الرئيسية حوارات حوار مع الأستاذ القنيطري الذي تحول لأنثى ”أنا فدوى وهذه قصتي”

حوار مع الأستاذ القنيطري الذي تحول لأنثى ”أنا فدوى وهذه قصتي”

كتبه كتب في 3 يناير 2015 - 13:26

أولا ما الصيغة والاسم الذي تفضل أن أخاطبك بهما؟
رجاء حدثيني بضمير “أنتِ” وليس “أنتَ”، وباسم فدوى لأن هذا اسمي وهذه هي هويتي الحقيقية.

قدمي لنا نفسك فدوى؟
بالنسبة لمعلوماتي الأساسية عن اسمي وسني ومكان ولادتي وعملي فالجميع تناقلها من حسابي الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ولا داعي لأكررها، غير أن ما لا يعرفه الناس هو أنني لست متزوجة، بل مطلقة منذ سنة 2011 حين كان عمر ابنتي لا يتجاوز الخمسة أشهر، ومنذ ذلك الوقت لم أتمكن من رؤيتها سوى مرتين أو ثلاث مرات بسرعة، هي تعيش مع والدتها التي تشغل وظيفة مهمة وتتقاضى راتبا جيدا.

منذ متى وأنت تشعرين بأنك أنثى؟
لطالما كنت أشعر بأنني أنثى ولكن كان علي التصرف دائما كذكر حتى حين كنت طفلة صغيرة، حاولت منذ ذلك الوقت أن أعيش كأنثى في داخلي وأتصرف كولد مع الآخرين، ولكن المشكل الكبير الذي واجهته كان في مرحلة البلوغ سنة 1992 لقد كان من الصعب علي أن أعيش بهويتين.

كيف ذلك؟
صرت أتلقى عبارات الإعجاب من فتيات كن يرينني كـ”فتى وسيم” وأنا لم أكن أتحمل ذلك. بعد ذلك صرت أتصرف على نحو غريب، لم أعد أحلق ذقني ولم أعد أهتم بمظهري كما صرت أدخن بشراهة، كل ذلك حتى تنفر مني الفتيات ولا ينظرن إلي بإعجاب، لم أكن أرغب في أن تحبني فتاة ما، لقد كان هذا الأمر لوحده كفيلا بقتلي. للأسف خطتي لم تنجح لذلك كنت مضطرة بعد ذلك بسنوات وتحديدا سنة 2003 لأتعايش مع الوضع وأتقبل جسدي “الرجولي”، صرت أهتم بمظهري واتخذت أول صديقة لي ثم صديقة ثانية وثالثة…إلى أن تزوجت سنة 2009، ولكنني لم أكن أشعر بأنني مرتاحة لا مع زوجتي ولا مع أي من صديقاتي السابقات، لقد كنت أرغب في أن أقول دائما لزوجتي وحتى لصديقاتي بأنني فتاة، ولكنهن لم يعطينني الفرصة لذلك، كشفت عن هذه الحقيقة مرة واحدة لصديقة تعرفت عليها في المغرب بعد طلاقي، ولكنها لم تتقبل الأمر، وهنا اتخذت قرارا بأن أقوم بالخطوة الكبرى وأن أصبح امرأة ما دام الجميع كانوا يرفضون سماعي، هكذا ابتعدت عن عائلتي وتركت صديقتي وعملي وكل شيء وقررت التحول إلى امرأة لأصبح حقا الأنثى التي لطالما كنتها بداخلي.

ولكن بنيتك الجسدية كرجل كانت مكتملة؟
نعم، تماما.

إذن المشكل نفسي بالدرجة الأولى؟
ليس ذلك فقط، المشكل أنه لم يكن هناك توافق وانسجام بين عقلي وجسدي، لقد كنت أواجه صعوبات حتى على مستوى التعامل مع جسدي، فكنت أستصعب المشي واستخدام يدي مثلا، كما أنني لم أمارس قط الرياضة بشكل حقيقي. الآن صرت أمارس الرياضة النسوية بدون أدنى مشاكل، ولكن في السابق وكما أسلفت لم يكن هناك انسجام بين عقلي وجسدي، لأن عقلي لم يكن يحب جسدي.

هل استشرت طبيبا نفسيا قبل الإقدام على عملية التحول؟
هناك توجيه يسمى “رعاية بنجامين للمتحولين جنسيا”، يقتضي أن يتابع المقبل على عملية التحول علاجا نفسيا (وهو ما أقوم به حاليا) إلى جانب علاج هرموني يشرف عليه طبيب مختص (وهو ما أقوم به أيضا حاليا)، بعد ذلك على الشخص الذي يتابع العلاجين الخروج للمجتمع كامرأة لمدة سنتين قبل إجراء العملية الجراحية، لذلك فأنا أستعد لإجراء العملية -على ما آمل- في صيف السنة المقبلة. وسائل الإعلام التي تحدثت عن قصتي لم تكن دقيقة، فأنا لم أجر أية عملية جراحية لحد الساعة، كل ما فعلته هو أنني خضعت لحصص “الليزر” للتخلص من شعر ذقني، كما أنني أتناول الهرمونات تحت إشراف طبيب مختص بالإضافة إلى العلاج النفسي، حاليا أخرج كامرأة، أرتدي ملابس النساء وأضع المكياج..أما العملية فكما قلت سأجريها أواخر السنة المقبلة.

ماذا تفعلين في أمريكا؟
أتيت في مهمة علمية وبحثية في مجال تخصصي (الإعلاميات) بالجامعة المركزية لفلوريدا في أورلاندو.

هل صحيح أن مهمتك هذه ستنتهي الشهر المقبل لتعودي إلى المغرب؟
لا. كان يُفترض أن تنتهي مهمتي في منتصف نونبر المنصرم لأنني أتيت في مهمة لأربعة أشهر فقط، كنت أستطيع طلب تمديد لمدة شهرين إضافيين ولكنني لم أفعل ذلك. بالنسبة للعودة إلى المغرب لا أفكر بذلك حاليا لأن الأمر يشكل خطرا على حياتي، قد يهاجمني الناس ويضربونني، حتى إنني قد أتعرض للقتل.

وماذا تفعلين الآن؟
الآن، لا شي.

كيف تعيشين؟
أنا منشغلة بكتابة قصة فلم وسأبحث عن شركة إنتاج تحتضنه، كما أتمنى أن أتمكن من القيام بإخراجه أيضا. حاليا أعيش من مدخراتي، وكما تعلمون المعيشة غالية جدا هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، وقريبا لن يتبق لي شيء من مدخراتي لذلك أتمنى أن أنهي فلمي قريبا وأوقع عقدا مع شركة إنتاج لتصويره.

هل الفلم يتناول قصة حياتك؟

ليس تماما، الفلم يتناول أزمة الهوية، ليس الهوية الجنسية، ولكن الهوية بشكل عام.

هل تقبلت عائلتك اختيارك؟
مطلقا، لم يتقبلوا الأمر وعارضوه بشدة وشعروا بصدمة كبيرة حين اتخذت قراري.

هل تحدثت إلى ابنتك خلال تواجدك في أمريكا؟
لا.

كيف تتصورين علاقتك بها مستقبلا؟
حين ستكبر ستتفهم الوضع وسنكون صديقتين أنا وهي. أنا أحبها كثيرا وسأحبها دائما.

يعني أنك لن تسعي للتواصل معها حاليا؟
لا.

ماذا تتخلين سيكون جواب الآخرين لها لو سألت عن والدها؟
لا أعرف، ولكنها ذكية جدا ولا أقلق بشأنها، هي أيضا قوية ومستقلة وإرادتها للحياة رائعة.

متى تنوين العودة إلى المغرب؟
لا أعلم، ليست لدي فكرة عن الأمر.

حاورته : حليمة أبروك

 

مشاركة