الرئيسية مجتمع قتلة الكلاب..مدنيون مسلحون مهمتهم القتل

قتلة الكلاب..مدنيون مسلحون مهمتهم القتل

كتبه كتب في 15 أبريل 2015 - 20:42

 قليل من المغاربة يعرف أن عملية تطهير أو بالأحرى الحد من ظاهرة انتشار الحيوانات الضالة، والزواحف والحشرات من شوارع المدن تتطلب رصد ميزانية مالية ضخمة من المال العام، وإمكانيات بشرية مؤهلة لمواجهة هذه الظواهر التي تشوه المناظر العامة بحواضر المملكة. العملية يتصدى لها موظفون وأعوان يتلقون أجورا من المالية العمومية للدولة مقابل إبادة الحيوانات الضالة والقضاء على الكائنات التي تهدد أمن المواطنين.

العديد من المواطنين يذهبون ضحايا الكلاب المتشردة في كثير من المناطق المغربية. هذه الحيوانات التي باتت تهدد سلامة وصحة سكان المغرب الشرقي جعلت السلطات المحلية تعتمد استراتيجية صارمة لمواجهتها: القتل. ففي ظل صعوبة التغلب والقضاء على آفة الكلاب المنتشرة في كل مكان، ما دامت الطرق العلمية والطبية الأكثر فعالية تبقى مكلفة جدا وتتطلب الكثير من الأطر المؤهلة من ذوي الاختصاص، ما زالت المجالس المحلية المنتخبة تتعامل مع الظاهرة وفق نمط قديم وكلاسيكي، من خلال اعتماد وسيلة قتل الحيوانات الضالة وخاصة الكلاب والقطط عن طريق الذخيرة الحية والتخلص منها في المطارح العمومية. ويبقى الحل الوحيد حسب العارفين بخبايا هذه الأمور هو تفويت هذا القطاع لشركات أجنبية في إطار التدبير المفوض كما هو الشأن بالنسبة لقطاع النظافة والماء والكهرباء وغيرها من القطاعات الأخرى.
قتل الكلاب مهمة يشرف على تنفيذها موظفون وأعوان بالجماعات الحضرية والقروية يشتغلون تحت إمرة المصلحة الطبية والبيطرية لهذه المرافق. هاته الفئة من المجتمع تعيش على الدم وتكسب قوتها من قتل الحيوانات الأليفة وبصفة خاصة الكلاب، التي تحولت – مع كثرة المتشردة منها – إلى كائنات شرسة تمثل خطرا محدقا بكل المارين بشوارع المدن وساحاتها العامة.
ثمة مرفق عمومي يجند موظفين وأعوانا ويرصد ميزانية مالية لقتل الكلاب في أحياء وشوارع مدننا عن طريق الذخيرة الحية. عالم قتلة الكلاب يتضمن مفارقات غريبة والطرق التي يتبعونها في تنفيذ مهامهم لا تخلو من الإثارة، وقد حاولت “الأخبار” تتبع سبل عملهم وشاهدت الرصاص وهو يخترق أجساد الكلاب الضالة، دون أن ننسى النبش في واقع الحال المزري والكارثي للفئة التي تشتغل في هذا المجال، وما تعانيه من احتقار واضطهاد من طرف المجتمع الذي لم ترحم نظراته الحادة هذه الفئة التي كرست حياتها لخدمة المواطن الذي لم يرغب يوما في الاعتراف بالدور الكبير الذي يقومون به من أجل حماية صحة المواطنين والمواطنات من خطورة هذه الحيوانات.

فلاش بريس

مشاركة