” حسن خطك” عبارة لسنين ظل المدرسون يدبجونها بالقلم لأجمر فوق ” دفاتر القسم” أو “كي د كلاس” كما كنا نختصر اسمها، فالوزير الأول ابن كيران شعر بأن خط حزبه رديء تجاه قضية الموسيقى والمرأة، فقام خلال هذه الايام بمجهودات جبارة لتحسين أسلوبه وخطه السياسي.
الاجتهادات بدأت من الدشيرة الجهادية، عندما صعد الرجل إلى المنصة، واندمج مع مجموعة الروايس، فرصدته كاميرا وعدسات المصورين وهو يحرك يديه وكتفيه، ثم عرجت العدسة على قدميه لترصدها وهي “تخبط” فوق الخشبة خبطا حتى اثارت غبار الزرابي المفروشة فوق المنصة.ومن الدشيرة إلى الراشدية حيث شوهد ابن كيران مع مجموعة الركبة ومع كناوة وهو يقاسم الفرقتين أهازيجهما.
بهذه الخطوة حسن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المحافظ خط حزبه الذي تسيطر عليه الضبابية، خصوصا لدى أجنحته الدعوية، تمكن زعيم البجيدي من تقويض فكرة الموسيقى الحرام ليقرب منه قطاعا عريضا من أهل الفن. مسجلا بذلك هدفا نادرا على إدريس لشكر الذي ” اعماها” بتزنيت عند حديثه على ” التشخشيخ”.
القضية النسائية ومسيرة الألوف التي سارت ضد ابن كيران بالرباط لم تهضم له، أصابته احتجاجات بنات حواء في مقتل بعدما روج خصومه ما مضمونه” معادات البجيدي لمطالب وحقوق المرأة، والحركات النسائية”، فسوق رئيس الحكومة بقوة بالدشيرة الجهادية لقضية دعم الأرامل ماديا بشكل شهري، ولدنو صرف المستحقات.
كما حل الرجل في ضيافة النساء في حفل التميز المقام يوم الاربعاء الماضي بالدار البيضاء فاستغل الفرصة ليتغزل بمقدمة الحفل نهاد الصنهاجي الوجه التلفزي المعروف بقوله ” عجبتيني وانا ما عرفتكش” وأضاف في قفشاته التي اثارت ضحك مئات الحاضرات ” بالطبع يعجبني الجمال وإلا ما كنت اخترت زوجتي..”.
بهذا الطريقة تمكن رئيس الحكومة بأن يقول لنساء الدار البيضاء، النساء المتميزات في حفل التميز بأن العدالة والتنمية منفتح على نساء الدشيرة المقهورات مثلما على المتميزات الأنيقات، وهي خطوة حسن خلالها ابن كيران خط البجيدي تجاه القضية النسائية.
هكذا إذن يستطيع ابن كيران أن يتجاوز ” كيد الخصوم” بالرقص وبالتعبير عن الإعجاب والانبهار بامرأة ولو في حضرة مئات النساء وفي مقدمتهن زوجته، فالتجربة الحكومية ورهانات الاستحقاق الانتخابي قلمت اظافر البجيدي وأصبح مستعدا لكي يقوض هجومات الخصوم بالرقص طربا وبالتعبير عن الإعجاب للجنس اللطيف أمام الكاميرا والبقية تأتي.
