الرئيسية كلمة سوس بلوس مجلس ” المشترين” واش عطيتي العلف للبهايم؟

مجلس ” المشترين” واش عطيتي العلف للبهايم؟

كتبه كتب في 9 أكتوبر 2015 - 00:48

بعد أيام سترشح مقتطفات من فحوى المكالمات التي جرت بين مستشارين وزملائهم حول ثمن الصوت، فجعلتهم في مرمى المتابعات القضائية. من جديد سنسمع عن مستشار يحادث زميلا له فيقول له، واش عطيتي العلف للبهايم في إشارة إلى المبلغ المالي المتفق عليه، كما وقع في استحقاقات برلمانية سابقة.

تحول مجلس المستشارين إلى مجلس ل” المشترين”، بمعنى أنهم ” شراو الكراسي بالملايين” وفي الحقيقة لقد كان المغرب الشعبي  بليغا في النعوت التي أعطاها للنقود، اسماها الكرمومة وهو مصطلح يحيل على الشعير بعد الدرس المتجمع بالبيدر، واسموها الحبة، جمع حبوب وهي المحاصيل الناتجة عن الحصاد والدرس والفصل عن التبن والتصفية.

هؤلاء المستشارون الكبار صادقون وهم ينعتون من سيصوتون عليهم وسيعبدون لهم الطريق  نحو مجلس النخبة، مجلس ” المشترين” بالبهايم، ينعتنونهم ضمنيا ب”المعلوف” الذي لا يؤمن إلا  بالحبة والكرمومة. لن يكونوا خاطئين عندما يستعيرون مصطلحات حيوانية بهائمية للتواصل بينهم هاتفيا لتجنب الملاحقة القضائية الناتجة عن التنصت على الهاتف.

مجلس المستشارين في الديمقراطيات العريقة يسمى”مجلس الشيوخ” ” ومجلس الحكماء” ، أي أولائك الذين يخططون للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الكبرى للبلد وفي بلدنا الحزين تحولت الغرفة رقم 2 إلى مجلس للمشترين، شروها ب” الحبة واللعاقة والتبس وعمر والبينكة”.

هناك مستشارون يمنحون أصواتهم  لمن “يكحب أو يعطس” ولمن” يحك جنبه”، ومن أجل ذلك يضربون بهذا الوطن عرض الحائط ،  اشتروا مقاعدهم بالملايين، فماذا ينتظر منهم هؤلاء المقهورون، عندما سيكون هاجسهم أن يستردوا راس المال أولا وبعده سيبحثون عن ” لفضل”.

هناك أسماء من العيار الثقيل وجدت نفسها متابعة في قضية استعمال الأموال لشراء اصوات الناخبين، ومن كل الطيف السياسي بما في ذلك الحزب الإسلامي الحاكم. هناك سبعة رجال من سوس سبغوا بركاتهم على من جاد عليهم بأصواتهم ويضعون الآن يدهم على قلوبهم خوفا أن “تصوط” فيهم العدالة

ما سبق ذكره يقودنا إلى طرح تساؤل قديم جديد، لاي شيئ تصلح الغرفة الثانية؟ من المفروض أن تكون جهاز مراقبة، قوة اقتراحية… الأمر الذي ينتفي في الحالة المغربية أولا من حيث عدد أعضاء الغرفة الكبير إلى حد لا يطاق ومن حيث وظائفها الظاهرية، ومن خلال اسئلة أعضائها السطحية المكرورة الموجهة إلى الحكومة، ومن حيث مستوى كثير من أعضائها وتجاربهم التي سيفيدوا بها البلد،بينهم أميون وآخرون يدشنون أول عهد لهم بالسياسة.

مجلس المستشارين يا سادة كما لدى الدول التي تحترم شعوبها له دور محدد، الولايات المتحدة الأمريكية خصصت عضوين لكل ولاية بغض النظر عن عدد سكانها،ـ عددهم محدود والرئيس الأمريكي ليس من حقه استصدار أي قرار او التوقيع على اية اتفاقية دون أخذ موافقة مجلس الشيوخ أو مجلس الحكماء الذي يبقى الفيصل في القرارات العظمى المصيرية، له صلاحيات إسقاط الحكومة.

 مجلس العموم البريطاني له نفس الصلاحيات وأكثر، له هيبته لدرجة أن الدستور يمنع على الملك أن تطأ قدمه هذا المجلس، ضم مند القرن الثالث عشر الميلادي اسماء كبيرة ووازنة تركت أثرا منقوشا في تاريخ بريطانيا العظمى، ولا يسع المجال هنا للحديث عنه..

وبالعودة من حيث كان البدء إلى مجلس المستشارين المغربي الذي يتمتع بكثير من هذه الخصائص، وجب التساؤل ماذا حققت الغرفة الثانية؟ النتيجة بادية للعيان، يقول المغاربة العشا الزين تاتعطي ريحتو من العصر، وعشاء مجلس “المشترين”  عطات ريحت ” علفو” قبل بدء أشغاله…

سوس بلوس

مشاركة