الرئيسية مجتمع هكذا انتقل مشاهير مغاربة من «الزلط» إلى «الترفيحة»

هكذا انتقل مشاهير مغاربة من «الزلط» إلى «الترفيحة»

كتبه كتب في 24 مايو 2015 - 22:29

فلاش بريس – كوثر كمار

هم مشاهير مغاربة استطاعوا أن يغيروا مسار حياتهم وأن يحققوا أحلاما لطالما راودتهم منذ الطفولة، بالرغم من الظروف الصعبة التي عاشوها. منهم من كان يبيع في الأسواق، ومنهم من كان مشردا في الشارع.. إلا أنهم سلكوا طرقا مختلفة قادتهم في النهاية نحو الشهرة والمال. معظم هؤلاء بمجرد ما يصبحون مشاهير في حياتهم يفضلون الصمت وعدم البوح بماضيهم تفاديا للإحراج، فيما يكشف آخرون عن أسرارهم بكل افتخار واعتزاز..  في الملف التالي تسلط «الأخبار» الضوء على قصص مغاربة مارسوا مهنا بسيطة قبل معانقة الشهرة.

عبد الله ديدان كان ينام في المقابر ويبيع التوابل بالتقسيط
نشأ الممثل المغربي عبد الله ديدان في حي شعبي يدعى «راس الشجرة» بمدينة سلا، وعاش طفولة صعبة بعد طلاق والديه. قضى ديدان فترة طويلة في الشارع، حيث كان ينام في عدة أماكن، من بينها المقابر، كما أدمن على المخدرات في سن جد مبكرة.
اضطر ديدان من أجل تأمين حاجياته الخاصة، إلى ممارسة عدة مهن، من بينها بيع التوابل بالتقسيط في السوق والنجارة.
وبموازاة مع ذلك، ظل عبد الله متشبثا بحلمه، إذ كان يقضي بعض الوقت في دار الشباب إلى أن شاءت الأقدار أن يلتقي بالفنان المسرحي أنور الجندي الذي انتشله من الضياع، بعدما آمن بموهبته وأشركه في العديد من المسرحيات، من بينها «كلها يلغي بلغاه» و«سعدي براجلي» و«الدبلوم والدربوكة»، والتي كانت بوابته نحو الشهرة، فضلا عن أن المخرج عبد المجيد فنيش ألحق ديدان بفرقته المسرحية وأشركه في مهرجان المسرح العربي بالرباط، سنة 1986، مقابل أجر لا يتعدى 200 درهم.
بالاضافة إلى المسرح شارك الممثل المغربي عبد الله ديدان في العديد من الأعمال التلفزونية أشهرها «شجرة الزواية» و«دواير الزمان» و«السراب»، ناهيك عن العديد من «السيتكومات»، ضمنها «أنا وياك» و«هذا حالي».
بعدما عانق الفنان عبد الله ديدان الشهرة، اشتغل والده بالفرقة المسرحية التي يرأسها الفنان المسرحي عبد الله الجندي، وكان مكلفا بالإنارة على خشبة المسرح، وهو الذي كان ضد ولوج ابنه عالم الفن وخيره ما بين المنزل والشارع.
تمكن عبد الله ديدان من مصالحة والده، رحمه الله، واستطاع أن ينشئ أسرته الصغيرة بعدما كان محروما من دفء الأسرة.
يقول عبد الله إن زوجته عوضته حنان الأم فضلا عن ابنتيه اللتين تمثلان مصدر سعادته.

حجي: «جمعت المال من أجل ضمان مستقبل أبنائي»
ولد مصطفى حجي في بلدة إفران الأطلس، التابعة لتراب عمالة كلميم جنوب المغرب، حيث عاش ظروفا صعبة، قبل أن يهاجر إلى فرنسا رفقة أسرته في سن جد مبكرة، حيث تعلم فن كرة القدم بمراكز للتكوين مع الفئات العمرية لفريق نانسي وبات أساسيا في صفوف الفريق الأول.
وكشف مصطفى حجي، خلال استضافته ببرنامج «رشيد شو» على القناة الثانية، أنه، بعد مسيرة طويلة من اللعب، جمع بعض المال من أجل إنجاز مشاريعه الخاصة، سيما وأنه يقدر قيمة الدرهم لأنه يتحدر من أسرة فقيرة وعاش ظروفا صعبة خلال مرحلة الطفولة، إلا أنه بفضل عزيمته وموهبته تمكن من تجاوز كل الصعاب.
شق حجي طريقه نحو الاحتراف، إذ أحرز على جائزة أحسن لاعب في كأس أمم إفريقيا 1998، ونال الكرة الذهبية الإفريقية. وبعدما تألق في صفوف المنتخب المغربي، خاصة في مونديال 1998 بفرنسا أمام منتخبات البرازيل واسكتلندا والنرويج، حيث أحرز هدفا رائعا في مرمى النرويج، أخذت العديد من الأندية الأوربية تتهافت على ضمه إلى صفوفها.

فركوس عمل حمالا بسوق الجملة للخضر والفواكه بمراكش
نشأ عبد الله التيكونيا، الشهير بـ«فركوس»، في أحد الأحياء العتيقة بعاصمة النخيل، حيث بدأ من الصفر وغير حياته ليصبح من بين أشهر الفنانين بالمغرب.
يحكي «فركوس»، في حديثه مع «الأخبار»، أنه عاش طفولة عادية مثل سائر الأطفال خالية من المشاكل، وأنه لم يكن يمتهن أية حرفة خلال مرحلة الطفولة. لكنه عندما بلغ من العمر 18 سنة اضطر للعمل حمالا في سوق الجملة للخضر والفواكه بمراكش، والذي كان يقصده مطلع كل فجر لتدبير رزقه من خلال عمله مياوما في شحن وإفراغ الشاحنات.
ويضيف «فركوس» قائلا: «كنت أعمل من أجل الحصول على لقمة العيش وإعالة أسرتي، والآن عندما أرى الطلبة يعملون في العطل الصيفية أشجعهم على ذلك لأنهم يذكرونني بشبابي»، قبل أن يؤكد أن سر النجاح في المسار المهني هو الاجتهاد والإصرار على تحويل الحلم إلى حقيقة.
وبالموازاة مع العمل، كان عبد الله «فركوس» يعشق المسرح، إذ كان يتدرب مع «فرقة الوفاء المراكشية»، وشارك في العديد من المسرحيات ليشق طريقه نحو عالم الشهرة.
وإلى جانب المسرح، شارك «فركوس» في العديد من الأعمال التلفزيونية، أشهرها فيلم «سكن تروح تريح»، و«طريق مراكش» و«ولد مو» و«شريط الماكينة» و«المكروم». وبالإضافة إلى التمثيل ولج عبد الله «فركوس» عالم الإخراج والإنتاج.
لم يكتف عبد الله بالاشتغال في الفن، بل إنه يملك محلا للجزارة، افتتحه سنة 1996 بعد حصوله على قرض بنكي بتشجيع من أصدقائه الذين نصحوه بالاستثمار في مشروع خاص، بعدما اكتسب تجربة من خلال عمله في أحد محلات الجزارة بأحد الأسواق المركزية بمراكش.
فضلا عن ذلك، يملك «فركوس» محلا لبيع الزيتون ومطعما متخصصا في الأكلات المغربية، من بينها «الطنجية المراكشية»، وهو المطعم الذي افتتحه أخيرا.

الستاتي كنت أبيع التحف القديمة في «جوطية درب غلف»
يتحدر عبد العزيز العرباوي، المعروف بـ«الستاتي» من منطقة العونات بالجديدة. غادر الدراسة في سن مبكرة وعمل في الحقل مع والده، قبل أن يقرر التوجه نحو مدينة الدار البيضاء والاعتماد على نفسه.
ويحكي الستاتي، في حديثه مع «الأخبار»، أنه خرج في سن مبكرة من المنزل تجاه الدار البيضاء حيث كان يعمل في البيع والشراء، خاصة بـ«جوطية درب غلف».
ويضيف الستاتي قائلا: «اعتمدت على نفسي بفضل والدي الذي علمني معنى الصبر والثقة بالنفس، فلم أكن أتوقع الوصول إلى الشهرة أو جمع المال، لإن هدفي منذ البداية كان هو الغناء واقتناء آلة الكمان للعزف عليها».
بدأت قصة الستاتي مع الموسيقى الشعبية برفقة عمه الفنان الشعبي الشهير بوشعيب بالرحال، الذي كان بمثابة المعلم الأول له ومثل له مصدر إلهام كبير. دفعه عشقه للكمان إلى المشاركة في العزف مع الفرق المحلية في حفلات الأعراس والمواسم وحفلات الختان.
وعند عودة الستاتي إلى منزله في إحدى المناسبات لزيارة أهله، صادف احتفالات موسم سيدي غالب، حيث التقى بفرقة تبحث عن عازف كمان فانضم إليها واستمر برفقتها أربع سنوات، وأحيى مع هذه الفرقة العديد من الحفلات والمهرجانات وعزف معها جميع الإيقاعات الشهيرة في تلك الفترة، «العيطة»، «المرساوي» و«الزاري»..
سجل المطرب عبد العزيز الستاتي سنة 1983 شريط «كاسيط» بعنوان «لميمة الصابرة ديما». هذه الأغنية لقيت نجاحا ورواجا كبيرين، ليعيد الشاب «خالد» تقديم الأغنية بصوته.
سنة 1985، أنشأ عبد العزيز الستاتي فرقته الخاصة وحقق نجاحات كبيرة، سيما مع إصداره شريطين جديدين على التوالي سنتي 1986 و1987 بعنوان «مولات لعيون الكبار» و«زينة التبسيمة».. ليواصل

بذلك مسيرته الفنية إلى أن أصبح يتربع على عرش الأغنية الشعبية.
نجح الستاتي بفضل الفن في تغيير حياته من طفل فقير يعيش في البادية، إلى مطرب شعبي مشهور وغني، إذ يمتلك ضيعية فلاحية بمنطقة دكالة.

الداودية.. طردها والدها من المنزل بعد تشبثها بالغناء
ولدت الداودية أو هند حنوني، بحي سيدي عثمان بالدار البيضاء، إلا أنها لم تمكث به طويلا، إذ وجدت نفسها بالشارع بعدما طردها والدها المحافظ من المنزل في سن المراهقة، وذلك بعدما أعلنت عن تمردها ورغبتها الجامحة في ولوج عالم الغناء.
عاشت الداودية طفولة صعبة عند خروجها من المنزل، إذ قضت ثلاث سنوات كاملة بعيدة عن حضن الأسرة.
فبسبب رفض أسرتها للغناء غيرت هند اسمها إلى «الشابة زينة»، وأخذت تؤدي أغنيات من فن الراي، لكنها لم تلق الشهرة التي كانت تطمح إليها رغم نجاح أغانيها، لتغير الوجهة نحو الفن الشعبي المغربي، إذ تعلمت العزف ببراعة على آلة الكمان، لتصبح من أشهر مغنيات الشعبي بالمغرب، وذلك بفضل المغني الشعبي سعيد الصنهاجي الذي مد لها يد المساعدة خلال بدايتها الفنية.
بعدها أحيت زينة الداودية الكثير من السهرات في المغرب وخارجه، وأصدرت العديد من الأغاني التي لاقت نجاحا واسعا.
وبعد الظروف المزرية التي عاشتها، تمكنت الداودية من الحصول على المال والشهرة بفضل الفن الشعبي.
ويرى البعض أن الداودية، بالرغم من نجاحها على مستوى الأغنية الشعبية، فإنها تطمح إلى اكتساح السوق الخليجية، خاصة بعدما طرحت أغنية «عطيني صاكي» بإيقاع خليجي، وهي الأغنية التي لاقت انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى جانب الغناء، كان يمكن أن تصبح الداودية لاعبة كرة القدم، إلا أنها فضلت الغناء طريقا لمعانقة الشهرة.
فقد سبق لهند الحنوني أو الداودية أن مارست كرة القدم مع فريق اتحاد سيدي عثمان، قبل أن تصبح رئيسة له، وتلقت دعوة للانضمام إلى منتخب عصبة الدار البيضاء في بداية التسعينات، قبل تجريدها من صفة رئيسة للفريق النسائي للحي، إثر «انقلاب» قاده اللاعب الدولي السابق رضوان العلالي، الذي خلق جبهة رفض لرئيسة تقضي جل أوقاتها في السهرات، فأعلن نفسه رئيسا للفريق دون اعتراض من الداودية التي انشغلت بالسهرات الفنية.

موس ماهر: كنت أبيع «ميكة كحلة» و«كرواصة»
موس ماهر، فنان مغربي اسمه الحقيقي مصطفى المهراوي، من مواليد مدينة أحفير بالمنطقة الشرقية.
عاش طفولة مليئة بالمغامرات، إذ اشتغل في العديد من المهن من أجل توفير مصروف الجيب والاعتماد على نفسه.
ويحكي ماهر، في حديثه مع «الأخبار»، أنه كان يبيع «كرواصة» وأكياس البلاستيك السوداء، بالإضافة إلى المثلجات والعصائر، عندما كان يبلغ من العمر 14 سنة. مضيفا أنه «إذا كان العديد من الفنانين يخجلون من ماضيهم ويرفضون التحدث بصراحة عن طفولتهم، فأنا أفتخر بالمهن التي زاولتها لأنني كنت أعتمد على نفسي».
وبالموازاة مع الاشتغال في الأعمال الحرة، كان ماهر يعشق الغناء بشكل جنوني، ويشارك في العديد من الأنشطة المدرسية والحفلات والأعراس، إلى أن نجح في تكوين فرقته الموسيقية. قبل أن يقرر الهجرة إلى فرنسا، حيث اشتغل في مجال الحلاقة وأحيى العديد من السهرات الفنية. وبعد إصداره لأغنية «لحماق حماقي» فتحت له أبواب الشهرة بالمغرب.
وكشف ماهر أن الفن غير مجرى حياته، فبعدما كان يعمل حلاقا أصبح مالكا لصالون حلاقة بفرنسا يشغل فيه حوالي أربعة عشر شخصا.
ويرى ماهر أنه من الصعب حاليا أن يستطيع شخص ما تحقيق أحلامه، سيما في المجال الفني، في ظل وجود أعداء النجاح الذين يحاولون جاهدين محاربة الأشخاص المتميزين.

باسو.. احترف الفخار وكان يبيع التمر لزملائه في المدرسة
محمد باسو، كوميدي مغربي يتحدر من مدينة زاكورة، وتحديدا من منطقة «تامكروت»، حيث عاش طفولة استثنائية مليئة بالمغامرات.
روى باسو، في تصريحات صحفية، أنه كان يتغيب عن المدرسة ويذهب إلى الواحات المجاورة للدوار الذي كان يقطن به، من أجل جمع التمر وبيعه لزملائه في الفصل، مقابل ريال لكل تمرتين.
وبالرغم من المغامرات التي كان يخوضها، فإن باسو كان طالبا مجدا في دراسته وحصل على الإجازة في اللغة الإنجليزية من جامعة ابن ازهر بأكادير. وبموازاة مع الدراسة، كان باسو يعمل في حرفة الفخار وهي مهنة ورثها عن أجداده وتعلمها منذ طفولته.
غير أن حلم معانقة الشهرة ظل يراود محمد باسو لكنه لم يكن يتوقع أن يحققه يوما ما، إلا بعد مشاركته في برنامج المسابقات «كوميديا»، حيث أبرز مواهبه ليتمكن من الفوز باللقب سنة 2009، وحصل حينها على قيمة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم، ليشكل البرنامج بالتالي مرحلة مفصلية في حياته، جعلته يدخل الشهرة من أبوابها الواسعة.
وشارك الكوميدي باسو في العديد من السهرات بمدن المملكة، كما شارك في برنامج «كافي كوميدي»، بالإضافة إلى فيلم «كلها وريو» من إخراج فريدة بليزيد. ويقدم الكوميدي ذاته على قناة «ميدي 1 تي في» برنامج «حرفة وعناية» الذي لا تتعدى مدته أربع دقائق.

إيكو: بعت «التحميرة» في ساحة جامع لفنا
ترعرع الكوميدي عبد الرحمان أوعابد، الملقب بـ«إيكو» وسط حي شعبي بمدينة مراكش. ورغم تفوقه، خلال مساره الدراسي، فإنه اضطر إلى مغادرة مقاعد الدراسة عندما كان يدرس بالسلك الثالث إعدادي، بسبب ظروفه الاجتماعية خاصة بعد وفاة والده.
وكشف «إيكو»، في حوار إذاعي، أنه اشتغل في العديد من المهن من أجل إعالة أسرته، من قبيل بيع «الفلفل الأحمر» أو «التحميرة»، لدى محل للبقالة بساحة جامع لفنا، فضلا عن امتهانه الجبس والصباغة.
وأقر الكوميدي أوعابد بأنه عمل مع فرقة «الدقة المراكشية» التي تنشط في الأعراس، وعمل مساعدا في فرقة موسيقية قبل أن يخوض تجربة التنشيط الإذاعي بمدينة مراكش.
لم يكن عبد الرحمان أوعابد يعلم أنه سيصبح من بين أشهر الكوميديين بالمغرب، إلى أن شاءت الأقدار وتحققت أحلامه عن طريق الصدفة. وذلك بفضل صديق له يدعى (رشيد) صوره بالهاتف النقال وهو يغني بطريقة كوميدية، لتنتشر مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم تداولها على نطاق واسع.
وبالرغم من لفته انتباه عدد كبير من المعجبين، فإن «إيكو» لم يسلم من انتقادات البعض، خاصة بسبب «سكيتش مول الحانوت» الذي قدمه خلال حفل سهرة رأس السنة على القناة الثانية، والذي اعتبره رواد «الفايسبوك» الأمازيغ مسا بكرامتهم.
عاش «إيكو» حالة نفسية صعبة، خاصة بعد الإساءة إلى والدته من قبل منتقديه ليقرر الاعتزال، لكنه سرعان ما تراجع عن قراره ليواصل مسيرته الفنية.
ويحكي أوعابد أو «إيكو» أنه لم يكن ينوي الإساءة إلى الأمازيغ لأنه يتحدر من أصول أمازيغية، وسبق له بدوره أن اشتغل في محل للبقالة بجامع لفنا، مشيرا إلى أنه ينقل الواقع المعيش كما هو عن طريق الفن.

 عماد بلفقير  : «العديد من الفقراء صنعوا التاريخ»

  •  ما هي الخطوات التي يجب اتباعها من أجل النجاح في الحياة المهنية؟

 في تقديري، هي خطوة واحدة، بعدها تجد نفسك في سباق الألف ميل.. إنها الشغف.
والشغف إحساس داخلي قوي جارف، له قدرة غريبة على ضبط منبهك الداخلي، وصدق القائل: «إذا لم تعمل ما تحب، أحب عملك».. وفي هذا إشارة إلى أن الشغف يجعل من عملك مجال إبداع بلا حدود وجهدا بلا كلل ولا ملل، فتنصهر فيه وينصهر فيك… حينها تضرب موعدا مع التألق في حياتك العملية. ولنتذكر أن الجبان لا يبدأ والضعيف لا يستمر.
هذا الشغف يفتح باب العلم والعمل، العلم بوصفه إلماما واسعا وشاسعا بمجال عملك، وتذكرة سفر إلى عالم المعرفة، والعمل جهد وبذل وتحفيز لمواطن القوة بداخلك.

  • كيف يمكن لشخص ما أن يصبح متميزا عن الآخرين؟

يمكن للشخص أن يكون متميزا بأن يكون هو نفسه، لا صدى لأصوات بأماكن أخرى، وأن يتجنب أن يكون نسخة مكررة.. أن يكون ذاته ويفتخر بتفرده، فاختلافك علامة فخرية ربانية من توقيع الخالق، اختلافك يعطي المعنى للحياة، ويجعل قوس قزح أبهى وأجمل وأحلى وأغلى… فتجرأ على الاختلاف، فكر باختلاف واعشق باختلاف.

  • يرى كثيرون أن الفقر يحول دون النجاح في الحياة، هل هذا صحيح؟

قال أحدهم: «إذا ولدت فقيرا، فهذا ليس ذنبك، لكن إذا مت فقيرا، فهو ذنبك».
النجاح في الحياة جملة غير مفيدة، غامضة، تعني أي شيء وكل شيء، النجاح يرتبط بهدف، والغني الذي لا يصل إلى هدف أو يعي أن أهدافه سراب وأحلامه أوهام، هو فاشل بامتياز. كذلك أمر من يرى أن الفقر يمثل عائقا، وشواهد التاريخ على ذلك كثيرة وفي كل الأحقاب والأزمان. فالعديد من الفقراء والأغنياء على السواء صنعوا التاريخ ونحتوا أسماءهم وأفعالهم بجدار الفخر.

  • هل تؤيد ما جاء في كتاب «فكر.. تصبح غنيا» لنابليون هيل؟

«فكر.. تصبح غنيا» لنابليون هيل، من الكتب الملهمة والقوية على المستوى العالمي. الكاتب لملم شتات تجربة أغنى الأغنياء ونثرها حروفا سائغة للقراء.. لكني أعتقد أن الكتاب كان يجب أن يبرز لنا «كيف نفكر لنصبح سعداء لا أغنياء».

كوثر كمار

مشاركة