الرئيسية تمازيغت برنامج مسار يكرم محمد مستاوي، ويسيء لفاطمة تابعمرانت …

برنامج مسار يكرم محمد مستاوي، ويسيء لفاطمة تابعمرانت …

كتبه كتب في 19 مايو 2012 - 10:40

خرج برنامج ” مسار” في حلقته الاخيرة التي خصصت لتكريم الباحث الامازيغي محمد مستاوي عن النص، وعن مفهوم التكريم الحقيقي، حين تضمنت اجوبة عن اسئلة معينة، بدت بعيدة عن الحجاج والبرهان، مكتفية بالاستناد على سلطة ذكورية مبالغ فيها، لنكتشف مرة اخرى ان قواعد احترام الغير لاتزال في غالب الاحيان بعيدة عن التحقق بين الباحثين الامازيغيين انفسهم، وكاننا امام ثقافة ابتليت لسوء حظها بظواهر عصية عن الفهم ، في وقت كنا ننتظر فيها تكتل الجهود لخدمة ماهو لغوي، معرفي وثقافي، بعيدا عن الشخصنة المبالغ فيها . ففي معرض جوابه عن سؤال لمعد البرنامج عتيق بن الشيكر حول وجهة نظر المكرم حول نجاح الفنانة فاطمة تبعمرانت في ولوج قبة البرلمان، وهو نفس الحلم الذي فشل باحثنا في تحقيقه في ثلاث استحقاقات برلمانية، لم يكن الجواب متفائلا بالمرة، بقدرما استند على احكام قبلية : ” ارى الامر وكأنك انزلت شخصا من على متن ” بغلة” لتقل له : امتط ظهر حمار ، فالفنان لن يكون ابدا سياسيا”، وهذا جواب بعيد كل البعد عن الموضوعية ، وفي علم باحثنا الكريم ان ابحاثا ومقالات كثيرة تناولت البعد السياسي في الاغنية الامازيغية، كما ان الفصل بين السياسي والفني فصل قد لايجانب الصواب في تجارب الفنانين الملتزمين، وإلا فلنسأله عن دواعي اغتيال لوناس معطوب ؟ وعن سر المضايقات التي تعرض لها الراحل محمد الدمسيري؟ لماذا شرف الشيخ امام السجون رفقة رفيق دربه احمد فؤاد نجم ؟ كيف نقرأ قصيدة الراحل عمر واهروش ” ضابيط” ؟ قصيدة غزل ومجون ؟؟؟ والامثلة كثيرة.. ان الفنان حين يكون في صف الالتزام بقضايا شعبه، يمارس الفعل السياسي بشكل مباشر، وبالتالي فمقولة استحالة ممارسته للفعل السياسي ، بصيغة التعميم التي اطلقها الاستاذ مستاوي ، مقولة تفتقر الى قوة حجاجية، وتفتقر الى منطلق موضوعي، لنستنتج انها مجرد كلام انفعالي لاوزن له ، ومن العيب على شاعر في حجم مستاوي ان يستل صورة تشبيه فجة ، كالتي اقحم فيها البغلة والحمار ، بدل الجواب بكلام بسيط لايحتاج الى رمزية فجة، تذكرنا بالتشبيه الضعيف المشهور” كأننا والماء من حولنا…” … وإذا كان الاستاذ محمد حرا في اجاباته ، والتي تمتح بتعمد من الشعبوية المبالغ فيها ، دون دلالة تذكر ( كقصة ارساله رسائل الى نفسه )، فإن للبرنامج مسؤولية تجاه عواطف الاخرين، مادام الجواب المقدم عن النائبة البرلمانية فاطمة شاهو فيه بعض من الاستهزاء ( تأملوا تضاحك الحاضرين إثره ..)، وبالتالي لايمكن ان نتقبل انحراف ” مسار” عن وظيفته الاعلامية النبيلة، فتكريم فنان ما ، او شخصية كيفما كانت ، لايمنحها الحق بذكر الآخرين بتعابير موغلة في الاقصاء والتعالي . ان الحكم على الفنانة فاطمة شاهو بتلك السذاجة، جاء مسبقا، إن نحن نظرنا إليه على مستوى مردودية النائبة البرلمانية موضوع الاستهزاء، فلازال الوقت الكافي لبلورة احكام مبكرا، كما أن الاعتقاد بكونها مجرد فنانة ، وبالتالي لاوزن للفنان الامازيغي امام المعلمين والاساتذة ممن يفترض فيهم امتلاك ثقافة مدرسية عالمة ، منطلق ديكتاتوري صرف، لايؤمن بأية ديموقراطية ، كما فيه من تضخيم الذات والانا مايقترب من العصاب والعقد النفسية النرجسية ..

سوس بلوس / احمد الباعمراني

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )

Comments are closed.