الرئيسية اراء ومواقف مقدمة كتابي: صوت المعاق

مقدمة كتابي: صوت المعاق

كتبه كتب في 11 أبريل 2012 - 19:04

يشرفني بمناسبة صدور كتابي ان اشكر والدي الذي ساهم ماديا من اجل اخراج هذا العمل المتواضع الى حيز الوجود .

و كما اشكر  الاستاذ و الصديق احمد الخنبوبي مدير مجلة ادليس الموقرة التي طبعت هذا الكتاب الاول من نوعه على الصعيد الوطني  على حد علمي المتواضع حيث يعتبر هذا انجازا تاريخيا بالنسبة لي  كمعاق معتز بهويته المغربية الاصيلة و معتز باسلامنا المغربي.

الاهداف العامة لكتابي

اولا احيي والدي الذي شجعني كثيرا و منحني الحرية الكاملة في هذا الكتاب الهادف الى كشف واقع المعاق في مجتمعنا المغربي بكل الحرية و المسؤولية من طبيعة الحال حيث ان والدي ادرك اهمية هذا العمل المتواضع في اسلوب كتابته غير أن هذا الاخير يحمل افكار جديدة ترمي الى النهوض باوضاع المعاق في المدار الحضري و في المدار القروي المقصي أصلا منذ عقود من شيء اسمه التنمية البشرية، كمفهوم شامل و خصوصا تنمية الشخص المعاق.

إن وضعية المعاقين في هذا الوطن عرفت تطورا كبيرا منذ سنوات التسعينات بفضل وعي الجمعيات  المتواجدة في المدن الكبرى  بضرورة  اخراج المعاق من بيت اهله إلى مراكز إعادة ادماجه في المجتمع من خلال ضمان حقوقه الأساسية كمواطن مغربي في الكرامة اولا و اخيرا و ضمان حقوقه في الولوج الى خدمات الدولة مثل الصحة و التعليم و الضمان الاجتماعي الخ من هذه الحقوق المشروعة.

ان المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بدأ طريقه الطويل في الاصلاح الاجتماعي و المتمثل في تحسين  أوضاع المراة و القضاء على مختلف مظاهر التهميش و التخلف الخ من هذه المظاهر التي اصبحت لا تتناسب مع صورة المغرب كبلد مسلم يسعى الى ان يكون نموذجا فريدا على صعيد منطقتنا المغاربية  في الديمقراطية و في حقوق الانسان بمفهومها الشمولي .

انني حاولت في كتابي ابراز تجربتي في هذه الحياة بصفتي معاقا لا يستطيع المشي و الكلام و ان وصولي الى هذا المستوى المتواضع ليس بالامر السهل بل وجدت في طريقي العديد من العراقيل منذ الولادة حيث ان ابواي الكريمين تعذبوا كثيرا  معي و خصوصا والدتي الفاضلة …

كما وجدت المشاكل المرتبطة اساسا بتصور البعض حول المعاق باعتباره لا يمكنه ان يتعلم او يبني مستقبله كايها الناس و هذا التصور موجود في العالم الحضري بشكل نسبي و في العالم القروي بشكل كبير و قوي لدى أطلقت عليه مصطلح جديد الا و هو ايديولوجية التخلف القروي في كتابي.

صحيح انني لم اعش قط في البادية لكن هذه الايديولوجية هجرت من البادية الى المدينة و من  خلال تجربتي الشخصية معها  اكتشفت حقيقة ان المعاق في البادية المغربية يعيش اوضاع الحيف و التهميش و العزلة التامة عن العالم الخارجي فهو يظل سجينا في بيتهم الى الوفاة حيث انه لا يتوفر على الحد الادنى من الحقوق الاساسية كالحق في الكرامة و الحق في ممارسة حياته العادية مثل جميع افراد المجتمع القروي .

غير ان البادية المغربية عموما كما قلت عاشت طوال هذه العقود خارج التغطية بكل معنى الكلمة مما جعل التخلف القروي يسود في هذا الوسط و يقمع كل المحاولات الرامية الى التقدم بوعي الناس من خلال تاسيس الجمعيات ذات ابعاد تنموية و ثقافية الخ..

و هنا لست اعادي البادية المغربية بل اعادي التخلف القروي الذي جعلني ادخل الى متاهات لا نهاية لها في مراهقتي الحساسة .

ان كتابي يريد إيصال رسالة مفادها ان المعاق في البادية يحتاج الى الرعاية  من طرف الدولة بجميع مؤسساتها و فعالياتها الوطنية و المحلية بهدف وضع تصور وطني  للنهوض بهذه  الشريحة داخل الوسط القروي على كافة المستويات و الاصعدة و محاربة كل اشكال الحيف  و التخلف .

ان هذا التصور الوطني هدفه الاسمى حسب اعتقادي المتواضع هو النهوض باوضاع المعاقين  في البادية المغربية على كافة المستويات كالصحة و التعليم و ضمان حقوقه كمواطن مغربي في التنمية و العدالة الاجتماعية و هذا لن يتم الا بتوفير شروطه الفعلية و هي اولا محاربة ايديولوجية التخلف القروي و مظاهر الشعوذة و الحكرة  الخ.

ثانيا التعاون بين جميع المتدخلين في الشان العام لهذه المناطق القروية .

ثالثا نشر الوعي بحقوق المعاقين الاجتماعية و الصحية عبر قنوات الاتصال كخطب الجمعة و اللقاءات الجمعوية ..

و كما تطرقت في كتابي الى عدة نقاط هامة مثل ضرورة توفير الولوجيات لفائدة المعاقين  في كل الادارات العمومية و مراكز الصحة و دور العبادة المختلفة و دور الثقافة.

ان وضعية الاشخاص المعاقين ببلادنا عرفت تطورا كبيرا كما قلت في بداية مقالي هذا لكن الطريق مازال طويلا و شاقا امامنا للوصول الى نموذج مغربي متميز في مجال الاعاقة من حيث البرامج و المخططات كما هو موجود في بعض الدول الاوربية كفرنسا مثلا حيث ان المعاق هناك حين يبلغ 18 سنة يمكنه الذهاب  الى مراكز التاهيل المهني قصد ضمان مستقبله و ضمان عيشه الكريم بينما في بلادنا مازالت الامور كما هي حيث لا نشعر باي تقدم في منطقتنا لكننا لسنا بالعديمين حيث نامل الخير في مشروع الجهوية المتقدمة الذي سيجلب التنمية لكل جهات وطننا العزيز.

 

 

 

 

 

 

 

 

مشاركة