الرئيسية أخبار الجمعيات اختتام أشغال الدورة التكوينية في مهارات النجاح بأكادير

اختتام أشغال الدورة التكوينية في مهارات النجاح بأكادير

كتبه كتب في 22 نوفمبر 2011 - 13:39

تحت شعار “مهارات النجاح لعيش أفضل”. اختتمت الأحد الماضي أشغال الدورة التكوينية في مهارات النجاح، و التي نظمها المنتدى المغربي للتنمية و الثقافة وحوار الحضارات بتعاون مع مركز النجاح للتنمية-فرع مراكش. والتي انطلقت صباح يوم السبت 19 نونبر 2011 في رحاب مدرسة التدبير وإدارة الأعمال بأكادير .

وتأتي هذه الدورة في إطار الورشات التكوينية التي عهد المنتدى تنظيمها، و تنفيذا لبرنامجه العام الرامي إلى الانخراط في مسلسل التنمية الذاتية، والاجتماعية والاقتصادية والفكرية تماشيا مع مستجدات العصر وانسجاما مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وباقي المبادرات التنموية. وتهدف هذه التظاهرة إلى الوصول إلى سلام نفسي /نسبي أو كبير يمكن للمتدرب من التعامل بثقة وايجابية مع المحيط وتغيراته ببعديه الخاص والعام، الحصول على مهارات ذهنية ونفسية تمكن من النجاح والتفوق في العمل، الحصول على معرفة أولية بمداخل لعب دور أكثر فاعلية داخل الجماعة التي ينتمي إليها المتدرب بأبعادها المحلية والوطنية والعالمية، بما ينسجم مع معتقداته ومنظومة قيمه.

استفاد من هذه الدورة ثلاثة وخمسون متدربا ممن أبدوا رغبة جامحة في الاستفادة من ميادين التكوين المقترحة، والذين تحملوا عناء السفر قادمين من مختلف المدن من تيزنيت، و زاكورة، ووارززات، ومراكش، وتارودانت، و الراشدية، والدار البيضاء، فضلا عن المقيمين بكل من أكادير، وإنزكان واشتوكة أيت باها.

شهد اليوم الأول من الدورة التكوينية التي أطرها الأستاذ عبد اللطيف طريب، منسق شبكة مهارات النجاح في المغرب، مدير البرامج التدريبية بمركز النجاح للتنمية، و الأستاذة فوزية عمدي، مدربة بمركز النجاح-الدار البيضاء، شهد أنشطة تنوعت طريقة تناولها بتنوع ميادين التكوين التي همت بالخصوص “الطريق إلى النجاح”، و “مهارات التفكير”. وقد لعبت طبيعة القاعة دورا مهما سمحت للمؤطر المزاوجة بين المقاربة التواصلية والعمل في ورشات تستجيب لمعايير التواصل الأفقي ومقاربة النوع، مما جعل قاعة التكوين تعيش نوعا من الدينامية الجماعية، الشيء الذي كان له أثر إيجابي على المتدربين من خلال تخطي مظاهر الخجل، والتقوقع حول الذات، والسماح لهم بالتعبير الحر واستنفار كافة المؤهلات لحل وضعيات-مشكلة تناولت مفهوم النجاح، وأنماط الاستجابة للتغيير وقوانين التغيير، ونموذج العادات السبع للناس الأكثر فعالية لـ”ستيفن كوفي”. مكنت هذه المنهجية من خلق فضاء للتواصل وتبادل الأفكار والتجارب فيما بين المتدربين. كما أن النشاط الثالث من هذه الحصة منح للحاضرين فرصة التعرف على ذواتهم من خلال كيفية استثمارهم لعادة المبادرة لتحقيق النجاح في عدة ميادين، بل أن حضورهم لهذه الدورة التكوينية نموذج لرفع التحدي وأخذ المبادرة حسب تعبير أحد المتدربين.

 أما ميدان إدارة الذهن فقد تناول أمثلة حية مستقاة من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه الإنسان، وسمح بخلق جو من الإثارة والتواصل الحي عبر ورشات منسجمة همت موضوع هواجس المستقبل ومعرفة الحاجات الملحة المشتركة منها والخاصة مسترشدة بهرم “ماسلو” في خلق التوازن بين الرغبات والواجبات والحاجيات. واستطاع المتدربون معرفة تقنيات تنمية الثقة في النفس، واستخلصوا الفرق بين إدارة الذات وإدارة الذهن، مع إبراز مظاهر التحدث السلبي مع الذات وصفات الشخصية السلبية.

و شهد اليوم الثاني فعاليات اختتام الدورة التكوينية في مهارات النجاح والذي تناول ورشات همت ميداني الرؤية الكونية القرآنية و رسم خارطة الحياة. و قد تنوعت الأنشطة  بشكل جعل المتدربين يقفون فترات تأمل أمام تركيبة الدماغ البشري، وقدرات العقل وطرق التفكير، كما تعرفوا على البرمجة اللغوية العصبية ومبادئ التفكير الايجابي فضلا عن التمييز بين الاعتقادين السلبي والايجابي  من خلال مصادر برمجة الفكر والسلوك. وكان اللقاء فرصة للاستئناس بآيات قرآنية عظيمة تبين مدى استبداد الإنسان برأيه في عالم يغيب فيه النقد، و التحليل و ثقافة السؤال.

         و في مجموعات للتواصل الأفقي، وإبداء الرأي، وتبادل التجارب، تمكن المتدربون من التمييز بين الهدف، والحلم، والغاية، بل اقتنع الجميع أن رسم الأهداف الذكية وإدارة الوقت هي بداية التخطيط للحياة، و أنه لا جدوى من حياة بلا هدف.

         وتوجت أشغال الدورة التكوينية في مهارات النجاح بتوقيع عقد للشراكة والتعاون بين “المنتدى المغربي للتنمية و الثقافة وحوار الحضارات” و “مركز النجاح للتنمية-فرع مراكش”، و ذلك نظرا لالتقاء الطرفين على مجموعة من المبادئ والأهداف التي تشكل الأرضية الصلبة التي تقوم عليها هذه الشراكة. والتزم الطرفان بالسعي إلى تنزيل أهدافهما على أرض الواقع وجعلها قابلة للتطبيق بواسطة مشاريع برامج تتلاءم مع حاجيات الفئات المستهدفة، وتستجيب لمتطلبات مجتمع يتغير بشكل مستمر.

         واختتمت أشغال الدورة بتوزيع شواهد التكوين على المتدربين الذين رفعوا توصيات كان أهمها ضرورة تنظيم مثل هذه التظاهرات بشكل مكثف، و تشجيع المبادرات التنموية التي تسعى إلى تحقيق الذات وتكوين فرد قادر على حل المشاكل وتخطي العقبات التي تعترضه في عالم متغير.

بقلم: رشيـد زكــي

نائب رئيس المنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات

مشاركة