الرئيسية مجتمع كلميم : طوفان الغش أم طوفان الماء..؟

كلميم : طوفان الغش أم طوفان الماء..؟

كتبه كتب في 24 نوفمبر 2014 - 22:17

قناطر فرنسا التي بناها المستعمر الإمبريالي الغاشم لا زالت واقفة صامدة رغم تقلبات الزمن و المناخ و قناطر وطرق الاستقلال نسخة مزورة مخدومة ومدرحة بالغش و الهشاشة.. يا ويلي يا ويلي ..الله يعفو علينا ..
هل نغضب هل نشتم العالم أم نصمت و نبكي على من ماتوا هناك في المجرى ..

الماء تحول في المدة الأخيرة إلى وحش قاتل يتربص بفريسته البشرية من السكان في جهات مختلفة من مغربنا الجميل..
ضحايا بوزكارن من قتلهم هل هو الواد أم العاصفة أم سائق شوفار و لماذا لا نقول غياب مسؤولية من يسهر هناك على أرواح المواطنين.؟
في بحيرة قرب الخميسات غرق قبل أسبوع تلميذان كانا يسبحان و يلعبان في الماء..أفرشة الأنهار الجافة التي تحولت إلى ممرات و معابر للمشائين و الدواب و الركاب تنقلب بعد ساعة من المطر إلى طوفان يقتل الناس والدواب ..

في الرباط في حي المسيرة بعد ساعتين من الأمطار غرق الحي.. كان ينقص خروج سيدنا نوح بسفينته وحيواناته يشق عباب الموج وأبنه هارب فوق الجبل .
لم تظهر السفينة وظهر علال القادوس الذي تحول إلى بطل أسطوري سوريالي ..الناس نسوا بسرعة علال القادوس الدريويش صاحب المواهب الساكن في الفرناشي منقذ المدينة من الغرق .اليوم مع غرقى و قتلى بويزكارن سيعود اسم علال إلى الواجهة ..
نحتاج إلى علال ما دام الغش قائما في البنيات و البنايات..

هل نبكي موتانا أم نندب حظنا العاثر أم نخرج في مظاهرات تطالب بأشد العقوبات على المتلاعبين و الغشاشيين..
الدور و المنازل تسقط على رؤوس أصحابها في القنيطرة والدار البيضاء ومكناس وغيرها ..
لماذا كانت ولازالت العمارات والمباني والقناطر والمسالك التي شيدتها فرنسا و إسبانيا أجمل و أبهى و أقوى و أمتن من بنايات مغشوشة ما أن تأتي عاصفة أو سيول مياه مطر حتى تتحول المباني والطرق و القناطر إلى ما يشبه قصورالرمال التي تمسحها موجة البحر..
لا شيء يمكن أن يقف في وجه قوة الماء سوى قوة العلوم والدراسات وعدم ترك الأمور إلى منطق أعقلها و توكل و في يد الله و إلى وضع أرواح الناس في يد الهواة أو الغشاشين والمضاربين والسماسرة و المافيات الجشعة..

حين يسقط الضحايا نقول مهرولين اللهم هذا منكر .لماذا حصل ما حصل ؟
و هل كان قدرا حتميا أن يموت الناس بهذه الطريقة ..من المسؤول ؟
تقرأ الفاتحة على الضحايا ونخرج لجنة تحقيق إلى الوجود وتجتمع ونراها مجتهدة في الاجتماعات و تصورها الكاميرات وينقل التلفزيون الخبر..
الحمد لله هناك لجنة ستعمل على البحث والتقصي في القضية وستقول لنا من هو المسؤول عن موت الناس ..
ضعوا ثقتكم في اللجنة لأنها تشتغل دائما و تجتمع وتصورها الكاميرات وتنقل الصحافة أخبارها وتبحث و تبحث وتتقصى وتبحث و تتباحث ثم تبحث إلى أن ننسى ..وخلق الله الإنسان كائنا ينسى ..

 سيغرق الناس و تغرق السيارات في الأنهار و تنهار وتتحطم المنازل فوق رؤوس سكانها ونفاجئ بعمارات مبنية قبل سنة كأنها بنيت في العصرالحجري متهالكة هشة لكن نواجه المشكلة بخلق لجنة و اللجنة تجتمع ثم تجتمع وتصورها الكاميرات ثم ننسى ..

عمر أوشن
مشاركة