الرئيسية مجتمع تيزنيت: محنة طفلة تخلى عنها والدها 10 سنوات وعاد ليختطفها على شاكلة الأفلام الهوليودية

تيزنيت: محنة طفلة تخلى عنها والدها 10 سنوات وعاد ليختطفها على شاكلة الأفلام الهوليودية

كتبه كتب في 29 يناير 2015 - 10:11
 في الخامس من نونبر الماضي، انشلت التلميذة أميمة من بين يدي أمها بالتبني يامنة كيكون، انتزعت بالقوة منها في الشارع العام بينما كانت عائدة برفقتها من مدرسة لالة مريم. “خاطفاها ” نقلاها على متن  سيارة سوداء من نوع ” زيبرا ” نحو وجهة بدت لأول وهلة غير معروفة، فكل الذين شاهدوا المرأة وهي تصرخ ملقاة على الأرض بعدما اصيبت بمجموعة من الرضوض قاموا بتسجيل رقم لوحة السيارة وسلموها للشرطة، تحدثوا عن الاختطاف لأن كل عناصره بدت خلال هذا المشهد، ترصد سائق السيارة للطفلة غير بعيد عن مدرسة لالة مريم قرب صيدلية، وما أن تجاوزته حتى انطلق مسرعا وحاصرها ثم نزل ليلتقط الفتاة بعنف ودون كلام، إلى جانب الاعتداء على الأم  إلى درجة الإغماء عليها، كما تروي ، فقام بنقل بنتها على متن عربة دون رضاها، بكاؤها ملأ المكان، وكان يسمع مند داخل السيارة. وطريقة الخاطفين، في اقل من دقيقة على شكلة الأفلام، نفذ السائق ومرافقته عمليتهما بسلام وانطلقا مثل البرق مخلفان غبار العجلات بالمكان، واكن ينقلان ابناهم بنفس السيارة. الذين شاهدوا الواقعة أصيبوا بالرعب وتحدثث وسائل الإعلام عن مسلسل اختطاف، لكن بعد انجلاء الغموض تبين الخاطفين هما الأب الأم البيولوجيين للفتاة، عادا ليسترداها بتلك الطريقة بعدما عاشت عشر سنوات لدى كفيلها الذي منحها اسمه.
أميمة، من تيزنيت إلى الدار البيضا
الفتاة تم تنيقيلها الدار البيضاء بتلك الطريقة بتواطئ مع مجموعة من الجهات كما يروي أبوها بالتبني، فرض عليها العيش بوسط جديدة، تتنازعها اسرتان، كل واحدة تقول أنها الأحق في ان تعيش أميمة بين أحضانها. فالشرطة كما يحكي اب الفتاة بالتبني محمد الكتمور تلقت نداء الاستغاثة، ممن عاينوا الواقعة،  ولم تستجب له في حينه، ولم تتحرك كذلك، ولم تقم مصالح أمن تيزنيت بإخطار مصالح الشرطة والدرك لتوقيف الخاطف عبر المراكز الوطنية ليتم توقيفه، رغم أن الناس الذين شاهدوا العملية توجهوا لدى الشرطة وأدلوا بشكل سيارة من نوع “زيبرا” ولونها وترقيمها الوطني المسجل بمدينة الدار البيضاء.
 الشرطة لم تحرك ساكنا، ولم تستدع الأم للاستماع إليها في قضية الاعتداء، ما اعبره محمد الكتمور تواطئا مع الخاطف، في هذه العملية فالذي قام بهذا ” الاختطاف” يصرح بأنه اباها البيولوجي، ومرافقته بالسيارة هي أمها التي تخلت عنها ذات يوم من شهر أكتوبر من سنة 2005 ، يعتبران نفسيهما والداها الاصليين، جاؤوا لاستردادها من الأم والأب بالتبني بعدما تخلت عنها أمها الطبيعية مند عشر سنوات داخل مستشفى بمدينة السمارة. وبعدما رفضت كفيلها التخلي عنها، ودخلا معا إلى المحكمة لكي تحكم لفائدة صاحب الحق.
يامنة تعتر على “طرف كبد” طال البحث عنه
يروي محمد الكتمور أنه رفقة زوجته لم يرزقا بمولود خلال حياتهما الزوجية، وأن زوجته كانت منشغلة أكثر بهذا الموضوع، إلى أن قدمت إحدى الشابات من الدار البيضاء، وكانت حاملا من علاقة خارج الزواج، مكتت لدى إحدى جاراته بالسمارة، واتفقتا مع زوجته دون علمه على أن تسلمها المولود الذي ستضعه الحامل فور الوضع، ليصبح ابنها.
قامت النسوة الثلاث بتحضير كل شيئ، واتفقا على خطة محبكة لنقل المولود في اسم يامنة كيكون، ملخصها أن تدخل باسم يامنة وتقدم وثائقها داخل مستشفى مدينة السمارة حتي يقيد الملود في اسم يامنة باعتبارها هي من أنجنبه، وعندما حان يوم الوضع، توجهت الشابة إلى المستشفى، وكانت يامنة وجارتها على أحر من الجمر ينتظران أن يخرج الملود سالما، وأن تمر الخطة في سلام،، فيتم تقييده في اسم غير تلك التي ولدته، بعد نصف ساعة سمعت الجارة صراخ الرضيع يملء القاعة، وتقدمت نحو الممرضة وأشارت عليهما أن المولود أنثى.
كانت فرحة  يامنة مضاعفة، بعدما عرفت أن الصبي أنثى لم تخب توقعاتها وأمانيها، ورغبتها في الحصول على أنثى ستملأ  البيت شغبا، وتكسر سكونه، بعدما عاشت لسنوات رفقة الزوج وحيدين، الأم بدورها شعرت  ببعض الراحة بعدما تخلصت من حمل غير مرغوب فيه بتلك الطريقة، تجنبت الحرج الذي كان ينتظرها داخل بيت الاسرة، كما لم تفكر قط في التخلص من الجنين باية طريقة، فوجدت في يامنة الملاذ الآمن. وظلت تزورها بين الفينة والأخرى لتعيش مع الصغيرة لحظات ملؤها الأمومة دون أن تفصح لها بذلك.
تزوير ولادة يصل الشرطة
وفق الخطة تقدمت الأم للمستشفى يوم 30 مارس من سنة 2005 باسم يامنة كيكيون وفور الوضع سلمت للادارة البطاقة الوطنية الخاصة بيامنة وليس بطاقتها في محاولة للتحايل على المستشفىي لكي يقوم  بتسجيل المولودة الجديدة في اسم غير تلك التي حملتها في بطنها تسعة أشهر ووضعتها بعد ألم ومخاض، فالظفر بشهادة الميلاد في اسم يامنه سيمكنها من تقييده في دفتر الحالة المدنية في اسمها. الممرضات بالمستشفى الإقليمي لمدينة السمارة، انتبهن للتزوير الذي يجري لتغيير الحقائق، وابلغن الإدارة بالأمر، فقامت بإخطار الشرطة والتحقت في الحين بالمستشفى واعتقلت الأم والجارة المضيفة لها، ومن ستتسلم صغيرتها.
محمد الكتمور كما يروي، لم يكن على علم بما كانت زوجته تقوم بتدبيره مع الحامل وجارتهما التي اضافتها، كان خارج المدينة حين أشعر بأن زوجته في ضيافة الشرطة، شد الرحيل نحو السمارة، ووجدها في ورطة، تم الاستماع إليها وإلى أم الصغيرة والجارة وقررت النيابة العامة متابعة النسوة الثلاث في حالة سراح ،  بتهمة التزوير وتعمد تقديم طفل على أنه ولد لأمرأة لم تلده، بعد التحقيق معهن أخلي سبيلهن، مرت عدة جلسات فأدانت المحكمة ابتدائيا واستئنافيا الأم باريعة شهور موقوفة، وثلاثة موقوفة ليامنه، وثلاثة أخرى موقوفة للجارة .
أميمة، براءة طفلة وطموح اسرتين
حمل المولود اسم أميمة، تعلقت بها يامنة كثيرا، وتمكنت من إقناع محمد بتبنيها وجعلها ابنتهما، تبدد تردده مع إصرار الزوجة، ورغبة الأم في تسليمها للغير لتعود إلى الدرا البيضاء لدى اسرتها كأن شيئا لم يقع، غادرت السمارة نحو الدار البيضاء رفقة الجارة تاركتين الصغيرة في عهدة محمد الكتمور وزوجته، وتركت معها إقرارا مرفوقا ببطاقتها الوطنيةن عدم قدرتها على التكفل بها كما يروي محمد.
تغيرت حياة محمد ويامنة، امتلا بيتهما صراخا كما أردات زوجته، شعرا معا بتغير جذري وقع بالبيت، مرحلة جديدة دخلاها واكتشفا، أنهما حرما طويلا من نعمة الأمومة والابوة، وأن البيت بدون أميمية لا معنى ولا قيمة له، عاشت ثلاث سنوات بدون وثائق، فخاض محمد مغامرة جديدة لتسجيلها في الحالة المدنية الخاصة بهما، لتحمل أسم الاب بالتبني وكأنها بنته البيولوجية، بالفعل تمكن من استصدار شهادة ولادة من مستشفى الحسن الثاني بالسمارة على اساس أنها بنتهما الشرعية، وبواسطة شهادة الميلاد قاما بوضعها في كناش الحالة المدنية، محمد الكتمور يؤكد أنه “خاف على مستقبل بنته، فقام بتسجيلها لدى مركز الحالة المدنية، وكتب  في اسمها واسم زوجته منزله بمدينة تيزنيت، تحسبا لتقلبات الدهر، حتى إذا ما توفي سيرحل مرتاح الضمير، ولن يضيع حقهما في إطار إجراءات القسمة والميراث. الاب بالتبني ، حول أميمة إلى فتاة من صلبه، ويؤكد أنه كان يجهل إجراءات التبني وأنه اليوم مستعد للتضحية بحياته من أجل أميمة، التي تظل متشبثة به، وبزوجته يامنة بصفتهما أبويها، لا تعترف إلا بهما. ونقلت على رغم أنفها للدار البيضاء، يؤكد أنه يشعر بأنها تعيش أحلك ايامها، وبأنها لو خيرت في أمرها لما قضت يوما واحدا بالمكان حيث هي ” محتجزة” على حد قوله.
نهاية الوئام
مادا جرى حتى انتزعت أميمة من يد يامنة، على بعد أمتار من المدرسة، وتجهل الآن مصيرها بمدينة الدار البيضاء، في ظل عدم تدخل القانون ليقوم بالاشراف على العملية وفق حكم استعجالي يعطي لصاحب الحق حقه؟ يحكي محمد الكتمور أن الأم البيولوجية ظلت على علاقة بهم، وتزوجت بعد ذلك من شاب بمدينة الدار البيضاء في سنة 2006، قدمته على اساس أنه هو الأب البيولوجي لابنتها أميمة، التي ولدت في سنة 2005 ،وأنه تزوج بها بعدما ظل على علاقة سرية خارج الزواج. ظلت العلاقة بين الأسرتين عادية، يقوم محمد بنقل البنت إلى الدار البيضاء خلال العطل، ويلتقي بالأم وزوجها بفندق ليصلا الرحم، دون أن يذكر أحد مهم  حقيقة النسب للبنت حتى لا يصدموها،في سنها هذا، الاسرتان تشبثتا بكثم الحقيقة على أميمية وظلت العلاقة موصولة بينهما، إلى صيف السنة الماضية، خلالها طالب من يعتبر نفسه الاب البيولوجي باسترداد ابنته لتعيش رفة أمها وباقي إخوتها وتبدأ مسارا جديدا بالدار البيضاء بعدما قضت عشر سنوات بتيزنيت. لاتعرف فيها إلا محمد الكتمور الذي تحمل اسمه، وأمها يامنة كيكون. لم يخبراها بعلاقة الحبل السري التي تجمعها بالأم البيولوجية، ولا بزوجها الذي يصرح ويعترف بأن أميمة من صلبه ويرغب أن يستردها، بعد سنوات من التخلي، لم يستسغ الفعل الذي قام به ابوها بالتبني محمد الكتمور حين منحها اسمه.
الاب البيولوجي يؤكد في قضية مرفوعة أمام ابتدائية تيزنيت أنه الأب البيولوجي لأميمة، نتجت عن علاقة غير شرعية في سنة 2005، وظل على علاقة بشريكته، فتزوجا شرعا في سنة 2006 ، وأنجبا أبناء، ,انهما ظلا عى علاقة بابنتهما، وآن الأوان لكي تعرف الحقيقة، وأنه تفاجأ بأن محمد وضع أميمة في في الحالة المدنيةونحها اسمه، وقد رفعت زوجته دعوى من أجل استردادها.
” صوت الطفل” وفصل جديد
دون انتظار كلمة المحكمة للفصل بين المتقاضيين، الاب البيلوجي بسرقة أميمية من الاب بالتبني، وبقيت القضية بين الشرطة والنيابة العامة، وكأن شيئا لم يقع، إلى أن دخلت  جمعية صوت الطفل على الخط، وبأمر من الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بأكادير، تم الاستماع للاب بالتبني في محاضر رسمية، وأحيلت القضية على استئنافية أكادير استعدادا لبداية فصول جديدة، وفي انتظار ذلك ستظل أميمية بالدار البيضاء بدون تمدرس، بعيدا عن زملائها ودون رؤية اسرة قضت معها 10 سنوات تشكلت خلالها كل اسرار وخفايا وعلائق الأمومة والابوة. مع العلم أن لا أحد أخبرها بحقيقة نسبها، مدير مدرسة لالة مريم يشهد بأنها ظلت مجدة تحصل على نقط ضمن الأوائل.
بعد نقلها ستتلقى حقيقة جديدة، في غياب اي دعم نفسي، ودون أن تسمر علاقتها بمن ربياها، ومن لم تشك قط أنهما ابوابها . أمر يحمل فيه محمد الكتمور المسؤولية  للذين قدموا ما أسماه ” فتوى للخاطف” ليسترد أميمة خارج القانون، ودون التحقق من أنه فعلا ابوها البيولوجي أم لا.ودون أن يتدخلوا ليوقفوا عملية يعتبرها اختطافا، ويعتبرها الأبوان استعاذة لفذة كبدهما، يجب أن تتمتع بحنانهما، وأن تعيش في مستوى أشقائها.
سوس بلوس
مشاركة