الرئيسية مطبخ وديكور تفاصيل ” عراسية ” عائشة ضحية اغتصاب سابق بتزنيت

تفاصيل ” عراسية ” عائشة ضحية اغتصاب سابق بتزنيت

كتبه كتب في 2 مايو 2012 - 22:28

كان الجو ربيعيا عندما استقل أعضاء جمعية “صوت الطفل” ثلاث سيارات بحر الأسبوع الماضي، متجهين صوب  دوار بضواحي تزنيت، سيارات حملت بهدايا وما لذ وطاب من أكل خاص بالأعراس من أجل الفتاة عائشة ضحية الاغتصاب.

وحار الكل هل الجمع ذاهب لإحياء عرس أم تخليدا لولادة أي حفل عقيقة، فالعروس وضعت للتو مولودة هي ثمرة اغتصاب طالها، واستماتت الجمعية بعد تبني الملف في  جهد جهيد ليعترف المغتصب بذنبه ويعترف الأب بأبوته للمخلوق الذي بدأ ينمو في أحشاء الضحية.

لقد كانت الفرحة عارمة حين تم التوافق بين جميع الأطراف، فور اعتراف الجاني بفعلته بعد الاستنطاق في رحاب المحكمة الإبتدائية بتزنبت، توافق جمع  أهل الضحية وأهل الجاني وأعضاء الجمعية وممثلو القضاء والسلطة.  تمت بعدها قراءة الفاتحة في بيت الضحية في انتظار أن تضع حملها ويثبت النسب لعقد قران الصبية المغتصبة.

تجرعت الفتاة المغتصبة خلال رحلة الانتظار هذه، مرارة نظرات محيطها، وكلام الأهل والجيران الجارح الذي كان يسري سما في بدنها، ويزيد من سقمها وشحوب لونها. صبرت الفتاة المغتصبة  واستحملت الذل والهوان ، كان عزائها  زيارات زوج المستقبل وأهله، و التواصل المستمر مع أفراد الجمعية الذين ما فتئوا يطمئنون عليها، ويعرجون على الجاني لتذكيره بما يستلزمه الموقف من إجراءات.

كان الحفل يومها  مزدوجا فمن فرحة بالفتاة  الأم  الذي لبست وتزينت كأحلى عروس، إلى فرحة بمولودة هدأت فجأة وصارت في نوم عميق كأنها ترفض أن تعكر صفو الاحتفال بأمها العروس.  وكانت أجواء من الغناء والرقص تقاسمها الأهل مع الجيران والأحباب، مع حيرة العروس الأم  الحضور في نوبات ضحك وبكاء. ماذا يضحكها أفرحة إنقاذ الشرف وماء الوجه أم انتصار وفرحة إنقاذ صبية من الضياع، وماذا يبكيها أطفولة مغتصبة وحلم ذبيح، أم عيش واقع كرهته قبلا وحياة فرضت عليها فرضا.

قبلتها والدتها وطبطب عليها والدها ولسان حاله يقول: صبرا صغيرتي فما كل ما يتمنى المرء يدركه ، امسحي دموعك صغيرتي واضحكي ملأ رئتيك، ضمي طفلتك إليك صغيرتي واحرصي عليها، ابقي عينيك مفتوحتين  وحاذري من أن تقع فلذة كبدك بين مخالب ذئاب متوحشة، احذري من أن تتكرر مأساتك  من جديد صغيرتي احذري.

الصورة من الأرشيف

سوس بلوس 

مشاركة