الرئيسية مجتمع وفاة غامضة لطبيب يوم محاكمته تزلزل الشأن الصحي بتزينت

وفاة غامضة لطبيب يوم محاكمته تزلزل الشأن الصحي بتزينت

كتبه كتب في 27 فبراير 2015 - 14:05
توفي طبيب بمستشفى الحسن الأول بتزينت صباح الخميس في ظروف غامضة، الوفاة تزامنت مع يوم مثوله في أول جلسة علنية بشأن تزويره شهادة طبية لفائدة متقاض بينت التحقيقات الأمنية أن المعطيات التي تضمنها شكايته غير صحيحة. وقد أحيل الطبيب بموجب ذلك على العدالة في حالة سراح مؤقت بكفالة بتهمة التزوير والمشاركة.
الفقيد في الأربعيينات من عمره لم يدخل إلا البيت وفق مصادر عليمة إلا في ساعة متأخرة من فجر يوم أمس الخميس، وتوجه إلى السرير مباشرة لينام، وفي صباح ذلك اليوم لم يستيقظ كعادته من أجل التوجه إلى المستشفى الإقليمي ومباشرة عمله اليومي، فحاولت زوجته إيقاضه لتجده جثة هامدة لا حراك لها، ولاحظت عند تفحصه أن نبضه متوقف، وجسمه بارد، فاستيقظت مهرولة على وقع هذه الكارثة واشعرت الشرطة بالواقعة.
حلت الشرطة القضائية على عجل صباح أمس بأمر من النيابة العامة لتمشيط البيت، كما استمعت إلى إفادات الزوجة، وتقرر إحالة جثته على المستشفى الجهوي بأكادير من أجل إجراء تشريح طبي على الجثة ومعرفة أسباب الوفاة، سيما أن الموت حل في نفس اليوم الذي يمثل فيه الطبيب على أول جلسة علنية في حالة سراح بكفالة، وإلى جانبه في هذه القضية يمثل شاهد زور ،  والمشتكي الذي فبرك قضية الاعتداء عليه وكسر اسنانه، المتهمان  يتابعان في حالة اعتقال.
تفاصيل القضية تعود إلى شهر غشت عندما حاول مالك محل بتافراوت الانتقام من حلاق وأبيه تجمعه بهما عقدة كراء، وخلاف حول سومة الكراء، فرفع شكاية تفيد الاعتداء عليه من قبل الحلاق وأبيه، ما أدى إلى كسر أسنانه، وإصابته بجروح على مستوى الفم، ول” تغريق الشقف” للأب وابنه أرفق شكايته بشهادة طبية من قبل هذا الطبيب تفيد الاعتداء عليه وكسر أسنانه، ومتع من خلالها بخمسة وعشرين يوما من العجز كما اصطحب معه شاهد زور أفاد أنه عاين واقعة الاعتداء عليه من قبل المكتريان.
النيابة العامة بابتدائية تيزنيت لاحظت أن رافع الشكاية لا يحمل آثارا تفيد كسر أسنانه، لأنه أزالها لدى مهني ويضع طقما في فمه، فأحالت القضية من جديد على المركز القضائي للدرك بتيزنيت من أجل تعميق  البحث، وكشفت التحريات أن  المشتكي أزال أسنانه لدى صانع أسنان بتافراوت مند شهر فبراير من السنة الماضية، ووضع مقابلها طقما، في حين يفيد في شكايته الكيدية أنه تعرض لحادثة كسر الاسنان في شهر غشت.
شهادة صانع الأسنان، قادت إلى اعتقال المشتكي، وشاهد الزور الذي اعترف بتسلمه الف درهم مقابل ” تغريق” الحلاق وابيه، كما قادت لاحالة الطبيب على العدالة في حالة سراح مؤقت بكفالة، ويوم أمس كان على موعد مع مثوله في أول جلسة علنية، لكن الموت الغامض كان أسبق.
محيط الطبيب يشهد بتفانيه في العمل، غير أن هذه الشهادة الطبية وما تلاها من متابعة قضائية وتغطية إعلامية أثرت عليه، وبعثرت حياته المهنية والأسرية. التحقيق الطبي بمستشفى الحسن الثاني من شأنه أن يفصل في اسباب الوفاة، إن كانت طبيعية، وقضاء وقدرا أو لها علاقة بجلسة أمس القضائية والتداعيات النفسية المترتبة عنها.
إدريس النجار و محمد بوطعام/ الأحداث المغربية
مشاركة