الرئيسية سوس بلوس TV الملتقى الإفريقي لمنتجي ووسطاء ومسوقي الأسمدة باكادير

الملتقى الإفريقي لمنتجي ووسطاء ومسوقي الأسمدة باكادير

كتبه كتب في 28 أبريل 2012 - 19:00

خطوات عملية ينهجها المجمع لإستصلاح و تأهيل التربة الأقل خصوبة في إطار سياسة البحث و الإبتكار سعيا لمواكبة التحديات المطروحة في المجال الفلاحي، احتضن المجمع الشريف للفوسفاط، فعاليات الملتقى الإفريقي لمنتجي ووسطاء ومسوقي الأسمدة، الذي عقد أشغاله بمدينة اكادير في نسخته الثالثة أيام  18 و19 أبريل نهاية الأسبوع الماضي، وذلك تزامنا مع مخطط المجمع من اجل تعميم تجربة تهم تطوير استراتيجية إعداد خريطة خصوبة التربة موجهة إلى العديد من الدول الإفريقية، وهي التجربة التي سبق وأن طبقها المشرفون عن المشروع على الأراضي المغربية من خلال تحفيز الفلاح على استعمال المخصبات داخل الأراضي الأقل خصوبة، بحيث يسعى مسئولو المجمع توسيع التجربة لكي تشمل بلدانا إفريقية أخرى من اجل المساهمة في تفعيل إمكانيات وميكانزمات إحداث ثورة خضراء في ربوع القارة السمراء.
ولكي يلقى هذا الحدث الإقتصادي الذي إجتذب أزيد من  500 مندوب، وأكثر من 60 دولة من مختلف بقاع العالم، من نخبة كبار المنتجين والمستوردين والموزعين والوكالات العاملة في الميدان من جميع أنحاء أفريقي، تأكيدا على الاهتمام الدولي بتحديات المشروع. عمل المكتب الشريف للفوسفاط على تطوير أسمدة جديدة تتلاءم مع خصوصيات مختلف الأتربة عبر ابتكار و تطوير صيغ منتجات تفعل العوامل المحفزة لرفع خصوبة الأراضي وفق متطلبات التربة بغية تنمية إنتاجيتها من خلال تقوية مردوديتها الفلاحية.

 وفي هذا السياق، أعلنت فرق مجمع الفوسفاط عن منتوجات جديدة للأسمدة، في اطار سياستها المرتبطة بمجال البحث والإبتكار بغية توفير حلول ملائمة في حدود حاجيات المحاصيل ومختلف أنواع التربة، ومن أبرز هاته المنتجات سماد «تيراكتيف»، الذي يلعب دور السماد ويساهم في جلب الكالسيوم والكبريت لكي يحقق استجابة تفاعلية لمتطلبات ترميم التربة، هذا المنتوج، يشكل حسب محمد بنعبد الجليل، المدير التنفيذي المكلف بالقطب التجاري للمجمع «حلا مندمجا للتخصيب، يمكن بفضل تشكيلته  التركيبية المعتمدة  بشكل أساسي على الصخرة التفاعلية للفوسفاط المغربي، أن يلعب دور المعدل عبر إجتذاب مادتي الكالسيوم والكبريت. ليتمكن عبر عناصره المخصبة من استصلاح وتعديل مكونات أتربة الأراضي الأقل خصوبة وزيادة إنتاجيتها. وبالموازاة مع ذلك ينمو معدل إيراداتها بشكل متواز مع حجم الإنتاج.

 وأبرز بنعبد الجليل أيضا خلال مداخلته ضمن أشغال المؤتمر أن الفلاحة بإفريقيا  حاليا تعاني من الهشاشة في مكونات أتربة أراضيها الصالحة للزراعة، مرده ضعف استعمال الأسمدة، وهو الواقع الذي يكرس وعلى نطاق واسع ضعف إنتاجية الأراضي الإفريقية ومعدل خصوبته مما يساهم في استنزاف تربتها. ومن خلال هذا المنظور يضيف المدير التنفيذي المكلف بالقطب التجاري للمجمع، أن المجمع الشريف للفوسفاط إنخرط منذ ثلاث سنوات في استراتيجية ذات إرادة قوية ومسؤولة من اجل دعم وتوجيه سبل الإبتكار والبحث العلمي لتنمية الفلاحة الإفريقية.

ومن أجل تجاوز هذه الوضعية الحالية، أشار المتدخلون خلال أشغال اليوم الثاني لهذا المنتدى أن موضوع تحسين الإنتاجية الزراعية، أصبح من المواضيع التي أضحت من الأولويات الأساسية لدى صناع القرار السياسي، بهدف بلورة استراتيجيات فعالة ومناسبة من أجل التصدي لضعف الإنتاجية والعمل على ضمان الأمن الغذائي. وفي هذا الصدد، أشارت إحصائيات المجمع الشريف للفوسفاط إلى عدم تجاوز معدل استهلاك القارة الإفريقية للأسمدة عتبة 8 كيلوغرامات للهكتار الواحد في السنة، مقابل 120 كيلوغراما للهكتار الواحد سنويا في بقية دول العالم. لذلك يظل استعمال الأسمدة، يضيف مسؤولو مجمع الفوسفاط، الحل الواقعي الوحيد على المديين المتوسط والطويل لتجاوز التبعات السلبية لضعف استخدام الأسمدة، التي ساهمت في انخفاض الإنتاج الزراعي في القارة بنسبة 3 في المائة سنويا خلال العقود الأخيرة، وتدهور الأراضي القابلة للزراعة، وزيادة تدمير الغابات.
وحسب المؤشرات التي تم تقديمها خلال الجلسات العامة للملتقى وفق بلاغ المجمع الشريف للفوسفاط، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج الفلاحي في القارة الإفريقية إلى نسبة قد تصل 30 في المائة خلال السنوات ال15 المقبلة إذا لم يتم تدارك الأمر ورفع نسبة استخدام الأسمدة من قبل المزارعين في القارة السمراء، خاصة أن القطاع يحتل مكانة هامة في الاقتصاديات الإفريقية، إذ يشغل حوالي 60 في المائة من مجموع السكان النشيطين في القارة السمراء، كما يهيمن على 20 في المائة من صادرات السلع، ويمثل 17 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويؤمن حوالي 40 في المائة من مداخيل العملات الأجنبية.

يوسف عمادي : سوس بلوس

مشاركة