الرئيسية منوعات سنة من التصعيد …… تعددت الأشكال والمطلب واحد

سنة من التصعيد …… تعددت الأشكال والمطلب واحد

كتبه كتب في 3 مايو 2012 - 00:15

الغاية، الكرامة، والوسيلة، أي شيء، بل كل شيء يمكنه أن يوصل إليها، نعم وجدنا أنفسنا مذهولين في كثير من الأحيان بما شاهدناه في الحركات الاحتجاجية من أشكال نضالية، فلم تعد تقتصر على الشعارات والوقفات والمسيرات والإعتصامات المفتوحة فقط، فمع تزايد المطالب تنوعت الأشكال الإحتجاجية، فنادرا ما كنا نسمع بمغربي أضرم النار في نفسه أو إحتج بشكل فردي أو إرتدى قناعا أو أستعمل حمارا أو تجرد من ملابسه، أو إعتلى سطوح البنايات العمومية، لكن الغريب في الأمر هو الترامي على أملاك الغير، إما بتشييد بنايات عليها أو بإحداث أسواق عشوائية ضخمة تفرخت في وقت وجيز بجل مناطق الجهة وفي مواقع تجارية إستراتيجية، زد على ذلك شل حركة المرور بالطرقات المحلية والجهوية والوطنية، ناهيك عن تنامي ظاهرة إقتحام الإداراة العمومية والجماعات الترابية والإعتصام بداخلها.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أضحت المواقع الإجتماعية متنفسا للعديد من القطاعات التي لا يخول لها القانون الإضراب،  أو الإنخراط في نقابات مهنية فقد قامت هذه الفئات بإنشاء صفحات على الفايسبوك والتويتر لتحتج من خلالها على تردي أوضاعها الإجتماعية، فعلى سبيل المثال لا الحصر الثورة التي قما بها حراس السجون وأعوان السلطة عبر الشبكات الإجتماعية في الانترنيت، هذا الأخير لم يقتصر على هذه الفئة فحسب، بل كان مكانا خصبا للتعبئة والتواصل بين نشطاء حركة 20 فبراير.

نضالات على الطريقة البوعزيزية

هي طريقة صار علة نهجها مئات الشباب بمختلف الدوائر العربية، ولم لا وهي الطريقة التي هزت أركان أنظمة كانت إلى حدود الأمس القريب بفضل مقاربتها الأمنية تظن أنها تحكم بقبضة من حديد، الحديث هنا ليس عن طريقة من الطرق الصوفية، بل هي أجساد اختارت أن تحترق محاكية لما قام به محمد البوعزيزي عندما أضرم النار في جسده بعد أن ضاقت به السبل، وبإضرامه النار في جسده أشعل فتيل الثورة في تونس ومنها إلى باقي دول المنطقة، ليسير على نهجه عشرات من الشباب المغربي خريجي الجامعات والمعاهد العليا المقهورين من قلة فرص الشغل، منهم من أراد أن يهدد بإحراق جسده عبر صب البنزين على أطراف جسمه، ومنهم من قام ومن دون سابق إنذار بإضرام النار في جسده تعبيرا عن  سخطه للأوضاع الإجتماعية القاهرة، وكذا عدم تلبية حقهم في العمل بعد سلسلة من الوعود والنضالات التي لم تجد طريقها إلى الحل السلمي ليختار التصعيد على الطريقة البوعزيزية.

يوسف عمادي : سوس بلوس

مشاركة