الرئيسية مجتمع فسحة رمضان .. “الكارطة” أو “ضمس و تيك” حتى يطلع الفجر

فسحة رمضان .. “الكارطة” أو “ضمس و تيك” حتى يطلع الفجر

كتبه كتب في 22 يونيو 2015 - 22:47

أرا واحد البونت و هاك صرف هادو حبل” يصيح شيخ طاعن في السن و هو يرمي ورقة من يده بعدما انهمك في لعب “الرونضة” رفقة أخرين في مقهى الحي المكتظ عن بكرة أبيه بهواة لعب الورق من أجل تمضية الوقت في مساءات رمضان العليلة.

في رمضان أغلب المقاهي الشعبية تطفئ شاشات التلفاز و تعوض صدحات الشوالي و أهات رؤوف خليف و ترانيم فارس عوض و تغريدات فهد العتيبي بطاولات مخصصة للعب الورق و بالضبط “الرونضة” ، هاته اللعبة التي يتقنها الصغير و الكبير معا و التي

“أرا واحد البونت و هاك صرف هادو حبل” يصيح شيخ طاعن في السن و هو يرمي ورقة من يده بعدما انهمك في لعب “الرونضة” رفقة أخرين في مقهى الحي المكتظ عن بكرة أبيه بهواة لعب الورق من أجل تمضية الوقت في مساءات رمضان العليلة.

في رمضان أغلب المقاهي الشعبية تطفئ شاشات التلفاز و تعوض صدحات الشوالي و أهات رؤوف خليف و ترانيم فارس عوض و تغريدات فهد العتيبي بطاولات مخصصة للعب الورق و بالضبط “الرونضة” ، هاته اللعبة التي يتقنها الصغير و الكبير معا و التي يكثر لعبها في هذا الشهر الفضيل.

قانونها سهل و بسيط جدا حيث تتطلب لاعبين اثنين أو أربعة حسب الاختيار ، توزع الأوراق بالتساوي بين اللاعبين على شكل مراحل ثم يشرع الكل تباعا في رمي ورقة من يده و “أكل” ما تيسر له من “القاعة” حسب القانون المعمول به ، و على طاولة اللعب يوجد ما يسمى ب “الخلاص” و هي عبارة عن ثماني قطع صغيرة يسميها العارفون بخبايا اللعبة ب “البونت” فضلا عن ست قطع طويلة الحجم و تدعى “الحبل” ، هذا الأخير يساوي في قوانين اللعبة خمسة قطع صغيرة.

تنطلق اللعبة بعد توزيع الدفعة الأولى من الأوراق فيصيح أحدهم “رونضة” ، و قبل أن يمنحه صاحب “الخلاص” قطعة صغيرة يصيح أخر “رونضة في جوج” ، يحتدم اللعب و ينهمك الكل في جمع أكبر حصة من الأوراق على إيقاع التنابز و التراشق اللغوي و المستملحات.

“الكارطة” ليست حكرا على الشيب بعينهم ، كما أنها لا تلعب بالضرورة في المقاهي ، فغير بعيد عن هاته الأخيرة و بالضبط في “راس الدرب” يجتمع شباب الحي بعد عودتهم من صلاة العصر ب”الكراج” الذي تحول مؤقتا لمسجد ، يلبسون “فوقيات” بيضاء و يجلسون القرفصاء أو على قطع “كرطون” يداعبون الورق لتمضية الوقت في انتظار ظهور زملاء اخرين لهم مازال لديهم “السوفل” لإجراء مقابلة في كرة القدم.

“ميسة” ، “جبتها بالراي” ، “ترينكة” ، “دفع صغير” و غيرها مصطلحات يتم تداولها بكثرة أثناء لعب “الرونضة” ، هاته اللعبة التي دخلت المغرب من أوروبا حيث و حسب مراجع تاريخية فقد ظهرت لأول مرة في إيطاليا بداية القرن العشرين إبان الحرب العالمية الأولى حيث يحكى أن الجنود الإيطاليين هم أول من اخترع هاته اللعبة لتمضية الوقت في الثكنات العسكرية ، غير أنها و حسب ذات المراجع القليلة التي تحدثت عن الأمر لم تكن في بداياتها بنفس عدد الأوراق و لا القوانين التي هي عليها الآن و كان اسمها في الأول “تيك” ، و لما دخلت المغرب في فترة الاستقلال تم تحيينها و تغيير شكل أوراقها و قوانينها إلى أن اصبحت واحدة من أكثر لعب الأوراق شعبية في المغرب.

هكذا هي اذن بعض من عادات المغاربة في هذا الشهر الفضيل ، صلاة و عبادة و ترويح عن النفس يختلف شكلا و مضمونا من شخص لآخر، لكل هواياته و طريقته في تمضية الوقت ، فبين عاشق للرياضة و “الفوتينغ” و التسوق و الإبحار في عالم الحواسيب و مشاهدة الأفلام و بين أخرين فضلوا “ضميس” الكارطة على إيقاعات “رشم و خلص” حتى يطلع الفجر…..

ياسين الضميري

مشاركة