الرئيسية مجتمع كلميم : “تركَى مَايت”.. قريَة يعاني سكّانها العطش

كلميم : “تركَى مَايت”.. قريَة يعاني سكّانها العطش

كتبه كتب في 8 فبراير 2015 - 18:51

تعيش قرية “تركى مايت” بجماعة تغجيجت، وهي المنتميّة إلى النفوذ الترابي لإقليم كليميم، على وقع حرمانها من المياه الصالحة للشرب التي تشرف على توزيعها “جمعية واد مايت للتنمية والتعاون”.

وأقدم مزودو ذات القرية بالماء الشروب، قبل ثلاثة أسابيع ونيف من الآن، على إيقاف توزيع الساكنة بهذه المادّة الحيويّة، وهو ما خلق وضعا سيئا بإيقاع حياة الأسر التي لا تجد ما تروي به ظمأها ولا استيفاء حاجياتها اليوميّة لفترة قاربت على معادَلة شهر.

ويقول المتضرّرون إنّ كل أعضاء المكتب المسير للجمعيّة الموزعة للمياه بقريتهم هم من غير القاطنين بـ”تركى مايت”، وبالتالي لا يهمهم حجم الضرر الذي مسّ الناس على نطاق واسع قد تكون له تبعات عدّة، أخطرها قد يقترن بمساوئ صحيّة خطيرة.

كما يدفع ذات الممنوعين من التزود بالمياه الصالحة للشرب بكون مطالبتهم بكشف التقريرين الأدبي والمالي للجمعيّة المشرفة على التوزيع قد كان سببا لـ”الانتقام منهم دون تردّد”.. وأضافوا: “يلفّ التستر كل مداخيل الجمعية منذ تأسيسها، ولا تلمس لها أنشطة تنمويّة وفقا لما ينص عليه قانونها الأساس”.

“لقد أقدمنا على قصد كل المسؤولين الإداريّين عن المنطقة، سواء كانوا معيّنين أو منتخبين، لكنّ الكارثة تكمن في كونهم قد ووفوا بمعطيات عمّا يجري، وتوصلوا بشكاياتنا عن المحنة القاسية التي نعيش ضمنها، لكنّ أحدا منهم لم يتحرّك أو يُعِر ساكنة المنطقة أدنى اهتمام” يضيف قاطنون بـ”تركَى مايت”.

وأشار أحد الشباب إلى أن قائد تغجيجت، بمركز الجماعة، قد أقدم على زيارة القرية للاطلاع على الأوضاع.. وحين شرعت نسوة في الإعراب عن الأضرار التي لحقتهم بعد قطع التزود بالمياه قال لهم ذات المسؤول: “مَاشِي سُوقِي”.. وهو ما ترك ألما كبيرا في نفوس من حضروا النازلة.

وفي المقابل، تحرك وفد برلماني لزيارة ميدانية قادته صوب مدينتي أسا والزاك، يوم الجمعة من الأسبوع المنصرم، وقد توقفوا في طريق العودة بـ”تركى مايت” على الساعة الحادية عشر ليلا.. مقدمين على الإنصات لشكاوى الساكنة، وواعدين بإيصال المحنة والتظلمات المقترنة بها لوزير الداخلية.. وما زال المتضررون ينتظرون ما سيسفر عنه هذا التعاطي الذي وُعد به قبل 10 أيّام.

ودخلت عدد من نساء “تركَى مايت” في اعتصام مفتوح وصل إلى أسبوعه الثاني، وذلك دون أن يواكبه أي حوار من لدن المسؤولين بالمنطقة الكائنة تحت وصاية التدبير لإقليم كلميم.. في حين ساند الرجال والأطفال اعتصام قريباتهم بوقفات احتجاج يوميّة، زيادة على مسيرات مفعّلة على طول الطريق الوطنيّة رقم 12 الرابطة بين القرية ومركز الجماعة.. معلنين استمرارهم في هذا النهج المبدي للغضب إلى حين تسوية الوضع.

طارق حديدو

 

مشاركة