلت اللجام من بين يديها فلم تعد لها رقابة على ابنها، لا في الشارع ولا داخل العالم الافتراضي، فترك قاصرون في عمر 12 و 13 عشر سنة بدون رقيب، وهنا يتساءل المصدر الأمني، هل القبضة الأمنية هي الحل، كيف تسمح أسر لابناء لاimagese يتجاوز سنهم الثالثة عشرة بأن يسافروا ليومين من الدار البيضاء نحو أكادير، وكيف تسمح اسرا تقطن بهوامش إنزكان وبيوكرى وغيرها لابنائها أن يظلوا إلى غاية الثانية ليلا يتسكعون بالشوارع، منهم من لا يملك ثمن تذكرة العودة إلى البيت فيشرعون في التسول أو القيام بعملية توقيف ” أوطو سطوب”…مشكلة القاصرين مسؤولية الاسر أولا قبل المدرسة، يخلص هذا المصدر الذي خبر أعمال الشغب الرياضي أسبابها ومسبباتها.
بالمقابل عديد من الأسر التي كان اللقاء بها  عند المحاكمات لا تعترف بالخطأ أو أنها على الاقل تتجاهله من قبل عدم تحمل المسؤولية، واحدة  منهم ” غرقت الشقف للكوكب المراكشي” وآخر شتم الكرة والحسنية واعتبر الأمر مجرد ورطة للأطفال وذويهم ” فيما ثالث أعلن هزيمته وهو يؤكد بأنه اقتنى لابنه ” هوم سينما ” حتى يعزف عن الانتقال إلى الملعب، لكنه اصر أن يكون ضمن الجماهير ليصبح في نفس اليوم في عداد المعتقلين.

جمعيات: إغلاق “سيبة” الفيس، وفتح باب الدعم

عبد الله صادق الملقب بأزنزار  رئيس جمعية ” أكدود الحسنية” وبعد الأحداث التي عرفتها مقابلة الوداد والحسنية، وفي لقاء بباشوية بنسركاو  طالب بضبط الفايسبوك وأعطى مثالا بالصفحة الفايسبوكية التي نشرت خبر مقتل المشجع الواداي وعادت لتسحبه في الصباح دون حسيب أور قيب بعدما فعل فعلته خلال تلك الليلة التي تسبق المباراة، عبر الحسابات الخاصة، كما اثار هذا المشجع الشهير لغزالة سوس في الحل والترحال، مشكل عدم التواصل بين الفاعلين الجمعويين بالاحياء لضبط هذه الظاهرة،aznzar واثار كذلك غياب الدعم لمثل هذه الجمعيات التأطيرية، فتساءل كيف تمنح ملايين الدراهم لبعض الجهات الغير محتاجة لدعم بلدية أكادير ولم تعطي ولو سنتيما واحدا  لجمعية أكدود الحسنية التي تعني بتأطير  جماهير الحسنية، فرغم دورها التربوي التحسيس تبقى خارج الجمعيات التي ترضى عنها البلدية يؤكد عبد الله صادق.
عديون يتساءلون لماذا جمعيات المحبين لا تشكل النموذج بأن يلتقي مثلا محبو الوداد والحسنية في انشطة تربوية تأطيرية وتحسيسية قبلية لكي يشيع الود المعروف على الوداديين وأن تبث هذه الهيئات المدنية الأخوة عوض التنافر والشحن المسبق الذي يصل ذروته يوم المواجهة.
بالإمكان أن تكون الزيارات بين جمعيات المحبين داخل البيوت والأحياء لتتقاسم ” الملحة” وأملو والعسل وأركان والثقافة والفن  كواحدة من السبل الكفيلة برأب هذا الجبل من الضغينة الذي راكمه الكبار باسم حب الفريق. لماذ لا يأوي  الوداديون الحسنيين، وأن يرد عشاق الحسنية نفس الجميل من خلال أنشطة متنوعة ستذوب الجليد النفسي المتراكم بين المراهقين…ومن خلال ذلك يتم تعميم الصور والعبارت عبر الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي لكي تصبح هذه المواجهات عرسا إيجابيا عوض ما نراه اليوم.
نفس الشئ يمكن أن يفعله عشاق غزالة سوس الحقيقيين مع جيراهم من محبي الكوكب المراكشي أو الجديديين. فمن  بين “سواسة” هناك محبون حتى النخاع للفريقين الأحمر يوجد بأكادير سواسة رجاويون ووداديون حتى النخاع، يجمعهم بفرق العاصمة الاقتصادية مسقط القلب فقط  دون أن يرتبط هذا  الحب بمسقط الرأس. ولا يترددون في المقاهي من إعلان الانتماء للرجاء العالمي
السلطات المحلية والأمنية والقضائية على المستوى المركزي كما الجهوي، مطالبة بأن تقوم بتطهير الفيسبوك من صفحات تحمل اسم ” محبين” لفرق وطنية وتساهم خلال اسبوع في تسخين ” الطرح”وإيقاذ النيران قبل المواجهة.
أكيد أن الفايسبوك من الجانب الإيجابي يضم صفحات تسعى  لنبذ الشغب والعنف في الملاعب، ومجموعات تفاعلية رفع شعر نبذ العنف، لكنها ليست بنفس الفعالية التي يقوم بها المحرضون، إلى جانب أنها صفحات هواة في حاجة لمزيد من الدعم والتأطير من خلال حشد محبي الفرق وتغيير العقلية التي استحكمت  بهذه الجيل الجديد من المشجعين الفايسبوكيين، كما تكتفي بنشر بعض صور العنف.

أكادير: الأحداث المغربية- إدريس النجار
تصوير: إبراهيم فاضل

مشاركة