الرئيسية سوس بلوس TV كيف يتدبر النباتيون نظامهم الغذائي يوم عيد الاضحى

كيف يتدبر النباتيون نظامهم الغذائي يوم عيد الاضحى

كتبه كتب في 24 سبتمبر 2015 - 17:04

لا يستهلك المغاربة اللحوم الحمراء بكثرة إذا ما قارنا المعدل السنوي للفرد المغربي الواحد، الذي هو 14 كيلوغراما، مع مواطني دول غربية، حيث يصل معدل استهلاك الفرد الواحد إلى 50 كيلوغرامًا، ما حذا بوزارة الفلاحة والصيد البحري إلى إطلاق مخطط لرفع المعدل المغربي إلى 17,2 كيلوغرامًا. غير أن عيد الأضحى يشكّل فرصة لأغلب الأسر المغربية متوسطة الدخل قصد رفع حاجياتها الغذائية من اللحم، إذ يحضر تقريبًا في غالب الأطباق خلال أيام العيد الأولى.

لكن في غمرة انتهاز الطبقات الفقيرة والمتوسطة فرصة العيد لإشباع نهم أفرادها من أطباق اللحوم الحمراء، كثيرًا ما يقع إهمال حاجيات النباتيين الذين قطعوا علاقتهم مع كل الأغذية من هذا الأصل. فرغم قلّة استهلاك الفرد المغربي للحوم الحمراء، إلّا أن ذلك لا يعني تشبّعه بالثقافة النباتية، بل على العكس، تحضر اللحوم البيضاء والأغذية من أصل حيواني بكثرة في المطبخ المغربي.

وإذا كانت معاناة النباتيين تمتد على طول السنة للعامل السابق ذكره، فإنها تتضاعف أيام العيد، عندما تغلق المطاعم ويفرغ السوق من باعة الخضر والفواكه ويصير اللحم هو الغذاء الوحيد في كل الوجبات، معاناة ترافقها معاناة أخرى افتراضية عندما تملأ صور الأكباش المذبوحة وأطباق اللحوم فضاء الشبكات الاجتماعية.

عبد الإله، 21 سنة من الرباط، اقتنع بهجر اللحوم بكل أطيافها منذ سنوات، يعاني من مشكلة كبيرة خلال أيام العيد بسبب إغلاق الدكاكين والمطاعم بقوله: “أحاول أن أحضّر بنفسي بعض السلطات والمأكولات النباتية في انتظار فتح المحلات التجارية كي أجلب بعض المأكولات المحدودة كالبيتزا النباتية”، مستطردًا: “أنا النباتي الوحيد داخل أسرتي، وفي الحقيقة لا أجد مشكلة في ذلك، بما أنهم يتقبلون اختياراتي الغذائية”.

ويضيف المتحدث لهسبريس أن أكثر ما يعاني منه خلال العيد هو “غياب البديل، لذلك فالخيارات تكون محدودة للغاية، وكثيرًا ما أبقى دون غذاء لساعات أو أعيد تناول الوجبة نفسها عدة مرات في اليوم. لكن بعد مرور الأيام الثلاثة الأولى فإني استعيد نظامي العادي وتتوفر لي الخيارات التي تقدمها لي المحلات في الشارع”.

سليمة، تلميذة في 16 من عمرها، هي الأخرى تؤكد أنها فارقت اللحم منذ مدة، وأنها تعتمد خلال العيد على الأرز والمعجنات والخضر، لكن دون أن يمنعها ذلك من الاحتفال بشكل عادي مع محيطها العائلي. التحدي الوحيد الذي تواجهه، بحسب قولها، هو ضرورة أن تأخذ معها الغذاء الخاص بها في الزيارات العائلية عندما تتم دعوة أسرتها لتناول وجبة غذاء أو عشاء.

في الجانب الآخر، دفعت الصعوبات بسعيدة، وهي طالبة بكلية الطب، إلى التخلي عن نظامها الغذائي النباتي الذي استمرت في تطبيقه عامًا كاملًا، السبب ليس هيمنة اللحم في عيد الأضحى، بل في قلة الاختيارات النباتية في قوائم الأكل بالمطاعم، وغلاء أثمان المكملات الغذائية النباتية، الأمر الذي جعل نظامها الغذائي غير متوازن بالمرة في مجتمع تغلب على طعامه مكوّنات من أصل حيواني.

وفي غياب دراسات حول الرقم الحقيقي لعدد النباتيين بالمغرب، يظهر أن معاناتهم مع استعمار اللحوم خلال أيام العيد تجّنبهم على الأقل المضاعفات الصحية التي تنجم عن الإسراف في تناوله، فلا يوجد في قوائمهم من يؤدي ضريبة العيد من الناحية الصحية، كما أن تشجيع الكثير من الأبحاث العلمية للغذاء النباتي وتأكيدها لضرر اللحوم الحمراء، قد يعزّي النباتيين ويجعلهم ينظرون إلى عيد الأضحى كمناسبة دينية لمزيد من توثيق أواصر القرابة دون “مْشاركة الطعام”.

هسبريس – إسماعيل عزام

مشاركة