الرئيسية سياسة أهالي تافروات وتيزنيت يساندون أخنوش “القوة الهادئة” وتبعمرانت رمز المرأة السوسية

أهالي تافروات وتيزنيت يساندون أخنوش “القوة الهادئة” وتبعمرانت رمز المرأة السوسية

كتبه كتب في 22 نوفمبر 2011 - 01:33

لم يكن الثلاثاء الأول من الحملة الدعائية للإنتخابات التشريعية بسوس يوما عاديا، إذ أعطيت فيه الإنطلاقة الرسمية للحملة الإنتخابية لحزب الحمامة بالجهة، وكان اليوم الاول الذي واجه فيه عزيز أخنوش توتر منصات الخطابة وتغلب على صدى المكروفونات والظهور بوجه غير مألوف، والكشف عن هويته السياسية. كان اليوم اسنثنائيا بكل المقاييس، إذ سجل تاريخ سوس ولوج رمز الفن الأمازيغي بسوس، فاطمة تبعمرانت عوالم السياسة، بعد أن كانت متعففة عنها. فكان اليوم احتفاليا، حيث حملت تبعمرانت المكرفون ثلاث مرات فوق ثلاث منصات، ليس لتقديم أغانيها الأمازيغية في سهرة فنية، ولكن لتدافع عن الأمازيغية في منصات السياسية، وتوضح أسباب انخراطها فيها كوصيفة لوكيلة لائحة الحمامة.

رغم مرور ثلاثة أيام على الإنطلاقة القانونية للحملة الأإنتخابية، كان الثلاثاء أول يوم فتح فيه عزيز أخنوش وتباعمرانت أبواب الساحات للتجمعات الجماهيرية بالجهة، بعد أن ظلت موصدة في وجه جميع المرشحين الذين اكتفوا باللقاءات الحزبية والشخصية والعائلية، في حملة انتخابية حذرة تارة، ومرتبكة تارات أخرى. كان صباح ذلك اليوم ثلاثي الأبعاد، فالشخص الذي ظهر في الساحات العمومية ضخ دماء المنافسة في الفضاءات المفتوحة، بدل المغلقة التي اختارها البعض أن تكون في فنادق خمس نجوم. خرج أخنوش بهامة سوسية مسلحا بثقة غير متناهية وقيادة ذكية. خرج الرجل الهادئ والسوسي الحاذق عزيز أخنوش دون حرج ليجوب أطراف الجهة رفقة رمز تيفيناغ تبعمرانت.

إنها أول إطلالاته السياسية التي خرج خلالها رفقة تبعمرانت ومحمد أوجار ومعاونيه ليعطي إشارة الانطلاقة باشتوكة آيت باها لفريق الحملة الدعائية لمرشح الحزب بالدائرة إبراهيم حافيدي. بدا بغير الصورة التي ألف الظهر بها في القنوات التلفزيونية، وهو مخنوق بربطة العنق والكسوة الزرقاء، عندما ترجل ليغوص في صفوف قيادة الحملة. بدأ أنيقا بهندامه وهو يلبس سروالا وسريدة، ومستريحا وسط أبناء منطقته، وهو يرد على التحايا الحارة إلى أن وصل المنصة الخطابية وسط اعتزاز صفوف الحزب بحضوره الذي شكل قيما مضافة للانطلاق الحملة الرسمية لمرشح الدائرة، مؤكدا ما تردد من أخبار عن مساندته ودعمه للحافدي. أطلق أخنوش عنان حملة الأحرار من اشتوكة ليرفرف الحمام بباقي ربوع الجهة، مرورا بمركز أملن وتافراوت وأنزي وتيزنيت وإيفني وهوارة وتارودانت وغيرها من الدوائر بالجهة. كان الرجل مقتضبا في كلامه ودقيقا في اختيار رسائله، وهو يبدو بصورته غير المألوفة، كرجل المرحلة الجديدة، وغير ذلك الشخص الذي ألفه الناس وهو لا يحب الخطب من فوق المنصات العمومية.

آثر أخنوش الحديث عن نفسه عندما أعطيت له الكلمة، مقدما رفيقته الفنانة تباعمرانت رمز الأمازيغية بسوس، معربا عن فرحته الكبيرة لتواجدها كفاعلة وطنية مدافعة عن الأمازيغية ضمن الائحة الوطنية للنساء في الرتبة الثانية. وأوضح بأن تواجدها  بالبرلمان سيحرص على تنزيل دسترة الأمازيغية. فتبعمرانت، يقول أخنوش، قالت أنها عندما دخلت الأمازيغية للدستور، قررت ولوج عالم السياسة. كما أبرز مميزات اشتوكة آيت باها كمنطقة فلاحية، موضحا ترشيح الحافدي يندرج في إطار تخصصه العلمي  والمعرفي واضطلاعه بالملفات المرتبطة أساس بالفلاحة، وكذا التصاقه بالمجتمع المدني. ودعا في آخر كلامه بأن يصوت الجميع بكثافة يوم الإقتراع، كإجابة أخرى على الدستور الجديد، وذلك من خلال اختيار الرجال المخلصين والكفاءات.

غادر أخنوش اشتوكة رفقة تبعمرانت ومرافقيه، متوجها إلى تافروات مسقط رأسه. لم يرد أن يصل إلى تفراوت دون التوقف على بعد ثلاث كيلوترات من مسقط رأسه بمركز أملن، حيث اكتشفنا من الوهلة الأولى من خلال الحضور الطوعي والمميز لساكنة أملن برجالاتها ونسائها وشبابها، أن الرجل ليس في إلى بح حنجرته بالدعوة للتصويت عليه، إذ كان الأعيان ورجال المال والأعمال الوافدين من البيضاء والرباط وأكادير ومراكش يتسابقون للحديث بدلا عنه. فالحاج التيجاني كغيره من الأصوات التي ألحت على آخذ الكلمة قبل أخنوش، ذكر بمناقب الرجل وإخلاصه لبلده وبلدته، مستطردا في ذكر المنافع التي حملها معه سواء أثناء تقلده مهام رئيس الجهة أو وزارة الفلاحة والصيد البحري أو أثناء تواجده خارج المسؤوليات.

من جهته، اعرب أخنوش وهو جالس تحت حر الشمس الجافة عن فرحه مزدوجة، لأنه يوجد وسط أبناء بلده من جهة، ولكونه سيتمكن من خدمة الوطن والبلد. وأعرب عن اعتزازه بالمرتبة الثانية التي تبوأتها تباعمرانت التي كانت بجانبه وهي تتصبب عرقا من حر الشمس، في لائحة نساء الأحرار، معتبرا أن ذلك شرف للحزب وللمغرب وللأمازيغيين. إنها فنانة وشاعرة وطنية، يقول أخنوش، حملت علم الأمازيغية عاليا، وقبلت اليوم دخول السياسة للدفاع عن بلدها وعن الأمازيغية، لأن الأمازيغية اليوم مدسترة، لكن يبقى تنزيلها للميدان وتطبيقها يلزم تواجد شخصيات من أمثال تبرعمرات داخل البرلمان للسهر على تنفيذها في المستقبل. أما أنا فإنكم تعرفونني كإبن المنطقة، وأنا أعرف مشاكلها المرتبطة بالماء والصحة والتعليم. وقال بأن على الدولة أن تقوم بواجبها في المستقبل، وتستثمر في هذه المناطق النائية التي تركت الهشاشة، ولم يصلها لا التعليم ولا الصحة ولا البنيات التحتية والفلاحة التي يجب أن تكون عليها. ولم يفته الحديث عن غزو الخنزير للمنطقة التي أصبحت تئن تحت رحمته، دون تدخل الجهات المعنية لصد هجماته، متوعدا بحل  مشاكله نهائيا(تقاطعه زغاريد النساء). وقال أنه من أجل هذا سيأخذ شجاعته من شجاعة أهل تيزنيت وتافراوت وأنزي بالتصويت على الرجال والكفاءات والمخلصين لاستكمال المسيرة التي انطلقت منذ مدة. وأبرز أن الأهم بالنسبة إليه، هو التصويت يوم 25 لأن الدستور الحالي اعتبر الأمازيغية لغة زطنية وجاء بعدد من التحولات السياسية والإجتماعية.

“بركا من التودار والضياع” بهذه العبارة خاطب تبعمرانت أزيد من 70000 ناخب وناخبة،”أرجوكم، كفى من سنوات الضياع، يجب أن نسلك طريقا واحد، يجب أن نجتهد جميعا لبلوغ المبتغى”. وحيت تبعمرانت عاليا المرأة الأمازيغية التي حافظت عبر التاريخ على هويتها وحضارتها وبقيت وفية لأجدادها.”فالحروف الأمازيغية تيفيناغ غابت معانيها مع التاريخ، لكنكم ما زلتم تحافظون على عليه. إن العبرة فيمن يقرأ الرسائل وليس في من يوصلها.كان لي موقف سلبي من السياسة، وكنت أكره كل من يناقش السياسة، لكن اليوم ألاحظ أن هناك خطوات إيجابية على طريق السياسة(تقاطع بالشعارات”أيوز إيمازيغن”.

وبتافراوت حيث كان الحضور الطوعي للآلاف من أهل تافراوت والمناطق المجاورة رسالة قوية لتشبثهم بما سموه بـ”بالقوة الهادئة”، إذ لم تشاهد لا حافلات النقل العمومي استعملت لحشد الجماهير كما يفعل باقي المرشحين، ولا قطاعات النساء والشباب ولا النقابية. وكان الجميع”واعيا ومقتنعا بضرورة الإلتئام والوحدة من أجل دعم النخب المحلية المشهود لها بالمصداقية والجدية في العمل، والمؤهلة للعب أدوار رئيسية في مسلسل التغيير الديموقراطي الذي يشهده المغرب” وسجل النسيج الجمعوي في بلاغاته أن الجميع ملتف حول” إويس ن تمازيرت” السيد عزيز أخنوش، و”تانازورت تامازيغت” الفنانة المناضلة فاطمة تاباعمرانت، وهم مجندون لدعمهما والعمل معهما جنبا إلى جنب من أجل تافراوت، وسوس، ومغرب أفضل.  لما لا؟ تقةل رسائل الدعم، وعزيز أخنوش مشهود له بالمصداقية في العمل، وبالحنكة في التسيير، والنفس الشبابي في التدبير. كما أن”الفنانة فاطمة تاباعمرانت، مشهود لها بغيرتها على الثقافة الأمازيغية ووعيها بهموم وقضايا المرأة الأمازيغية والمغربية عموما، وهي الفنانة التي جعلت من الكلمة الشعرية رسالة للنضال من أجل الكرامة والرقي بالحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، ومن مهمتها السامية في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مسؤولية لإنجاح مسلسل مأسسة الأمازيغية وإعادة الإعتبار لها”. فأخنوش وتاباعمرانت، حسب بلاغات المؤازرة، رمزان لنخبة سوسية، وبمواصفات زعماتية قيادية، قادرة على الترافع على مشاكلنا.

أكد أخنوش لأهالي المنطقة الذين هبوا دون حرج لانتظار طلته رفقة وتباعمرانت فوق منصة الخطابة في إحدى الساحات العمومية، أنه أول مرة سيكون هناك تعاقد بين الساكنة على برنامج يلبي تطلعات الساكنة، موضحا أن المنطقة في قلبه، وأنه اشتغل مع النسيج الجمعوي دون أن تكون لديه مسؤولية. وقال كنت وزيرا في الحكومة مدة أربع سنوات، ولم يكن لدينا تعاقد، لكن كانت لدي مسؤولية كبيرة، لأني كنت الوزير السوسي الوحيد داخل هذه الحكومة. وكنت الوزير الذي يحمل فوق كتفيه تلك الثقة التي وضعتموها في كي أكون في المستوى، خاصة وأن”السواسة معروفين بالجدية والمسؤولية” وتمنى أن يكون قد أخلص في مهامه، متشبثا بالتصويت على الكفاءات والرجال للسير بالمغرب بالسرعة الفائقة.

محمد إبراهمي(تافراوت)

 

مشاركة