أشرفت الحملة الانتخابية على الانتهاء بأكادي، فبعد ماراثون طويل بدأت الصورة بحسب متتبعين تتضح حول الخريطة السياسية المحلية المقبلة. التخمينات وتقديرات المتتبعين تمنح المرتبة الأولى لعبد اللطيف عبيد” حارس القلعة الاتحادية”.
عبيد يدخل الانتخابات ب 70 إجراء، تقف إلى جانبه الشبيبة الاتحادية والذراع النقابي للحزب، والقطاع النسائي، إلى جانب اتحاد ملاكي مجموعة من المركبات السكنية وفعاليات المجتمع المدني بالأحياء، والغاضبون على القباج من ساكنة الصفيح، بأيت تاووكت وأيت المودن وإغيل اضرضور وتيكيوين… كما يخوض الحملة إلى جانبه أغنياء الحزب المتحكمون في دواليب الفلاحة التصديرية ومحامون وقوى مهنية…وقد تمكن عبيد بحكم المهنة من التغلغل داخل القطاع السياحي بالمدينة، فاستطاع أن ينال ثقة فئة عريضة من المهنيين والمستشمرين بقطاع السياحة والمأجورين، عبيد يمتلك وحدات سياحية، له دراية بالقطاع ويأمل كل المنتمين لهذا المجال العريض أن ينتشل السياحة من حالة الترهل والتأخر جعلها تتراجع وتصاب بالشلل.
تمكن الاتحاد الاشتراكي من إيجاد الخلف من داخل الدار باختياره لعبد اللطيف عبيد القنصل الشرفي لروسيا ابن الشبيبة الاتحادية، في ظرف قياسي عاد كثير من الاتحاديين إلى قواعدهم قبيل بدء الحملة وبعضهم في عز هذه الحملة، استعاد الاتحاد عافيته. فالقباج لم يستطع أن يستميل الاتحاديين إلى جانبه.
علاقات عبيد مع صناع القرار بروسيا جعل الفاعلين الاقتصاديين يتجندون لمؤازرة مرشح الوردة يأملون أن تتوطد العلاقات بين سوس ودل روسيا وباقي الدول الاسكندنافية، كما ياملون أن تعود السياحة إلى عهدها الثمانيني، وأن يرجع الألمان إلى أكادير بتلك الكثافة التي كانوا عليها مند عقدين من الزمن.
صالح المالوكي وكيل لائحة البيجيدي رغم أنه لا يمتلك أية إضافة في تجربته الجماعية، وضعه ابن كيران على قائمة اللائحة رغم أنف مناضلين وجانب كبير من القطاع الشبيبي التي انتخبت ثلاثة اسماء لم يحضى اي واحد منها بتزكية زعيم الحزب.
غضب البيجيدي ناتج عن رغبتهم في البحث عن شخص يتمتع بكاريزما وتغلل وسط أهل الاقتصاد.
قضية رأس اللائحة على أهميتها لن تمنع العدالة والتنمية من الحصول على نتائج لن تقل على نتيجة استحقاقات 2009 ، وتخمينات المحللين والمتتبعين تمنح للمصباح احتمال احتلالهم للمرتبة الثانية بحكم ما تبقى لديهم من متعاطفين مع إيديلوجية الحزب فقد انعكست السياسة العامة للحكومة على وضعية الحزب إلى جانب أن الحزب خاض التجربة الجماعية المنتهية ولم يترك بصمات واضحة تشفع له أن يلتف حوله الناس. المتتبعون للشأن المحلي بمدينة أكادير ” الأوروبية” تجعل البيجدي بعيدا عن الإمساك بخيوط العمودية نظرا أولا لإيديلوجيته المتعارضة، وثانيا نظرا لمستواه الثقافي البسيط وعدم إلمامه بشؤون قطاع المال والأعمال.
الأحرار قوة ثالثة بحكم امتداداتهم العميقة داخل ميناء أكادير وبقطاع الصيد البحري بصفة عامة، وترشح أسماء وازنة بهذا القطاع، يأتي على رأسهم كريم فوطاط بشعبيته الواسعة بين رجال البحر، إلى جانب ذلك يوجد على رأس اللائحة قيدوم التجمعيين لحسن بيجديكن صاحب التجربة الطويلة في التسيير، داخل بلدية أكادير عبر التحالف مع الاتحاد الاشتراكي، وتحمل مسؤوليات بقطاع التعمير من بينها مشروع مدن بدون صفيح الذي أخذ فيها على عاتقه مسؤولية إعفاء أزيد من 1500 أسرة من أداء رسوم رخص البناء وستشفع له في هذه المحطة الانتخابية، إلى جانب كونه متغلغل داخل قطاع الصيد البحري، وبداخل نادي حسنية أكادير.
وخارج هذا التنافس الثلاثي الواضح يسعى مرشح البديل طارق القباج العمدة السابق لأكادير، أن يجد له موطئ بين رفاق الأمس خصوم اليوم في التشكيلة المقبلة، الرجل حاول إقناع سكان أحياء أكادير،بأنه غير الوجهة من الحزب الأم،واختار أن يكون مستقلا وأن يرتدي جلباب “الضحية “من أصدقاء الحزب وأصحاب المال. ويسعى أن تشفع له حصيلة في نيل أصوات المواطنين.
التقدم والاشتراكة والأصالة والمعاصرة بدورهما يسعيان أن يتجاوزا العتبة ويدخلا لأول مرة قصر بلدية أكادير. وكيل لائحة الكتاب الحسن نشيط استطاع أن ينسج علاقات داخل الجامعة وبالاسواق والفضاءات التجارية،وحزب الجرار يسعى لضمان نتيجة إيجابية مدعوما ببعض الأعيان، ومن الشتات الذي حصده من الغاضبين عن أحزابهم.
بركة: هبة بريس
