الرئيسية سوس بلوس TV لماذا تراجعت السياحة بمدينة أكادير وتعطل قطار رؤية 2020 ؟

لماذا تراجعت السياحة بمدينة أكادير وتعطل قطار رؤية 2020 ؟

كتبه كتب في 13 فبراير 2015 - 14:59

تعرضت صباح اليوم الجمعة 13 فبراير2015، سائحة بريطانيا لحادث سقوط من دراجتها العادية التي كانت على متنها في رحلة استكشاف للمنطقة الجبلية باشتوكة آيت باها على مستوى دوار” توبلخير” بمعية كوكبة من السياح الأجانب.

هذا وقالت مصادرنا أن السائحة قد أصيبت بجروح ورضوض على مستوى الرأس إستدعت نقلها إلى مدينة أكادير لإحدى المصحات الخاصة من أجل العلاج .

وقبل أسبوع تاه ثلاث شبان إماراتيين بجبل توبقال استدعى تدخل مروحية للدرك الملكي من إنقاذهم من موت وشيك بسبب الصقيع.

كلها حوادث وأخرى تحيلنا إلى طرح علامات إستفهام حول دور وزارة السياحة ومسؤوليتها فيما وقع ونخلص أن عدم وجود مرشديين سياحيين معتمدين من طرف الوزارة لمواكبة ومصاحبة السياح يجعل هؤلاء يواجهون الخطرفي أي وقت وحين وذلك طبعا ينعكس سلبا على القطاع برمته.

ـ النشاط السياحي بأكادير سوق سوداء وممارسة خارج القانون

مند سنوات خلت بدأ النشاط السياحي بأكادير يعيش مرحلة تقهقر وتراجع بسبب ما وصفه المهنيون غياب إستراتجية موازية بين ممثلي وزارة السياحة وممثلي تسييرالشأن المحلي بالمدينة من مجلس إقليمي للسياحة ومجلس جهوي ومجلس بلدي وذلك إنعكس سلبا على القطاع وأدى إلى تراجع الإستثمارات وهو ما قد يعصف برؤية 2012 / 2020 في استقطاب10 ملايين سائحا، وهو الموضوع الذي مع الأسف لم يحرك بشأنه الوالي اليزيد زلو أي وقفة تأمل في مدينة قيل أنها عاصمة للسياحة مما جعل الصورة قاتمة لوضعية القطاع، الذي تحول لسوق سوداء من وجود مهن غيرمهيكلة، في مقدمتها إقامات سكنية تحولت لما يشبه دورالضيافة التي يتخطى رقمها أزيد من 356 إقامة للسياح غير مصنفة، تمارس النشاط خارج إطار القانون، يتهرب مالكيها من الضرائب ، وذلك، باعتبار أن عائدات هذه الإقامات تبقى مستقرة بالخارج، حيث تتم عمليات الحجز والأداء، ويتكلف أجراء بمواكبة السياح مما جعل عددا من الفنادق المصنفة بأكادير حوالي ” 5 فنادق” توصد أبوابها وتشرد العاملين بها ، وضعية دفعت بالنشاط السياحي بأكاديرالدخول في مرحلة الموت السريري، الذي يجد أسبابه في استراتيجية الترويج للمنتوج السياحي الوطني عموما، وأكاديرعلى وجه الخصوص، وفي بلوغ ظواهر أخرى ناجمة عن المتعاطين للممارسين المرتبطين في نشاطهم اليومي إن كليا أو جزئيا بالسياحة، مرحلة متقدمة من السلوكات المنحرفة التي لا تخدم صالح هذا النشاط، ما يؤثر سلبا على تنمية وتثبيت مدينة أكاديركوجهة سياحية عالمية.

ــ مرشدون سياحيون مع وقف التنفيذ

يشكل المرشد السياحي، رافعة من رافعات التنمية الإقتصادية والإجتماعية، اعتبارا للدور الذي يضطلع به في هذا المجال، فضلا عن ما يقوم به من مد الجسوربين الدلالات التاريخية للحضارة المغربية ، ورغبة السائح الأجنبي في اكتشاف مناطق جغرافية وثفافية غنية بآثارها ومعالمها، تساعده في صياغة منظور جديد ضمن تعامله مع بلد ظل موضع تساؤل في جغرافيا معلوماته، فيعيش السائح لحظات استكشاف وبحث وتنقيب على يد المرشد الذي يدلل له سبل المعرفة، ويمهد له طريق التفاعل مع حضارة وتاريخ يجهل خصوصياتهما. بل أن دورا مهما إنكشف مؤخرا هو تعرض سياح لتيه أو حوادث بسبب عدم وجود مرشدين سياحيين، كما أن لسان الحال يقول أن هؤلاء المرشدين باتوا يعيشون أوضاعا تبدو متدنية اجتماعيا، بفعل غياب مبدإ تكافؤ الفرص في القيام بالمهمة، وإيثار خاصية الأفضلية والأثرة في إطار التكليف بالمهمة، التي تسند إلى القليلين من المحظوظين المقربين من مراكز التدبير بالمؤسسات الفندقية بالمدينة، الذين بستفيدون، ولا يهم بعد ذلك ما سوف ينتج من حرمان الكثيرين، جراء التغاضي والتهميش، وجراء لوبيات تتواصل فيما بينها على حساب تفقير وتجويع ثلة من المرشدين .

إن وضعية أغلب المرشدين الإجتماعية، وأمام عجزهم عن إعالة أسرهم، أصبحت مقلقة وقابلة للإنفجار، خاصة وأنهم عاجزين عن تصريف أمورهم أمام الأزمات التي تلاحقهم وأسرهم ، وأمام غياب الإمكانات الإجتماعية في أكثر من مناسبة، مما يشي بتنامي ظاهرة الإحتجاجات الكامنة والقابلة للإنفجار، طالما أن أوضاعهم المهنية آخذة السياحي في الإنفلات نحو متاهات البؤس الممنهج الذي سينال حتما من سلوكهم كأفراد وكأسر تعاني من الحاجة، ومن عسف المسؤولين عن القطاع.
مقابل هذا الواقع، لازال أزيد من 76 مرشد سياحي كانو يشتغلون سابقا بسوق الأحد بأكادير ينتظرون أن تؤشر مندوبية وزارة السياحة والمجلس البلدي على جمعيتهم المهنية التي أنشؤوها منذ ثلاث سنوات ولازالت على الورق دون تفعيلها مماجعل السياح عرضة لجشع لوبي من التجار بسوق الأحد من خلال طلب أثمنة خيالية للملابس أو الحلي أو إكسسورات منزلية من صنع محلي.

إن التدبير المعقلن لمجال الإرشاد السياحي، يتطلب ابتداع آليات تدبيرية تدفع غلى تدارك الأخطاء المفتعلة، الدافعة إلى خلق التناقضات المستعصية على التبرير، وذلك، بإبادة شرنقات التآمر الماتحة من النية المبيتة من قوى سياحية دأبت على تجذير الفوارق، وغايتها كما سخرت كل الإمكانات سعيا في ترسيخ مبدإ الكل لخلق جيل من المرشدين رهين بالتآمر على التطور الإجتماعي، وفق منظور احتكاري يهيمن على الساحة، ويلغي الفئة العريضة من المرشدين، ويشحن تشوف فئة هاضمة لحقوق الغير، تستهوي السير على بطون الفقراء من المرشدين، وفي ذلك أجلى صور الإنتهاز الذي يمارسه لوبي يضم بعض المرشدين بمعية أرباب الفنادق والمطاعم في حق مرشدين طالهم الإجحاف.
والحال، أنه قد حان ألأوان أن يعاد ترتيب البيت السياحي، تطهيره من الطفيليات التي تعيق سيره الطبيعي، وذلك بتفعيل النصوص القانونية المنظمة للقطاع، والضامنة لحق العمل، والرافضة لكل أشكال الغصب، وضمنها حق الممارسة المنظمة، ومحاربة كل أنماط التسيير التي تتحرك من وراء الستار.

ـ أكادير مدينة البحر والجبل والهواء الدافئ ولكن…

من المعلوم أن مدينة أكاديرتتوفرعلى كل المقومات الطبيعية التي يمكن أن تتصدرمن خلالها الصدارة في السياحة المغربية، لكن غياب المبادرة وضعف مناخ الإستثماروغياب أي رؤية لممثلي الوزارة جعل قطارالسياحة يتوقف وسط طريق رؤية 2020.

فالمدينة تتوفر على أجمل وأجود شواطئ المملكة برمالها الذهبية وشمسها الساطعة كل يوم ومناخها المعتدل الدافئ طيلة أيام السنة، بالإظافة إلى قرب أقطاب سياحية أخرى تقدم منتوجات طبيعية من جبال تارودانت وأسوارها التاريخية حولي 80 كلمتروتيزنيت عاصمة الفضة 70 كلمترا وأشتوكة وهوارة هم الأقطاب الفلاحية إلى جانب أكبرغابة لشجرالأركان في المملكة وتعاونياتها المنتشرة في كل مكان ومنتوجاتها من الذهب الأخضر وزعفزان تالوين كلها مقومات دافعة تطويرالمنتوج السياحي لمدينة أكادير.

بركا

مشاركة