الرئيسية مجتمع الأستاذ الحسين بكار السباعي : قراءة في خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء

الأستاذ الحسين بكار السباعي : قراءة في خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء

كتبه كتب في 7 نوفمبر 2014 - 21:58

لقد شكل خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى التاسعة و الثلاثين للمسيرة الخضراء رؤية نوعية في مسألة الوحدة الترابية و إستراتيجية التنمية المستقبلية للأقاليم الجنوبية في إطار جهوية موسعة حاسمة يرى من خلالها جلالته أنها ليست مجرد نصوص قانونية في أبوابها الضيقة و لكنها أسمى من ذلك من خلال كونها جهات متضامنة و متكاملة يكمل بعضها البعض الآخر و يغذيها التلاقح الحضاري الأصيل للإنسان المغربي و الذي يشكل هويته من خلال تنوعه الثقافي ، فلا فرق كما جاء في خطاب جلالته بين الجبلي و الريفي و الصحراوي و السوسي فكلاهما ينصب في تحديد هوية هذا الوطن الذي ينتمي إليه دون تعصب أو تفرقة ، و أننا نرى من جهتنا كأحد النخب الصحراوية المغربية أنه فعلا هناك مرحلة حاسمة في التنمية و إعداد برامج المنجزات ، فما كان في هذه المناطق هو مجرد جزء بسيط مما ينتظرها من أوراش عظيمة تعتبر حاسمة لمستقبل المنطقة ككل، و هذا ما أكده جلالته ، و الذي لن يتأتى إلا من خلال جهوية حقيقية موسعة تضمن النموذج الحقيقي للتنمية بالمنطقة دون أن ننسى القيمة المضافة التي جاء بها الخطاب الملكي السامي بهذه المناسبة ، و هي مدى احترام المغرب لحسن الجوار كمبدأ استراتيجي تقوم عليه العلاقات الدولية من جهة ، و من جهة أخرى هذا المبدأ الذي جعلنا مؤمنين أكثر بعدالة قضيتنا ملتمسين الرشاد و الهداية لأعداء و حدتنا الترابية.

كما أنه و من جهتنا و في إطار اعتبارنا أطرا من أطر الصحراء المغربية و أحد أبنائها المدافعين عن مغربيتها إلى جانب جلالته و مثمنين ما جاء في خطابه السامي بمناسبة هذه الذكرى الغالية على المغرب و المغاربة ككل ، و التي دافع عنها جل المغاربة من حدود البوغاز إلى تخوم الصحراء بما يملكون من غال و نفيس بأموالهم و أنفسهم و أبنائهم و التي لا يمكن لكل مواطن غيور على وطنه أن يتوارى عنها قط.
كما لا يمكننا أبدا كما جاء على لسان جلالته أن نتوارى على أنه لا منزلة بين الوطنية فإما أن يكون الإنسان مغربيا أو لا يكون ، مع العلم أن هناك أغلبية صامتة من أبناء الصحراء المغاربة متشبثة بوطنيتها و غيرتها على وحدة و طنها الترابية.
و إذ نؤكد مرة أخرى و من خلال تشبثنا و تثميننا لما ورد في خطاب جلالته بهذه المناسبة الحميمة ما سبق أن أكدناه في تصريحنا لوكالة المغرب العربي للأنباء بتاريخ 21 أكتوبر 2014 م على ضرورة تعامل منظمة الأمم المتحدة بجدية مع ملف الصحراء المغربية ، و على ضرورة إرسال بعثة أممية لتقصي حقيقية المأساة الإنسانية التي تعيشها ساكنة مخيمات تنذوف ، و على ضرورة التأكيد من حقيقة الاحتجاز ألقصري التي تعيشها ساكنة هذه المخيمات ، و التي تباشره في حقها مجموعة مرتزقة الانفصال بمباركة و إشراف من المخابرات العسكرية الجزائرية ، بل استطاعت أن تنتزع له غطاءا أمميا تحت مظلة غوث اللاجئين (HCR)، و الحال و كما أكده جلالته في خطابه اليوم على ضرورة الحزم و التعامل بجدية من قبيل المنتظم الدولي و على رأسه هيئة الأمم المتحدة مع عدالة قضية وحدتنا الترابية.

الأستاذ الحسين بكار السباعي
رئيس مرصد الجنوب لحقوق الأجانب و الهجرة ، و ممثل المنظمة العالمية للثقافة و الفنون الشعبية التابعة لليونسكو بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية

مشاركة