الرئيسية مجتمع قرى بضواحي تارودانت تعيش عزلة قاتلة وسط الجبال‎

قرى بضواحي تارودانت تعيش عزلة قاتلة وسط الجبال‎

كتبه كتب في 26 ديسمبر 2014 - 17:29

ما أن يلوح فصل الشتاء في الأفق حتى يصبح سكان عشرات الدواوير والجماعات القروية بإقليم تارودانت، وكأنهم ينتظرون غازيا محاربا، الحرارة  بهذه المناطق تصل إلى ما دون ثلاث درجات تحت الصفر ليلا، فالمنطقة تقع على ارتفاع يصل إلى 1800 متر فوق سطح البحر.

معاناة يزيد من قسوتها غياب الحطب وكل وسائل التدفئة، غير أن المشكل الكبير الذي تعاني منه هذه المناطق يرتبط بفك العزلة، فأغلب المداشر والدواوير غير مرتبطة بشبكة طرقية، بل إن بعضها لا تتوفر حتى على مسالك غير معبدة.

الوصول إلى قرى ودواوير جماعة أضار بإقليم تارودانت أشبه بالسفر نحو الجحيم. فلكي نقطع 22 كيلومترا من مقر بلدية اغرم إلى دوار تدنست كلفتنا الرحلة ثلاث ساعات.

لا وجود لطريق تربط بين مركز الجماعة وهذه الدواوير، مسالك طرقية فقط بعضها بناها الاستعمار، فيما البعض الآخر شيدها الأهالي في إطار ما يسمى محليا «التويزة».

كانت انطلاقتنا من بلدية اغرم صباحا، من أجل زيارة كل قرى ودواوير جماعة أضار، إحدى الجماعات المنكوبة التي تعرضت لأضرار كبيرة بعد التساقطات المطرية الأخيرة، غير أننا توقفنا اضطراريا بالمدشر الثالث خلال رحلتنا، «دوار تدنست»، وذلك لاستحالة استمرار الرحلة بفعل صعوبة المسلك الطرقي، لنتوقف بالمحطة الثالثة.

لا يمكن لأي سيارة خفيفة أن تمر هنا، وإلا تركها صاحبها بعد أن تقطع بعض الأمتار، وتتركه هي. أحجار وحفر كبيرة وسط المسلك ومنعرجات خطيرة. مسلك سيء منحوت في جبل زادته الأمطار الأخيرة سوءا، حيث رسمت فيه السيول خدودا وكأنها تقول للعابرين، عودوا من حيث أتيتم.

محمد سليماني

مشاركة