الرئيسية ثقافة وفن برنامج اسايس براديو بلوس لمقدمه الزميل والكاش يحاول رد الاعتبار للذاكرة الفنية السوسية

برنامج اسايس براديو بلوس لمقدمه الزميل والكاش يحاول رد الاعتبار للذاكرة الفنية السوسية

كتبه كتب في 28 مايو 2012 - 14:34

استطاع جمهور الإعلام الإذاعي الحر بسوس أن يضمن لنفسه مصدرا مميزا  يكتسب من خلاله ثقافة موسوعية في الموسيقى الأمازيغية العريقة التي أبدعها أفذاذ المجال منذ غابر الأزمان رغم انقراض أمثال هؤلاء واندثار جزء غير يسير من انتاجهم . فوفق هذه الخلفية التي تختزل إحدى أهم وظائف الإعلام المسموع ، انخرط البرنامج الأثيري اسايس والذي يذاع على أمواج محطة راديو بلوس منذ عامين ونيف ، في تقديم كم هائل من القطع الغنائية النادرة والتي تمثل نفائس فنية تستحق الاستماع بالنظر لتأريخها لفترات زاهية كانت فيها للإبداع الموسيقي الأمازيغي قيمته المضافة ومساهمته النافذة في إعادة توجيه ذهنية المجتمع نحو الانتباه إلى إشكالاته الأساسية وتناقضانه الصارخة ، واستنهاض الهمم وتقوية العزائم خدمة للصالح العام .

         وعلى مدى الساعة المخصصة لحلقات البرنامج، تتصاعد اجواء الاتصالات حول التحدت عن  تلك القطع وكلماتها في أحايين كثيرة. فالمشاركة تكون بالهاتف للتعرف على المنتوج الموسيقي المقدم او الفنان الحاضر في البلاطو والدردشة معه لكسب مجموعة من أسرار الماضي والمراحل التي مرت منها مدارس الروايس. ، السواد الأعظم من المتصلين وهذا هو سر البرنامج كما يعتبره  محمد والكاش معده ومنشطه . يوضح المتحدث ذاته أن الكثير من المواد الموسيقية المبثوثة في البرنامج تعود لمبدعين وافتهم المنية حتى قبل بروز الرعيل المعاصر من فناني الأغنية الأمازيغية الأصيلة ، فمعظم هؤلاء تظل أسمائهم غير معروفة على نطاق واسع بالشكل الذي ذاع فيه صيت أسماء فنية من قبيل الحاج بلعيد ، محمد الدمسيري ، سعيد أشتوك وآخرون .

بيد أن المهمة ليست يسيرة بالمرة ، فعملية البحث والتنقيب عن هذه الإنتاجات القديمة تتطلب من فريق البرنامج جهدا مضاعفا ، وانتقاء الصالح منها للبث يأخذ وقتا وتركيزا وتمحيصا بدرجة عالية ، أما التوضيب فتلك عملية يبرع فيها تقنيو البرنامج كما اكد ذلك عميد التقنيين حميد  . ويحاول البرنامج في أهدافه العامة إعادة الاعتبار ، إعلاميا ، للذاكرة الفنية الأصيلة لأهل سوس ونفض الغبار عن إبداعات الجيل الأول من فناني الروايس المنتمين إلى ربوع سوس سيما وأن المقاربة التي نهجتها هذه المحطة الإذاعية منذ إحداثها تأخذ في الحسبان واقع الفراغ المسجل على مستوى الاهتمام بالتراث الفني العريق ذي الجودة العالية في قطاع الإعلام الحر ، ومن ثمة فهي تتغيى تقديم خدمة أثيرية تستجيب لحاجيات سائر الفئات المجتمعية بحسب رغباتها الفنية المتباينة .

ولضمان أكبر عدد من المشاركين، وتلافيا للضغط المتواصل من أجل الاتصال، يستعين البرنامج بخطين هاتفيين مباشرين . وثمة أسماء فنية يحاول البرنامج إبرازها، رغم أنها لم تسجل أغانيها للإنتاج، إما لرغبتها احتراما لتوصية من أقاربهم أو درءا لتداعيات مجتمعية آنذاك قد تخلفها عدد من الأغاني المؤداة ، فهذه إنتاجات بقيت محصورة في فضاءات أسايس او جولة   امسييح  أو حفلات الزفاف التي كانت تقام في البوادي . ويبدو أن طموح البرنامج لن يتوقف عند هذه الهدفية العامة ، فالتطوير والإبداع في صيغة جديدة تبقى رهان البرنامج حاليا ، ومن ملامحها الكبرى توثيق وتقديم سيرة هؤلاء المبدعين الذين ترقد جثامينهم في أجداثهم كأنهم لم يحفروا بأظافرهم في تراب سوس الفنية قط ، وحاولت معاول هذا الزمن المتسارع أن تجرف إنتاجاتهم وتحيلها إلى أتون النسيان ، وبذلك يبقى البرنامج قيمة مضافة للجهود المتواصلة نحو إنقاذ آخر الإبداعات المجسدة لملاحم فنية من الضروري أن تبقى خالدة أبد الزمن .

الحسن البوعشراوي

مشاركة