الرئيسية اراء ومواقف مجرد رموز ليس إلا (1)

مجرد رموز ليس إلا (1)

كتبه كتب في 22 نوفمبر 2011 - 02:53
غادي نصوت عل الفروج. يروقني فيه إيمانه وفحولته. الفحولة نعرفها جميعا حين نرى مايفعله بالدجاجات العديدات الموضوعات معه في نفس المحل آناء الليل وأطراف النهار, والإيمان نسمعه من خلال استفاقته صباحا كل فجر لكي ؤطن فينا ويدعونا للصلاد مثلما يقول المسلمون ولو كان فروجا هنديا, وهذا أجمل ما في الموضوع. لا أتذكر الحزب الذي اختار هذا الرمز دليلا على عنوانه, لكنه يمتلك بالفعل حظوظا كبرى في أن ينال صوتي يوم الجمعة القادم.
غادي نصوت على الكار. هذا الرمز هو رمز المغاربة كل تأكيد. ليس هناك مغربي واحد لم “يتكرفس” في الكار يوما واحدا في حياته. وعندما نسمع وزارة غلاب تطلق تلك الحملات المضحكة عن ضرورة توفير النقل في العطل لكل المواطنين وخصوصا خلال عطلة عيد الأضحى التي يتحرك فيها المغرب من المغرب إلى المغرب, نضحك كثيرا ونتذكر قصصنا مع الحافلات المهترئة التي تجوب البلد وتقتل الناس وتنقل في بعض الأحيان ونضحك. لذلك هذا الحزب أيضا له حظوظ كبرى في أن “نرمي عليه” جميعا يوم الاقتراع.
غادي نصوت على الروبيني. الماء في المغرب بالإضافة إلى الكهرباء قد يكونان سبيل الثورة الوحيد للوصول إلى البلد. الناس في بلدي لاتهتم بالسياسة كثيرا, لكنها تهتم بما يضر بجيبها ويضربها يوميا في مقتل ويحرم الصغار من كثير الأشياء التي يريدونها. وفي مقدمة الأشياء التي تفعل بنا الأفاعيل فاتورتا الماء والكهرباء اللتان لازالتا عاجزتين في بلد كالبلد عن العثور على من يستطيع قراءتهما قراءة سليمة واضحة تشرح لك كيف أنك تتوفر على “لمبة” واحدة في المنزل تشتغل بالغاز ورغم ذلك تؤدي ألف درهم شهريا لإحدى وكالات الماء أو لإحدة شركات التدبير المفوض, خوفا من أن يأتوا إلى منزلك لكي ينزعوا “الجهاز” مثلما يقول الساخر الكبير عادل إمام في المسرحية ذائعة الصيت, لذلك يرتقب أن يشمل أصحاب الروبيني عطف كبير من المغاربة الجمعة القادمة
غادي نصوت على السبع. لأسباب لا علاقة لها بزيان الذي أعتبره شخصيا أفضل متحدث بهلواني في التلفزيون, ولكن لها علاقة بالصورة التي أجملها في ذهني عن أسد الأطلس الذي انقرض, وعن أسد صندوق الوقيد الذي داعب الطفولة منا بتلك العبارة الكاذبة عن دعم الاقتصاد الوطني, وبالأسد رمز المنتخب الذي كان والذي نحلم له بالرجوع, وبالسبع الذي يعني في الموروث الشعبي كلمة تحيل على “بزاف ديال العظمة” خصوصا حين تسمع أن “فلان تبارك الله سبع”, وتدقق جيدا فيه, فتجد أنه سبع فعلا لكن سبع يعاني من نقص في كل الفيتامينات الموجودة على سطح الأرض. لذلك بحال والو المغاربة كلهم يوليو سبوعا نهار الجمعة الجاية.
غادي نصوت على المظل. ليس فقط لأن أحد قياديي هذا الحزب أتى إلى التلفزيون وقال ضمن الحملة الانتخابية “صوت على المظل تبقا فالظل”, وأنا من كبار الراغبين في البقاء في الظل “حتى يدوز سربيسينا على خير”, ولكن أيضا لإيماني العميق أن الإنسان في بلد مثل المغرب يلزمه بالفعل التوفر على مظلة إذا ما أراد الخروج كل صباح من منزله دون خوف من شيء ما, بل ربما أًصبح التوفر على المظلات ضروريا حتى داخل المنازل, حيت ماعرفتيش الوقت شنو تقدر تجيب؟ هذا الرمز أيضا مؤهل لحيازة الكثير من الأصوات من كل المغاربة المساكين الذين يحسون أنهم بدون مظلة في هاته الحياة المغربية القاسية.
غادي نصوت على الطيارة. لسبب واضح جدا يعرفه كل من فكر يوما في الحريك, وأعتقد أن الأمر يهم ثلاثين مليون مغربي على الأقل, فالطائرة ظلت ذلك الحلم الذي يناجي ويدغدغ أذهان العباد وقلوبهم بالسفر بعيدا, والعودة يوما ذات حملة تلفزيونية ترحب بالمهاجرين وبعملتهم الصعبة القادمة معهم, بعد أن تم طرد نفس المهاجرين يوما من البلد بتهمة أو بداعي أن المغرب لايمكنه أن يتسع للجميع, أو مثلما يقولونها في الإعلام بكل ديبلوماسية “حيت مابقاش الوظيف فالدولة”. الطائرة تمتلك حظوظا وافرة للطيران فعلا يوم الاقتراع.
غادي نصوت على السبولة. القضية فيها آية قرآنية أولا مثلما حرص على تذكيرنا بذلك كل من أتوا إلى التلفزيون للحديث باسم هذا الحزب حين يشيرون إلى الحبة ذات السبع سنابل التي أنبتت ما أنبتته, وأعجب لهم كثيرا حين يقولون إن على العدالة والتنمية أن يبتعد عن توظيف الدين في السياسة, ثم المسألة مرتبطة بالأرض وبالبيت الشعري الساذج الذي حفظناه مذ كنا صغارا عن ملئى السنابل التي تنتحني بتواضع والفارغات رؤوسهم شوامخ إلى آخر ذلك العجب العجاب الذي حفظناه في المدارس ولم نجد أي سبيل إلى اليوم لتطبيقه في أرض الواقع. لذلك بحال والو السبولة تديرها.
غادي نصوت على الفيل. هذا الحيوان مظلوم للغاية. مظهره الكبير وخرطومه الطويل وتلك الأرجل العجيبة التي ابتلاه الله بها, تعطي الإحساس للناس أنه فتاك وغادر ومتوحش وكل شيء, لكن المسكين يخشى من الفأر, وهذا التناقض الكبير بين المشهد الخارجي وبين الحقيقة الداخلية يروقني لأنه يعبر عن طبيعة مائة في مائة من المغاربة الذين يعتكمدون في حياتهم على “التوجيهة الخارجية” أو “الفيترينة” فيما الدواخل لايعلم بها إلا الباري سبحانه وتعالى. هذا التشابه بين الفيل وبين طبيعة شعبنا قد يكون حاسما يوم الانتخابات والله أعلم عاوتاني. وغدا نكملو الخرين باش الهاكا ماتقول لينا والو
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
الهزيمة الصغيرة التي عاد بها الفاسيون من تونس, هي هزيمة قابلة للتدارك شرط لعب لقاء ذكي في العودة أمام النادي الإفريقي, وكل المؤشرات تقول إن فريق العاصمة العلمية سيتمكن من الثأر للوداديين الذين هزمهم الترجي في ملعب رادس نفسه, منذ مايفوق الأسبوع. في كل الحالات الفاسيون صنعوا موسما استثنائيا بكل المقاييس, وإن كان مدربهم قد اشتكى بطريقة ذكية للغاية من “تكالب” الجامعة الكروية على الفريق هي التي لم تمكنه إلا من 72 ساعة من الراحة بسبب برمجة لقاء نصف الكأس قبل نهاية الكأس الإفريقية بثلاثة أيام.
الماص دخلت التاريخ رغم كل شيء. هذه هي الخلاصة
مشاركة