الرئيسية مجتمع التفاصيل الكاملة لقصة عروس أكادير التي أخرج ” الفقيه” روحها، ولم يطرد الجني من جسدها

التفاصيل الكاملة لقصة عروس أكادير التي أخرج ” الفقيه” روحها، ولم يطرد الجني من جسدها

كتبه كتب في 15 فبراير 2015 - 21:13

عند الوصول إلى أنزا عشية يوم أول أمس الخميس كان الجميع يتحدث  عن قضية الفقيه الذي أخرج روح عروس ولم يخرج الجن من جسدها، يتحدثون عن حصص التعذيب اليومية التي أفضت إلى قتلها في الأسبوع الأول من زواجها. بزنقة تامراغت تقطن هناك مند 22 سنة ، راحت ضحية الشعوذة والدجل، والجهل، ولن  نتحدث عن قلة ذات اليد، لأن المستشفيات العمومية وفيرة، وما يتقاضاه الفقيه عن كل حصة تعذيب أقل بكثير من كلفة وصفات الدواء.

عرس بطعم الجنازة

بيت بسيط تم الانتقال لمعاينته بإذن من أحد أفراد الاسرة عبر الهاتف، وعند الوصول تغيرت المواقف والآراء ورفضوا الحديث مع الجريدة، بل قال شقيق الضحية إن الأسرة “طوات القضية” وترفض الحديث في الموضوع ولا مشكلة لها مع “الفقيه” الذي تسبب في وفاة ابنتها، مصدر من الجيران تحدث على جريدة سوس بلوس عن مفاوضات سرية تجري مع أقرباء الفقيه للتنازل عن الماتابعة. ويخشى أن تتم مقايضة روح الفقيدة بالمال، مثلما كان الاستعجال سيد الموقف في نقلها إلى كرسيف لتعيش حياة جديدة رفقة شريك حياتها. وحده زوجها استنكر هذه المأساة التي وقعت فيها زوجته رغما عنها، لم يكن متفقا مع الأسرة أن تجلب فيقها يزهق روحا بالضرب المبرح، والخنق بالايدي ودخان ” الشرويط”، وبسبب ذلك قرر متابعة الفقيه المشعوذ ومساعده.

سميت عائشة لكن كتب لها أن تنقل ميتة وهي عروس في ايامها الأولى عن الزواج، وقبل انتقالها من بيت اسرتها نحو عش الزوجية، قبلت عائشة بالزواج لأن الأسرة قررت ذلك، وبسببه دخلت في نوبات هستيرية أسفرت عن إغمائها.. حالة نفسية مرضية كان حريا أن يقوم أطباء بتشخيصها، قصد العلاج لكن ذويها اختاروا طريق “الفقهاء والدجل والشعوذة” اعتبروا أن شيئا ما قد يكون وقع لها في ليلة الزفاف فتفاقمت حالتها من جديد.

الضحية عانت سابقا من نوبات عصبية، شفيت منها بالتقادم، وإن كانت الاسرة تعتبر أنها تماثلت للشفاء بفضل ” الصرع” الذي قام به الفقيه المذكور، وعندما عاودتها نوباتها تم استقدامه من منطقة الصويرة من جديد ليقوم بهذه المهمة المستعجلة ” استخراج الجن من جسد العروس” بأقصى ما يمكن من السرعة للتخلص منها وبعثها إلى زوجها بكرسيف لتعيش معه، مثل سلعة قرروا صرفها  حتى لا يتم التخلي عنها فتبور.

مند حوالي عشرة ايام دقت أوتاد خيمة قرب بيت العروس، حضر الأهل والأقارب والجيران والمعارف، ثم غادروا، توقفت الزغاريد والأفراح المقامة، وتفرق الناس وحدها عائشة لم تكن في قرارة نفسها فرحة بما يجري،تؤكد مصادر موقع سوس بلوس  وفي اللحظة التي كانت اسرتها تجمع أغراضها وهداياها وسط الحقائب، عاودتها النوبة الهستيرية، أصيبت بإغماءة فقدت على إثرها الوعي.

الاسرة وعوض البحث عن حلول اجتماعية ومرافقة اجتماعية تمت المناداة على الفقيه، فجاء على عجل من الصويرة إلى أنزا، فصحبه مساعده الوسيط ابن هذا الحي إلى دار العروس، ما أن دخل حتى جلس بجوار الفتاة ورثل بعض التعاويذ والآيات القرآنية، خلص بعدها  إلى أن العروس تعاني من الصرع لأن جني يسكن جسدها، بعض أفراد الأسرة مازالوا إلى يوم أول أمس يصدقون أن الجني  هو من قتل ابنتهم لأنهم سمعوه يتحدث عندما كان الفقيه يكلمه ويساله عن ديانته، ويطالبه بالإفراغ فورا من جسد الضحية.

حصص تعذيب لطرد الجن وتسليم العروس إلى الزوج

اقتنعت اسرة عائشة أن الجني مقيم بالبيت وتحديدا بجسد ابنتهم وعليه الخروج فورا ، لأن المرأة أصبح لها مالك جديد ابرم معهم عقد زواجها، وينتظر بضعة ايام، حتى يغادر الجن ليتمكن من نقلها إلى بلدته من سوس نحو المغرب الشرقي. الزوج رغم ذلك كان تفهما لحالة زوجته، وقرر أن أن ينتظر بعض الايام كي تتحسن وضعيتها، بل كانت له الشجاعة ليرفع دعوى قضائية عوض البحث عن شريك حياة أخرى، وكفى المؤمنين شر القتال.

قرر الفقيه أن يمكث بضعة ايام حتى يتمكن من إخراج هذا ” الجني الكافر” الذي دخل إلى جسم عائشة في اللحظة التي كان بعلها يتأهب للدخول بها، استقر لدى مساعده في أنزا، فكانا يداوما كل يوم على التردد على بيت العروس، في حدود التاسعة والنصف من كل يوم تبدأ حصة العلاج، ولن تكون سوى حصة عذاب بدني قاسي يستمر حتى آذان صلاة العشاء، فيغادر المشعوذ ومساعده غانمين، في انتظار يوم جديد ومعاناة مضاعفة للمغلوبة على أمرها.

بعد حصة الخميس والجمعة والسبت لم تعد عائشة تقوى عن الأكل ولا الكلام، وكلما زهدت في ذلك، ازادا مستوى ووثيرة التعذيب، فوضع الفقيه يوم الأحد الماضي  حدا لحياتها. بدأت حصة العلاج في التاسعة والنصف صباحا .يستوي الفقيه فوق صدرها فيخنقها من أنفها بكلتا يديه، مطالبا الجني بالخروج والرحيل عنها،ثارة بقراءة القرآن وثارة أخرى بقراءة هلوسات غير مفهومة، ثم يوقد النار في قطعة قماش من نوع ” الدجين” فيضعه على أرنبه أنفها ليجعلها تستنشق دخانه.

مساعده بدوره يضع وسادة على فخذي العروس، ليقتعدها ويمنع أرجلها من المقاومة، في الوقت الذي تتكفل يديه بتثبيت ساعدي الضحية مع الأرض، فيجلها لا تقاوم الفقيه وهو يخرج روحها بالتدريج.

بعد هذه الحصة ينهض الفقيه ومساعده من على صدر وفخذي الضحية فيبدئ تمرين آخر اشد قساوة، يأخذ المشعوذ خرطوم بلاستيكي مطاط، ويشرع في جلد العروس بدء بالرجلين والفخذين، مرورا عبر المؤخرة والظهر، ويتكلف مساعده بمهمة شل حركتها كي لا تقاومه، المشعوذ يجلد الضحية وهو بتحدث مع من يعتبره جنيا يرفض الخروج من الجسد، ويطالبه بالافصاح عن مطالبه، والإعلان عن خروجه المشروط كتقديم ” الذبيحة مثلا”، الفقيه  يصرخ بصوت عال، وبلغة عربية ” اخرج يا ولد الحرام، اخرج يا عدو الله” اشتد عنفه في ذلك اليوم وأقنع الأسرة بأن مرحلة التفاوض مع الجني في مراحلها الأخيرة، ولم يكن يعلم بأن الضحية هي من يعيش مراحلها الأخيرة وأنها تحتضر.

خرجت الروح وبقي الجن

في الثانية بعد الزوال خرج الفقيه ومساعده من الغرفة المخصصة للتعذيب إلى الفناء ليعلنوا لأفراد الاسرة بأن عائشة ماتت، وأن الجني قام بخنقها، تؤكد مصادر سوس بلوس أن الأم صرخت  وحاولت أن تواجهه فهددها بأن أي سوء سيطاله سيكونوا شركاء فيه، فلزموا الصمت، واستدعوا طبيب البلدية ليأذن لهم بدفنها لكنه امتنع بعد معاينته الجثة، وقام بالتبليغ لدى الشرطة عشية يوم الأحد ليبدأ التحقيق.

بينت معاينة الطبيب وجود آثار تعذيب تعلو مختلف مناطق الجسد، وتحولت على سمتى الردفين إلى زرقة بسبب تخثر الدم، حلت الشرطة القضائية، والشرطة العلمية، وتم الاستماع إلى الأم والشقيقين، بينما الفقي كان غادر المكان، وتم إيقافه في اليوم الموالي رفقة مساعده بين يوم الاثنين والثلاثاء، وفي يوم الأربعاء قرر الوكيل العام للملك إحالته عل الغرفة الجنائية بناء على اعترافاته رفقة مساعده، وبناء كذلك على نتائج التقرير الطبي، وشريط فيديو يوثق أحد حصص التعذيب التي أزهقت روح الضحية.

حصص تعذيب العروس في شريط فيديو

الشريط الصوتي سجله، شقيق الضحية بهاتفه النقال، لم يكن يدري أنه سيكون دليل إدانة، ولم يدل به عند الاستماع إليه، ولكن ذكره وهو يتحدث عن طرق العلاج التي يسلكها الفقيه، وبعد اطلاع الشرطة عليه بطلب منها اعتبرته وثيقة مهمة ودليل إدانة يوثق عملية التعذيب البدني التي أفضت إلى إزهاق روح عائشة.

يكشف الشريط كل التفاصيل التي سبق سردها، طريقة جثوم رجلين على صدر الضحية،  واقتعاد فخذيها، وشل يديها، وترثيل القرآن والتعاويذ، وحصص التعذيب بخرطوم الماء، وأوامر ونواهي الفقيه وهوي يحدث الجني المقيم بالجسد كما يدعي. كما يوثق الحديث الذي يدور بين الفقيه ومن يعتبره جني مقيم بجسد ولا يرغب في أن يبرجه، أو يوافق على الرحيل الرحيل المشروط.

التقرير الطبي من جهته لخص ملاحظاته بعد فحص الجثة، وكشف عن تراكم آثار تعذيب على مستوى الرجلين والفخذين والردفين والظهير، وعن حالة اختناق قد تكون ناتجة عن الدخان ونقص في الأكسجين، وقلة التغذية، وهي عوامل اعتبرها مساعدة على الوفاة.

إدريس النجار

مشاركة