ننقلها بأمانة كما توصلنا بها …. في شهر ماي تتجدد ذكرى اعتقالنا بعد خمس سنوات من الاعتقال السياسي و الظلم و القهر و كل الأشكال المحاطة من كرامة الإنسان , خمس سنوات من التحولات السياسية و الحراك الاجتماعي الذي عرفه المغرب .
خمس سنوات تصلبت فيها مقاومتنا وتطورت ميكانيزمات النضال بفضل مجهودات كل المناضلين , في كل هده المدة ونحن ملزمون بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا بألا نركع وأن نساير جميع الضر وف السجنية و التطورات التي تعرفها الساحة السياسية .
كما لا يخفى على الجميع الخلفيات السياسية للاعتقال السياسي الذي طالنا مناضلين القضية الأمازيغية , ففي 22 ماي 2007 فشل النظام السياسي في الإخراج الأمني و في التسويق السياسي لاعتقالنا السياسي , وأمام انكشاف الحقيقة على المستوى القانوني و القضائي حيث كان ملفنا المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية بلا مستندات وأصدرت في حقنا أحكام بلا تعليل .
كما لا يخفى على الجميع المجهودات التي قامت بها الحركة الأمازيغية بصفة عامة و الحركة الثقافية الأمازيغية بصفة خاصة من أجل تفعيل مطالبها المشروعة و التموقع السليم في إطار التوازنات التي تحكم سياسة ودواليب الدولة.
كما لا يخفى على الجميع أن قضية اعتقالنا هي قضية سياسية وليست قانونية حتى يمكن للقضاء البت فيها , ونحن يقينين مند اعتقالنا أن القانون لن ينصفنا , وأن متابعة المسطرة القضائية أمام محاكم عروبية لا تعترف بالأمازيغية لن يكون سوى مسلسل كوميدي , ومضيعة للوقت ولن ينصفنا القضاء بالنتيجة.
كما لا يخفى على الجميع أن نية الحاكمون هي أن يؤثروا على الحركة الثقافية الأمازيغية في اعتقالنا ليدفعوا بالمناضلين الآخرين إلى الانكماش و الابتعاد عن النضال. نضرا لخطورة خطاب الحركة الذي يهدد استقرار الدولة وشرعيتها, لهدا نخاطب اليوم النظام السياسي و الحاكمون بأنهم مخطئون, فلا يمكن إرهاب الجميع ولا شراء كل الضمائر ولا اعتقال كل المناضلين , وسوف نضل صامدين ولن تزيدنا سنوات السجن إلا مزيدا من الصمود و القوة.
كما لا يخفى على الجميع وكما يظهر بشكل واضح مدى استطاعة الحركة الأمازيغية من خلخلة المشهد السياسي وتحرك الطبقة السياسية , وواجبنا اليوم تحديد رؤيتنا الاستراتيجية وتقعيد وجودنا , لنتدارك مغبة النظام السياسي في نيته المبيتة لخلق هوة شاسعة بين البنية الدستورية في تشويه الهوية الدولة التي هي أمازيغية و الاقرار بترسيمها لغة رسمية و البنية السياسية المؤسساتية لفرض وجودها ومطالبها المشروعة دات الطابع السياسي و الثقافي.
كما لا يخفى على الجميع الصراع الاديولوجي و الفكري الذي تكنه بعض الحركات القومية العروبية العنصرية للقضية الأمازيغية لدا يجب علينا أن نكون حذرين و الامتناع عن الانزلاقات مع هده التيارات الانتهازية , و الرفع من مستوى الوعي السياسي و الاجتماعي , و الإدراك الصحيح للأحداث التي تجري في الساحة السياسية و الصمود في وجه الصعوبات ومحاربة المواقف العاطفية و العقيمة , وبلورة استراتيجية نضالية من أجل الرفع بملفنا المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية.
كما لا يخفى على الجميع أن تحقيق مشروع الدولة ذات البنية و الهوية الأمازيغية و الأهداف النبيلة للشعب الأمازيغي مفخرة لنا , و اعتقالنا على هدا الأساس في خدمة مشروعية للأمازيغية شرف لنا أن نكون تلك الشمعة التي تحترق لتنير المجتمع بنورها.
وعلى هدا الأساس فانتظاراتنا كبيرة من الحركة الأمازيغية ومن كل الديمقراطيين , والنضال هو السبيل الوحيد من أجل إطلاق سراحنا دون قيد أو شرط مع إعادة الاعتبار لنا نضرا لقناعتنا ببراءتنا و مشروعية قضيتنا .
لقد أقحمنا في المنظومة السجنية مكرهين , ولن تنال سنوات السجن من أفكارنا وميولاتنا السياسية , ولو كانت ضريبة النضال في خدمة القضية الأمازيغية تتطلب منا أكثر من 10 سنوات من السجن , فنحن مستعدون لقضائها ومدينون لها بحياتنا .
حميد أعطوش مصطفى أسايا
سجن تولال 1
في 16/05/2012
لموقع سوس بلوس