الرئيسية مجتمع محمد الفسكوي: جهة سوس ماسة درعة نموذج مميز في تدبير مياه السدود

محمد الفسكوي: جهة سوس ماسة درعة نموذج مميز في تدبير مياه السدود

كتبه كتب في 26 مارس 2015 - 16:02

نظمت وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة، أول أمس الثلاثاء 24 مارس، جولة ميدانية للمركب المائي المختار السوسي وأولوز بإقليم تارودانت، لفائدة ممثلي الجرائد الوطنية والمحلية للتعريف بمرافق السدين وخصائصهما ودورهم وكيفية تسيير وصيانة هذين المركبين والموارد المائية بهما.

الجولة تمت بإشراف من محمد الفسكاوي مدير وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة وفتيحة فضلي رئيسة قسم التواصل بالوكالة وحمزة الحمري إطار بوكالة الحوض المائي، وممثل عن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، واللذين تناوبوا على طول الطريق في تقديم شروحات وإيضاحات مفصلة عن كل مركب على حدة،  ودوره ومميزاته.

محمد الفسكوي أكد في لقائه بالصحفيين أن تجربة جهة سوس ماسة درعة نموذجا ومرجعا لكل التجارب التي أنجزت بخصوص تعبئة المياه السطحية والجوفية وكذلك بخصوص تدبير مياه السدود. زيارة المنشئات المائية يأتي تزامنا مع تخليد اليوم العالمي للماء تحت شعار”الماء من أجل تنمية مستدامة”.

وأشارت فتيحة فضلي في تدخلها إلى اتفاقيات التوأمة التي تجمع الوكالة بعدد من الدول الأجنبية، كفرنسا من واتفاقية مع اسبانيا للحد من الهدر المدرسي باعتبار أن الفتيات الواتي يقطعن مسافات طويلة لجلب الماء مما يتسبب في الهدر المدرسي.

وذكرت بالتعاون المغربي الألماني من خلال مشاريع تجميع الأمطار ومواكبتها ووضع المؤشرات لذلك. معلنة عن التعاون العربي واستقبال وفود سينغالية بهدف التكوين و الاستفادة من التجربة المغربية في مجال تدبير الموارد المائية بما فيها سياسة بناء السدود.

كما قدم حمزة الحمري بدوره شروحات عن المحطة الهيدرولوجية ودورها في اتخاذ إجراءات التنبؤ ومراقبة التغيرات المناخية ومناسيب المياه، على مقطع المجرى المائية للسدود، والتي تكون كمحطة إنذار لمنطقة تاراست وإنزكان لاتخاذ الاحتياطات الضرورية وإجراءات التنبؤ في حالة حدوث فيضانات. وحول الأحواض التي تديرها وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة، ذكر الحمري أنه ومنذ سنة 2009 كانت الوكالة تتكلف فقط بحوض سوس ماسة الذي يوجد مصبه بماسة، بالإضافة إلى بعض الأحواض الساحلية المتواجدة شمال أكادير وشمال التامري، وتبلغ مساحته 22.000 كلم مربع، وابتداء من سنة 2009 انضاف إليها حوض درعة، بمساحة 92.000 كلم مربع والذي ينطلق من تنغير وزاكورة ويصب في طاطا، حوض كلميم بمساحة 10.000 كلم مربع، ويتعلق الأمر بفم العشر والصير. إذنمجموع مساحة نفوذ وكالة سوس ماسة درعة هو 130.000 كلم مربع.

 اللقاء عرف تدخلات وشروحات غنية حول المركب المائي أولوز الذي أنشأ بهدف ضمان التغذية الاصطناعية للفرشة المائية، وإنقاذ بساتين الحوامض بمنطقة الكردان، مجمل مياهه المعبأة خصصت لمشروع في أهم وأكبر مشروع نموذجي بشمال إفريقيا يجمع بين القطاع العام والخاص والذي تشرف على تسييره شركة أمان سوس .، وتتميز المنشأة بعلو فوق الأساس يصل إلى 79 مترا، وطول في القمة يناهز 500 متر، مع حقينة إجمالية تعادل 95.8 مليون متر مكعب، يستقبل سنويا ما مقداره 85.5 مليون متر مكعبت نسبة الملء به إلى غاية 20 من مارس الجاري 98.4 في المائة؛ بحمولة إجمالية وصلت 87.6 مليون متر مكعب.

وبخصوص سد المختار السوسي فقد بلغت نسبة ملئه 101.1 في المائة،  ذو نوعية ترابية بعلو 61 متر فوق الأساس، وطول في القمة يصل إلى 420 متر، مع حقينة إجمالية تعادل 49 مليون متر مكعب، يتلقى سنويا 127.8 مليون متر مكعب، بحمولة اجمالية وصلت 40.3 مليون متر مكعب. وأكد على أهمية سد المختار السوسي من خلال دوره في الحماية من مخاطر الفيضانات، وحجز أكبر كمية من مياه  الوديان التي تصب فيه.

وأكد الفسكوي مدير وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة على ضرورة تعاون كل الأطراف من أجل تدبير معقلن للموارد المائية؛ عن طريق السقي العصري بدل السقي التقليدي الذي يتسبب في استنزاف الموارد المائية…

كما تحدث مدير الوكالة عن المشروع النموذجي الذي عرفه إقليم سيدي إيفني “تقنية تجميع الضباب” التي مكنت حوالي 5 دواوير ومدرستين ابتدائيتين ومدرسة عتيقة من الاستفادة من الربط المائي، علما أنها تجربة سبق لدول أمريكا اللاتينية أن إعتمدتها في توفير مياه الشرب في مناطق تعرف هبوط الضباب.

وتحدث عن مشروع محطة تحلية مياه البحر بكل من “كاب غير وأشتوكة أيت باها” إلى جانب إعادة تصفية المياه العادمة، منوها بالبرنامج الحكومي المعتمد في التدبير المائي..

وفي تدخل لممثل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، صرح بكون منطقة سوس منطقة رائدة على المستوى الفلاحي ومعروفة بإنتاج الحوامض التي يتم تصديرها بأكبر نسبة على الصعيد الوطني، ولترشيد استهلاك المياه يتم  كل صباح تجميع المعطيات في حاسوب لدى الجمعية الفلاحية، وتوزع على الفلاح كل صباح كمية الماء التي يجب أن يستعملها في السقي يوميا مما مكن من اقتصاد حوالي 66 مليون متر مكعب في السنة.

أسئلة عديدة طرحها رجال الإعلام وتكفل محمد الفسكاوي مدير الوكالة بالإجابة عنها، تنوعت بين  الصعوبات المتعلقة بظاهرة التوحل، استنزاف الفرشة المائية عبر الحفر غير القانوني ومشاكل التعرض والإراثة، إضافة  إلى استباحة الملك العام المائي من طرف الساكنة…

جميلة أكضيض

مشاركة