الرئيسية كلمة سوس بلوس سي ابن كيران وصحبه: منطق ” مالين الكيران”

سي ابن كيران وصحبه: منطق ” مالين الكيران”

كتبه كتب في 9 سبتمبر 2015 - 20:00

بعد فوزها بغالبية الأصوات قامت أحزاب الأغلبية بتوزيع الغنيمة فيما بينها، قسمت اليوم الجهات، وهي ماضية لتقسيم البلديات والجماعات القروية والمجالس الإقليمية، نفس الشأن ستفعله أحزاب المعارضة بعد اتفاقها بدورها.

لا بد من الاعتراف بأن هذه العملية على الرغم من جانب الوجاهة التي تملي القيام بها، تبقى تزويرا لإرادة الناخبين. لأن الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع اختاروا توجها حزبيا معينا، وفوجؤوا اليوم بالتحالف يفرض عليهم منطق “اعطيني هاذ الجهة ديال الشرق باش نعطيك ديك الجهة ديال الشمال”.

فالحزب الذي اختاره الناخبون بنسبة كبيرة في منطقة معينة يعني أنهم طواقون لمعرفة ” حنة يده” اشتاقوا ليروه في سدة التسيير، وعليه أن يسود مستجيبا لإرادتهم.

الذي يحدث الآن هو العكس، فالقيادات الوطنية للأحزاب تصادر حريته التي أدلى بها خلال اختلائه بالمعزل ” باعته الأغلبيات والماعرضات ” إلى حزب فلان مقابل تنازله لحزب علان عن منطقة أخرى” دون أن يستشار من صودرت إرادتهم.

لا تختلف عملية التنازلات هذه عما يقوم به ” الشيفورات ديال الكيران” ينقلون راكبا مثلا من محطة إنزكان على أساس أنه متوجه إلى فاس  عبر الأوطوروت حيث الشريط الساحلي، لكن عند اجتياز ربع المسافة يبيعه سائق الحافلة بمراكش إلى حافلة أخرى مفلسة يؤكد له سائقها بأنها متوجهة إلى فاس عبر بني ملال، رغم انه اختار الوصول إلى العاصمة العليمة عبر البيضاء والرباط، يستمر في طريق الخذعة فيعتقله مول الكار عبر طريق طويل متعثرا إلى أن يبلغ به الأطلس المتوسط لتتوقف به في خنيفرة فتنتهي الرحلة ويجد الزبون سائقا آخر، وحافلة أخرى تنتظره  يضطر الراكب الضحية أن يستكمل الرحلة داخل حافلة مهترئة تقطع طرقا محفرة.

بهذا المنطق تعاملت الأحزاب مع الناخبين، وهي تقسم الجهات والأقاليم إلى درحة أن أحزابا حصلت على مستوى الجهة على مقاعد معدودة على رأس أصابع اليد الواحدة ومع ذلك رغبت بقوة  في أن تؤول إليها  قيادة بعض الجهات.

لا يختلف ذلك عن منطق ” مالين الكيران ما قمتم به يا سيدي ابن كيران” كم من مصوت حلم  أن يركب في حافلتكم ” الأنيقة المعطرة بالمسك وبخور مكة وبترانيم المادحين” رفقة سائق يقود الحافلة بيمينه اليمنى ليعثر على سائق يقود حافلته بيسراه ويساره.

سوس بلوس

مشاركة