الرئيسية اراء ومواقف إدوسكا مقبرة للأحياء

إدوسكا مقبرة للأحياء

كتبه كتب في 29 أغسطس 2015 - 02:16

ما يقع حاليا في منطقة ايدوسكا أوفلا وما جاورها من مناطق الأطلس الصغير يبعث على الاستنكار والألم، حيت يذهب ضحية لسعات الأفاعي ولذغات الثعابين الكثير من المواطنين والمواطنات ومنهم أطفال، والسبب الرئيسي في ذلك هو انعدام المصل المضاد للسم وغياب الاسعافات الأولية، مما يؤدي الى وفاة المصابين وهم في الطريق الى مستشفى المراكز البعيدة مثل تارودانت وأكادير وتزنيت، وهدا ما أثار استياء عامة السكان، كما أدى ما يجري الى تراجع العديد من العائلات عن السفر في اتجاه المناطق الجبلية التي أصبحت بمثابة مقبرة للأحياء، والغريب أن المسؤولين ظلوا يلتزمون الصمت أمام هذا الواقع، في الوقت الدي كنا ننتظر فيه تعبئة في الأوساط الصحية لانقاد أرواح المواطنين.
ما تعرفه مناطقنا الجنوبية هو بمثابة كارثة وذلك بسبب تزايد خطر الأفاعي والعقارب التي تودي بحياة الساكنة، لانعدام العلاج المطلوب في المستوصفات بالبوادي والمراكز المجاورة، مما يؤدي الى وفاة مواطنين في الوقت الذي كان ممكنا علاجهم بسهولة لو توفر المصل المضاد لسم هذه الزواحف، والذي بسبب عدم توفره يضطر السكان الى السفر بالضحايا مسافة طويلة تنجم عنها الوفاة لانعدام الاسعافات الأولية.
إن مآسي ساكنة الأطلس الصغير مع المراكز الصحية مستفحلة و تزداد استفحالا، حيت يعاني المواطن البسيط من تماطل و إهمال وانعدام العلاجات الأولية والضرورية، مما يعرض حياته للموت، و منطقة ادوسكاأوفلا جماعة “تومليلين” ماهي الا مثال للغياب التام للعلاجات الأولية ناهيك عن تواجد المضادات والأمصال، حيت أن الطفل الضحية رشيد أوعلا الدي يبلغ من العمر 12 سنة وصل الى مستشفى تارودانت وهو في حالة حرجة ولم يلق أي استقبال من طرف المسؤولين عن المستشفى، فيما حمل مدير المستشفى المسؤولية للمستوصف المحلى الدي لم يقدم للطفل العلاجات الأولية، حيت تم نقله مباشرة الى مستشفى تارودانت الدي يبعد عن ايدوسكا مسافة 90 كيلومتر، مما جعل الطفل رشيد يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالسم القاتل للأفعى، اضافة الى الضحية السيدة عائشة من دوار تمسلغاط جماعة أمالو، التي توفيت بعد اهمال المسؤولين وعدم توفر المصل المضاد لسم هذه الزواحف.
انطلاقا من هذا الوضع المزرى نطالب المسؤولين عن قطاع الصحة بتوفير كل لوازم العلاج لأبناء وبنات هذه المنطقة وكل المناطق القروية المهمشة، احتراما لحياة المواطنين ولحقهم في التضبيب والعلاج، وانقادا لحياة الأطفال الأبرياء.
كما ندعو تنظيمات المجتمع المدني الديموقراطي الى التنسيق والتكتل من أجل الدفاع عن مطالبها و النضال لتحقيقها، والوقوف الى جانب ساكنة المناطق التي أعلنت سخطها على الأوضاع الصحية المزرية التي تعيشها، والتي نددت في وقفاتها الناجحة باستمرار الحكومة المغربية في سياستها التهميشية الإقصائية، والدي يتجلى في هشاشة جل البنيات التحتية وتردى مستوى الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، والنقص الحاد في المرافق العمومية، والحالة المزرية للمراكز الصحية وباقي المستوصفات، حيث الخصاص الكبير في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية اللوجيستيكية، و انعدام أخصائيين للأمراض المزمنة الأكثر انتشارا، وتدني مستوى الخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين، مما يشكل استهتارا بالحق في الصحة، وبؤرة قاتمة تهدد الاستقرار والأمن الصحي والاجتماعي بمنطقة الأطلس الصغير.

عادل أداسكو

 

مشاركة