الرئيسية سياسة حملة واد سوس وتسونامي البيجيدي

حملة واد سوس وتسونامي البيجيدي

كتبه كتب في 16 سبتمبر 2015 - 14:15

“الحملة” كما عرفها المغاربة مند الأزمنة الغابرة تعني السيول الجارفة المليئة بالاوحال الناتجة عن غضب الطبيعة وعن الطوفان المائي، وبعد نشأة الاحزاب وما عرفته من تداول على السلطة أصبحت الحملة تعني العملية التواصلية بين المرشحين التي تسبق يوم الاقراع، كما تعني تحمل المسؤولية.

حملة البجيدي الصيفية  بسوس كانت جارفة بسوس لم تختلف عما قامت به ” الحملة الشتوية ” التي جعلت واد سوس يحمل الصخور وجذوع الاشجار،  إلى بحر أكادير، فتحول إلى غول جارف. لنعقد هنا المقارنات قبل اللجوء إلى الخلاصات.

حملة واد سوس الشتوية خلفت ضحايا، جرفت الاشجار القديمة التي شاخت بجوار الأودية وبالمناطق الفيضية، بدأت من جبال تارودانت لتصل إلى أكادير وايت ملول  والقت بكل نفاياتها وجذوعها وصخورها في البحر مدفوعة بذلك الغضب المائي  الذي كاد أن يتحول إلى طوفان يجرف ايت ملول من أساسها. هذا الغضب وصف في حينه، بأنه استثنائي وغير طبيعي ناتح عن التقلبات المناخية التي يعرفها العالم.

حملة المصباح بدورها بدأت من جبال تارودانت ضعيفة لتصل المدينة قوية، فجرفت قلعة الاتحاديين بهذه المدينة مثلما جرفت الاستقلالين من أولاد برحيل، ثم مرت على الواد الواعر وواد إيسن لتجرف آل قيوح وآل بودلال، اقتلعت شجرتهم الانتخابية العميقة مثلما اقتلعت سيول الشتاء أشجار الأركان الشامخة، ومنها مرت عبر الجماعات القروية فمرت بأولاد داحو لتجرف الاستقلالي محمد هدي ومنه إلى التمسية لتصل  إنزكان حيث كان وقع سيولها ضخما بأيت ملول وإنزكان والدشيرة وكانت سيول البجيدي مثل سيول الشتاء عند وصولها أكادير قد تحولت إلى طوفان جارف عصفت مياهه بأعتى قلعة اتحادية بمدينة الانبعاث، ظلت حصينة بعدما شيدت مع أول استحقاق انتخابي سنة 1976 فاستمرت عنيدة ومنيعة في وجه كل الأحزاب  إلى أن جاء هذا الطوفان الجارف فاقتلعها من الاساس. قلع عديدة وعائلات وأسر راحت ضحايا فيضان الجنوب الشتوي والصيفي.

الآن وبعد الذي وقع يمكن للمحللين السياسين، وعلماء الاجتماع ان يجتهدوا  ليفهموا هذه الظواهر الانتخابية، اسوة بما يفعله مند  مدة علماء المناخ في مجالهم  لمعرفة اسباب التقلبات المناخية، فالذين وصلوا لا يختلفون اخلاقيا عن مرشحين كثر باحزاب سياسية، نحن في حاجة لفهم توجهات الناخبين، كيف فاجؤوا الناس وكل المحللين بهذه النتائج الكاسحة التي حققها حزب العدالة والتنمية، فأزال من خارطة سوس قلعا اتحادية ظلت صامدة تنظيميا” أكادير، ايت ملول وتارودانت” وكيف أزال الأعيان من بتارودانت من خلال عائلات انتخابية متجدرة بتربة سوس تجذر أشجار الأركان مثل آل قيوح وآل بودلال بتارودانت وآل الزركضي بأكادير، كما ذحر اسرا مثل اسرة كرم باشتوكة، وأسرة أوعمو  العريقة بتزنيت… أسر وعائلات مسنودة بقوة العرف والمال وقلع عتيدة، دحرتها سيول المصباح والدور الآن على المحللين لنفهم بهدوء هذه الظواهر.

سوس بلوس

مشاركة