الرئيسية اراء ومواقف هل تستجيب الحكومة لطلب المجلس الاقليمي بإغلاق المستشفى الاقليمي بتاونات؟

هل تستجيب الحكومة لطلب المجلس الاقليمي بإغلاق المستشفى الاقليمي بتاونات؟

كتبه كتب في 20 يناير 2015 - 18:39

تلقيت اتصالا من أحد الاصدقاء حول وفاة رضيع بسيارة الاسعاف كانت متجهة من تاونات الى فاس، بعد أن ألم المخاض بالأم وقام زوجها بائع الببوش بحملها إلى قسم الولادة -عفوا(شباك تذاكر السفر الى فاس)- حيث منحها ولزوجها قسم الولادة بالمستشفى الاقليمي  تذكرة السفر لفاس في عز برد شهر يناير 2015، لأنه يوم عطلة نهاية الاسبوع ،ولا يمكن استدعاء طبيب(ة) الولادة حتى لا يصاب بنزلة برد،  مادام (البلوك) قسم العمليات لازال مغلق ليلا إلى وقت غير معلوم.

شريط متكرر بهذا القسم وبغيره داخل “مقصلة الموت” الاقليمي لعدد من الامهات… وكنت دائما احاول تجنب الذهاب لهذه “المقصلة” مهما كانت الظروف، لكنني نقلت يوم الاثنين 18 يناير ليلا على عجل لقسم المستعجلات، لأكون شاهدا على “ليلة مأسوية” بهذا القسم.

بعد أن رافقني أحد الإخوة على عجل للقسم المذكور لإصابتي بنزلة برد قوية مصحوبة بدوران(دوخة) ،وبمجرد وصولي لباب القسم “الموت” إن جاز التعبير، سمعت شخصا يصرخ بأعلى صوته “اخي يموت اخي يموت ….الله يرحم ليكم الوالدين عوتقوا خاي…” ، كان الشخص مصاب إصابات بليغة على ما اظن (لاني مصاب بدوران).

أجلسوني على كرسي وأخبرني رفيقي  بضرورة الانتظار لوجود حالات خطيرة.  طبعا تفهمت الامر، فهم الأولى بالعناية، بعدها سمعت فتاة في عقدها الثاني تصرخ “امي ماتت ماتت” وتبكي بحرقة احدثت جلجلة ثم سمعت صوتا يقول قبل انخفاض صوت الفتاة “سكتينا والا نجيب ليك البوليس على الفوضى لي درتيها…”. بعدها أخرجت خارج باب القسم من طرف الامن الخاص.

 الروح فارقت الجثة بعد بذل الطاقم الطبي كل الجهد بما توفر لهم من امكانيات -طبعا حسب حدسي-. بعدها جاءني الطبيب ببذلة خضراء ومساعده بلباسه العادي(اظنه طبيب متدرب) وبعد الاسئلة الجافة أخذني مساعده لغرفة الأوكسجين حيث لاحظت ثلاثة مرضى ممددين على الأسرة، اثنين مدعمين بالتنفس الاصطناعي والمريضة الثالثة مسجية علمت انها الفقيدة.

خضعت لقياس الضغط الدموي بعد أن خلعت جلابتين قميصين من الصوف وبذلة رياضية… ليصل مساعد الطبيب لشريان الدموي وبعد القياس قال لي اتبعني وكأنه المسؤول. اعدت لبس كومة ثيابي بمساعدة شخصين (رفيقي وآخر لا اعرفه) وأوصلوني لمكتب الطبيب. مكثت واقفا ممسكا بمرافقي والدنيا تدور بي لأن الكرسي الوحيد  جلست عليه ممرضة تمضغ علكتها، وتنظر إلي باحتقار من مظهري و ملابسي، بعدها حنش لي الطبيب الوصفة الطبية لازالت انتظر مفعولها.

قسم المستعجلات وقسم الولادة بالمستشفى الاقليمي يحتاج الى الكثير من التغيير للعقليات والسلوكات وتوفير الموارد للبشرية، وكذا قسم العمليات المعطل ليلا منذ افتتاح المستشفى  بل يجب إعادة النظر فيه لأنه اصبح محطة نقل لا غير إما الى المركب الاستشفائي  لفاس وهناك معاناة اخرى،  أو إلى المقابر  بعد الاستعانة بأحد برلماني الاقليم 13 للقيام بإجراءات سحب الجثث من مستودع الاموات من المستشفى. وكأن التاوناتيين انتخبوهم لذلك لا غير.
وقد سبق للمجلس الاقليمي ان طالب في احدى دوراته بإغلاقه وتخليص التاوناتيين من معاناتهم منه.لغياب أطباء متخصصين كطب العيون والجراحة وأطباء قسم المستعجلات كما اعتبروا محطة طرقية للتنقل الى فاس؟ كما أكد جميع اعضاء المجلس كارثية الوضع الصحي بالاقليم.

يوسف السطي

مشاركة